قالت وكالة أنباء «بلومبرج» إن الهجمات الإرهابية تلقى بظلالها على قطاع السياحة فى فرنسا وتتحمل العاصمة باريس، العبء الأكبر من انخفاض الزيارات التى يقوم بها السياح من خارج أوروبا.
وأعلن ماتياس فيكل، وزير السياحة الفرنسى تراجع عدد الليالى التى قضاها السياح الأجانب بمتوسط 10% منذ بداية العام الجارى وحتى يوليو الماضى للسياح الأكثر انفاقا من الولايات المتحدة وآسيا ودول الخليج فى ظل الهجمات الإرهابية، التى اجتاحت فرنسا مؤخرا.
وأضاف فيكل، فى مقابلة مع صحيفة «جورنال دو ديمانش» أن الإقامة الفاخرة كانت الأكثر تضررا، بينما لم يقم السياح القادمون من أوروبا الذين يشكلون نحو 80% من الزائرين بإلغاء حجوزاتهم.
وكشفت «بلومبرج» أن السياحة تأتى على رأس الأعمال التجارية الكبيرة لفرنسا التى كانت الأكثر تضررا من هجمات تنظيم «داعش» منذ بداية العام الماضى.
وعانت السياحة الفرنسية التى تعد محركا مهما للاقتصاد منذ قتل مسلحين تابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية» 130 شخصا فى هجوم بباريس العام الماضى.
وتلقى القطاع ضربات أخرى فى يوليو الماضى عندما قتل متشدد 85 شخصا بعدما صدم بشاحنة حشودا فى مدينة نيس، بمنطقة الريفيرا.
وانخفضت حجوزات الطيران الدولية إلى نيس، منذ مطلع العام الجارى وحتى يوليو بنسبة 57% مقارنة بنفس الفترة عام 2015 وسجلت رحلات الوافدين المقررة إلى فرنسا الشهر الجارى والشهر المقبل انخفاضا بنحو الخمس فى جميع أنحاء فرنسا وفقا لـ«فورواد كيس» الشركة المتخصصة فى جمع البيانات.
وردا على الهجمات الإرهابية مدد الرئيس، فرانسوا هولاند، حالة الطوارئ فى البلاد، وأرسل الجنود للقيام بدوريات فى المطارات ومناطق الجذب السياحى الرئيسية فى باريس.
وتركز التأثير فى العاصمة باريس، وضواحيها، حيث زادت فترات إقامة السياح فى المناطق الأخرى بنسبة 2% فى الفترة من يناير إلى يونيو الماضى.
وكشف تقرير صادر عن اتحاد الفنادق الفرنسية أنه قبل الهجمات الاخيرة تراجع مؤشر قياس العائد لكل غرفة فندق فى باريس بنسبة 14% فى الأشهر الخمسة الأولى من العام الجارى.
وأكد استطلاع رأى أجرته لجنة السياحة لمنطقة باريس هذا الاتجاه، وأفاد أكثر من نصف ممثلى القطاع المحلى والتى شملها الاستطلاع بأن الحجز لشهر أغسطس «سيئ أو سيئ للغاية».
وفى الشهر الماضى أعربت شركة «اير فرانس» عن قلقها بشأن مكانة فرنسا باعتبارها منطقة جذب سياحى بعد الهجمات الإرهابية.
وأكدت مجموعة «أكور إس إيه» مشغل الفنادق فى أوروبا، ومقرها باريس، تراجع أرباحها النصف الأول من العام الجارى وسط الهجمات الإرهابية المتزايدة.