قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن النيجيرى محمد باركيندو، سيكون أول مسئول كبير جديد فى منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» منذ عقد من الزمان تقريباً.
وأضافت الوكالة، أن الدور الجديد لرئيس المنظمة يأتى بعد خلاف حول سياسة تقسيم الإنتاج بين أغنى وأفقر دول «أوبك» فى الأشهر الأخيرة.
وأوضحت الوكالة، أن انتعاش أسعار البترول بنسبة 53% منذ يناير الماضى لم يعزز الأسعار بدرجة كافية لتخفيف الألم الاقتصادى الذى دفع بعض الأعضاء، لا سيما فنزويلا، نحو أزمة حادة.
وأضافت أن الأسوأ من ذلك يتمثل فى انزلاق البترول نحو 40 دولاراً للبرميل وسط تباطؤ نمو الطلب وتوقف تراجع مستويات الإنتاج الأمريكى مع ارتفاع عمليات الحفر من جديد.
وقال عبدالصمد العوضي، ممثل الكويت فى منظمة «أوبك» من عام 1980 إلى عام 2001: «باركيندو، جاء فى وقت حرج بالنسبة للمنظمة، ونجاحه لن يعتمد فقط على علاقاته بالمملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيين، ولكن عليه أن يكسب ثقة الأعضاء الآخرين المؤسسين للمنظمة مثل إيران والعراق وفنزويلا».
وفى الماضى، أطلقت شركة «ار بى سى كابيتال ماركتس للاستشارات»، على فنزويلا والعراق ونيجيريا والجزائر وليبيا اسم «الخمس الهشة» داخل دول «أوبك»، وأنها الأكثر عُرضة لخطر الاضطرابات السياسية، حيث تكافح لمعادلة موازناتها العمومية.
ونقلت الوكالة عن صندوق النقد الدولي، أن الكويت وقطر هما الأقرب من نقطة التعادل المالية مع ارتفاع الأسعار إلى 50 دولاراً للبرميل.
وأضاف النقد الدولى، أنه رغم احتياج المملكة العربية السعودية لارتفاع الأسعار، إلا أنه يمكنها الاستفادة من احتياطياتها الكبيرة من العملة الأجنبية.
وقال مايك ويتنر، رئيس أبحاث سوق البترول لدى «سوسيتيه جنرال» عن طريق الهاتف: «من الواضح أن أعضاء المنظمة منقسمون جداً، وهناك من يملكون ومن لا يملكون الأموال.. والأغنياء هم دول الخليج الأساسيون».
ويأتى ذلك فى الوقت الذى تكافح فيه الحكومة الاشتراكية فى فنزويلا لدفع ثمن الواردات الحيوية وخدمة الدين، إذ تتجه نحو تسجيل أكبر انكماش لها منذ 10 سنوات وأعلى معدل للتضخم فى العالم.
وتعانى نيجيريا الركود للمرة الأولى منذ عام 1991 بعد تراجع عملتها إلى مستوى قياسى منخفض وسط هزيمة الأسعار وتوقف الإنتاج؛ بسبب هجمات المتشددين على أنابيب البترول وغيرها من المرافق.
واتسع الانقسام بين أغنى وأفقر دول «أوبك» فى الفترة التى تسبق ولاية باركيندو، بعدما أصرت دول الخليج الغنية على التخلى عن وضع سقف للإنتاج للدفاع عن حصتها فى السوق، فى حين طالبت مجموعة أخرى تقودها فنزويلا بخفض الإنتاج وزيادة الأسعار.
ووصف إد مورس، رئيس قسم أبحاث السلع فى «سيتى جروب»، باركيندو، بأنه مفاوض بارع للغاية، مضيفاً أن الانقسامات فى «أوبك» ستكون بمثابة اختبار كبير لقدراته.
وأوضح أن باركيندو، سينجح كغيره من الرؤساء السابقين بل يمكن أن يكون أكثر نجاحاً من معظم الآخرين، بعد أن تعلم كيفية إبرام الصفقات من خلال التوصل إلى حلول وسط فى مجال صناعة البترول فى نيجيريا.
وقال ويتنر، إن التوترات بين أعضاء «أوبك» كانت دائماً سمة من سمات المنظمة، ولم تمنع المجموعة من النجاح.
ومع ذلك فقد كان التماسك سمة رئيسية لبعض تحركات «أوبك» الأكثر فعالية مثل خفض الإمدادات القياسية الذى ساعدت فى إحياء الأسعار بعد الأزمة المالية عام 2008.
وتوقع ويتنر، أن تكون هناك حاجة كبيرة للتنسيق مرة أخرى فى المستقبل مع ارتفاع الطلب على الوقود، وتراجع الإمدادات من خارج «أوبك»، الأمر الذى يجعل العالم أكثر اعتماداً على الإمدادات الجديدة من المجموعة.
وأوضح جيمى وبستر، محلل مستقل فى واشنطن الذى يحضر بانتظام اجتماعات «أوبك»، أن استراتيجية «أوبك» الحالية ستبقى سلبية فى حين يقوم السوق بتصحيح مساره بنفسه.
وأضاف أن التحدى الأول لباركيندو، قد يكمن فى تحديد وظيفة المنظمة فى هذا السياق الجديد.
وعمل باركيندو، كممثل لمنظمة «أوبك» فى نيجيريا وشغل منصب العضو المنتدب لشركة البترول الوطنية النيجيرية المملوكة للدولة فى عام 2010.