«نتوقع أن يشهد العام الجارى انخفاضا فى الأعداد بنسبة 50% فى عدد السياح التى تجلبها شركة برايت سكاى» وفقا لرئيس مجلس إدارة الشركة مودى الشاعر فى حوار مع جريدة ديلى نيوز ايجبت.
وذكر الشاعر الذى تعد شركته إحدى شركات مجموعة بلوسكاى للسياحة إن انحسار التدفق السياحى لمصر خلال العام الجارى ستمتد آثاره السلبية إلى شركات السياحة الكبرى.
وأضاف أن برايت سكاى جلبت خلال العام الماضى نحو 800 الف سائح وهو ما لا يمكن تحقيقه خلال العام الجارى 2016.
وتراجع الدخل السياحى لمصر خلال الخمسة شهور من العام الجارى بنحو 62% مقابل نفس الفترة من العام الماضى وفقا لوزارة السياحة.
ويرى الشاعر أن هذا العام سيكون قاسياً للغاية على القطاع سواء على مستوى الأعداد أو الإيرادات جراء الانحسار السياحى فى 2016 منذ أزمة الطائرة الروسية فى نهاية العام الماضى.
وتمثل السياحة الروسية نسبة لا بأس من إجمالى التدفقات الوافدة لمصر سنويا لا تقل عن 30% فى حين يمثل البريطانيون نحو 10% ما يعنى أن المقصد المصرى فقد نسبة كبيرة من التدفقات السياحية.
«أستطيع أن أقول أننا فقدنا أهم سوقين فى العام الجارى وهما السوق الروسى والبريطانى» وفقا لرئيس مجلس إدارة برايت سكاى مضيفا، إن هناك اصرارا من جانب الدولة على استعادة التعافى خلال الفترة المقبلة خاصة الموسم الشتوى نهاية العام الجارى.
وقال إن التراجع سيؤثر بالتأكيد على حصة برايت سكاى من السياحة الوافدة لمصر خلال العام الجارى بنحو 50% على الاقل تراجعا مقابل العام الماضى الذى استطاعت فيه الشركة استجلاب نحو 800 الف سائح.
ويرى أن الفترة الحالية تشهد تنسيقا بين «القطاع الخاص» مع وزارة السياحة لتكثيف التسويق للمنتجات السياحية الآن.
ويقول «ليس أمامنا إلا الترويج والتسويق لمصر وأكرر أن الموضوع مهم للغاية رغم الظروف الحالية التى يمر بها القطاع السياحى».
وأوضح أنه لا يمكن التوقف عن التسويق والدعاية للمنتجعات السياحية المصرية فى الخارج حتى ولو كنت فى أحلك الظروف عليك أن ترى دائما النور فى نهاية النفق.
وأضاف أن السياحة المصرية المصرية سوف تعود وستتعافى خاصة أن الدولة تقترب من الانتهاء من عملية مراجعة تقييم إجراءات الأمن بالمطارات المصرية.
وقال «لدينا معلومات أن الدولة تقترب من اعلان الانتهاء فى بعض المطارات حيث إننا نتوقع أن تبدأ شركة إدارة أمن المطارات الخاصة عملها فى مطار شرم الشيخ فى أغسطس المقبل».
وذكر أنه تم التعاقد مع شركة كبرى لإدارة لأمن المطارات تسندها احدى الشركات البريطانية لتدريب الكوادر البشرية على أعباء هذه المهمة.
ويرى أن ذلك سيكون مهما فى عودة السياحة الروسية لمصر وكذلك البريطانية اذ إن مصر تعمل على استيفاء أعلى درجات الأمان بالمطارات.
وقال إن المحطة المقبلة فى عمليات الترويج وفقا لمسئولين فى وزارة السياحة ستكون المانيا اذ إن هذا السوق رغم الاحداث الأخيرة إلا أن حركته لم تتوقف لمصر أما المحطة الثانية فيجب أن تكون بريطانيا.
وأضاف أنه إذا كانت بريطانيا أوقفت رحلاتها لشرم الشيخ منذ بداية نوفمبر الماضى إلا أن لم تفرض قيودا على حركة السفر للمناطق السياحية فى محافظة البحر الاحمر أو الأقصر وأسوان.
وأوضح أن حركة التدفقات البريطانية القادمة من بريطانيا للغردقة ضعيفة للغاية، مما يتطلب العمل وفقا لسياسة التسويق المنفصل وهذا ما عملت به مصر خلال فترة التسيعينيات وحادثة الدير البحرى واستطاعت اجتياز الأزمة.
ويرى أن استمرار تعليق بريطانيا وروسيا للرحلات إلى شرم الشيخ سيخلق صعوبة «ولكن علينا ألا نيأس ونتوقف» فهناك الغردقة والأقصر وأسوان، فالبريطانيون فى بدايات شرم الشيخ كانت تدفقاتهم ضعيفة للغاية ثم ارتفعت مع الوقت مع زيادة التسويق.
ومدت شركة توماس كوك تعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ إلى فبراير المقبل.
