وقعت بنما فى الفخ وفقاً لتفسيرات العولمة التى قدمها هانس بيترمان وهارالد شومان حيث يعمل 4 أخماس الناس لخدمة الخمس الباقى من الأغنياء فى كتابهما فخ العولمة.
فبنما تلك الدولة الفقيرة التى تسعى لرفع عائدات قناتها إلى 5 مليارات سنوياً بدلاً من نحو 3 مليارات لمواجهة جزها المتنامى عن تلبية احتياجات مواطنيها قدمت هدية للعالم بتسهيل التجارة.
دفنت الحكومة 5 مليارات دولار تكلفة المشروع العملاق كانت كفيلة بإنشاء مشاريع لتشغيل مئات الآلاف من العاطلين، لكن المسئولون كانوا أحرص على التقاط الصور فى حفل الاحتفاء بمرور مائة عام على افتتاح القناة التى لم يحفروها بل حفرها الأمريكان فى الفترة من 1904 إلى 1914 عقب المحاولة الفرنسية الأولى الفاشلة فى نهاية القرن الـ18.
وفى الحقيقة أن طرح المشروع فى حد ذاته خطأ، لأنه سبق الأزمة المالية العالمية بنحو عامين قبل سقوط العالم فى أزمة الركود الاقتصادى العميق التى يعانى آثارها حتى الآن.
كما أن لجوء الدول للإجراءات الحمائية خلق مانعاً صناعياً أمام حركة البضائع فى مسارات التجارة التقليدية بحجة حماية الصناعات الوطنية وتوفيرالخدمات والسلع للمواطنين أولاً قبل التفكير فى الخارج.
استفادت دول الأمريكتين خصوصاً الولايات المتحدة ودول آسيا خصوصاً الصين من المشروع العملاق، لكن تطورات حركة التجار العالمية والمفهوم الجديد للعولمة، حيث تخدم العلاقات الدولية المشاريع الوطنية والنزعة القومية حالت دون زيادة حجم الشحن الدولى، كما كانت تريد بنما.
وتطرح أفريقيا نموذجاً جيداً للتكامل الإقليمى كبديل للعولمة العابرة للقارات تقوم على بناء تكتلات قوية تدعم دورها العالمى سياسياً واقتصادياً.
الملف التالى يعرض ملابسات افتتاح مشروع توسعة قناة بنما الجديدة والظروف العالمية وتأثير مفهوم العولمة فى القرن الـ21 على النشاط التجارى دولياً
4 حقائق حول القناة الجديدة والشحن الدولى
ارتفاع حاد فى الإجراءات الحمائية المقيدة للتجارة العالمية
حفر قناة جديدة وحده لا يكفى وأفريقيا تقدم البديل
القناة الجديدة تغير شكل التجارة بين موانئ الأمريكتين وآسيا