وذكر أن توماس كوك اتخذت هذا القرار بسبب وجود قرار من الحكومة البريطانية بتعليق الرحلات لشرم الشيخ وهذا القرار لازال مستمرا ومتى رفعت الحكومة البريطانية هذا القرار فإن توماس كوك ستدرس الأمر وفقا لمصالحها.
ولا يتوقع الشاعر اتجاه الفنادق لزيادة الاسعار خلال الفترة الحالية «لكن ربما يصبح رفع الاسعار تدريجيا مع زيادة التدفقات السياحية، أما الآن فلو حدث رفع سيكون فى فترة انحسار سياحى مما يعطى صورة أقوى للمنافسين لمصر فى المنطقة».
وأضاف «أود أن أخبرك أن هناك آليات للسوق هى العرض والطلب ولكن هناك جانبا مهما هو أنك لاتستطيع الاستمرار فى سياسة حرق الاسعار حيث تكلفة التشغيل المرتفعة وما لذلك من أثر سلبى على جودة الخدمات السياحية».
وأوضح أنه فى النهاية هناك فنادق تمادت فى سياسات حرق الاسعار للخدمات. أين هى الآن؟ لقد أغلقت أبوابها جراء الخسائر التى لحقت بها، وبالتالى خفض الاسعار دون النظر إلى تكلفة التشغيل وجودة الخدمات الموفرة للنزلاء مدمرة للقطاع.
وقال إنه بالتأكيد الاسواق المجاورة استفادت كثيرا مما يحدث فى منطقة الشرق الاوسط من عدم استقرار خاصة تركيا خلال بداية الازمات التى مرت بها منطقة الشرق الاوسط ولكنها حركة السياحة الوافدة لتركيا فى تراجع خلال العامين الاخيرين بسبب الظروف السياسية التى تمر بها مؤخرا.
وذكر أن أكثر البلدان التى استفادت كثيرا مما يحدث فى المنطقة العربية خلال الخمس سنوات الاخيرة هى اسبانيا.. استطاعت اسبانيا تعظيم حصصها السوقية من السياحة العالمية وحصدت جانبا كبيرا من حصص بلدان الشرق الاوسط.
وقال إن السياحة فى مصر تتطلب توحيد السياسات من قبل الحكومة وليس من قبل أن تعمل كل وزارة منفردة عن الاخرى فهذا يؤثر سلبا على المنظومة السياحية فى النهاية.
وأضاف أن المرور والبيئة والنقل تؤثر على القطاع مما يتطلب التنسيق لاستهداف مستهلك سياحى مرتفع الانفاق وهذا سيكون متى تم تفعيل المجلس الأعلى للسياحة والذى شكله رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى مؤخرا.
وأضاف أن فرص النمو للسياحة المصرية فى الاسواق الروسية والالمانية والبريطانية والايطالية كبيرة رغم الظروف الحالية وهى أسواق تقليدية لمصر، ورغم ذلك لم نحصل بعد على نصيب تؤهله الموارد السياحية المصرية العملاقة.
وأوضح أن هناك اسواقا فى أوربا يجب عدم اغفالها وهى بولندا والتشيك وأوكرانيا وصربيا وهى بلدان تحقق نموا فى التدفقات السياحية للخارج وبالتالى لايجب أن نغفلها.
وأضاف أن هذه الأسواق العديد منها يتطلب تسيير خطوط طيران إلى المنتجعات السياحية على شاطئ البحر الاحمر وهذا يمثل الصعوبة.
وقال إن مجموعة شركات بلوسكاى سوف تزود برامجها التسويقية فى أوربا الشرقية خلال الفترة المقبلة خاصة فى بولندا أو التشيك.
وأوضح أنه تم عمل اتفاق جيد للغاية بين إحدى الشركات التشيكية من براغ وشركة ايركايرو لتسيير 10 رحلات اسبوعيا إلى الغردقة ومرسى علم اسبوعيا منذ شهر مايو الماضى.
وأضاف أن الشركة ستقدم دراسة إلى شركة ايركايرو لتسيير رحلات إلى الأقصر من المانيا وقد بدأت اتصالات مع مجلس إدارة الشركة والشركة وعدت بدراسة الأمر مع وزارة الطيران.
وقال إن السوق الالمانى متعطش لزيارة الاقصر وأسوان وسوف نجتمع ببعض الشركات الألمانية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أنه خلال عهد الوزير الأسبق هشام زعزوع تم مناقشة تأسيس شركة طيران مملوكة للقطاع السياحى ولابد من تنفيذ هذه الفكرة حاليا.
وقال إن هذه الفكرة جيدة للغاية اذ إنها تعمل على عدم تحكم الشركات الكبرى فى تغيير وجهات طياراتها إلى مناطق أخرى، فضلا عن هذه الشركة فى النهاية ستكون مصرية ويجب أن تكون هناك شركة طيران عارض مصرية.
وأوضح أن الطيران يستحوذ على الجانب الاكبر من تكلفة الرحلة السياحية وعلينا أن يكون لدينا كل عناصر الصناعة من التسويق الحديث واساطيل الطائرات.