الإمدادات الجديدة تهبط بالأسعار الفورية الآسيوية 60% منذ سبتمبر 2014
قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن سوق الغاز الطبيعى المسال، على وشك جذب مزيد من اللاعبين ومزيد من التداولات، إذ أن الإمدادات الجديدة من الولايات المتحدة وأستراليا تعزز قدرة مساومة المشترين.
وعلى مدار التاريخ، تم بيع الغاز الطبيعى المسال بموجب عقود طويلة الأجل، تضمن سد حاجة المشترين، وتساعد المنتجين فى تمويل مصانع تسييل الغاز، فى الوقت الذى تم فيه شحن القليل من المنتج.
لكن حالياً، تتسبب وفرة الغاز فى دعم البلدان المستوردة للغاز الطبيعى المسال لإعادة التفاوض بشأن الاتفاقات القائمة.
وتعمل الهند على تشجيع المستوردين لإعادة صياغة الاتفاقات طويلة الأجل، لمواءمة التكاليف على نحو أفضل مع أسعار السوق الفورية، وقد تنضم إليها اليابان أكبر مستورد للغاز الطبيعى المسال فى العالم.
وتحاول لجنة التجارة العادلة فى الهند، التحقق من قيود إعادة البيع فى صفقات أطول، ضمن جهود من شأنها إعادة التفاوض على عقود تتجاوز قيمتها 600 مليار دولار، وزيادة عدد الاتفاقيات على المدى القصير.
وقال نائب الرئيس التنفيذى لشركة «جيرا»، هيروكى ساتو: «بحلول 2020 سيكون هناك ما بين 40 و50 مليون طن من الغاز الطبيعى المسال بلا مأوى».
وأضاف ساتو، أن هذه الكمية من الغاز الطبيعى المسال ستوفر فرصة كبيرة لتحسين السيولة فى الأسواق الآسيوية والعالمية.
وكشفت المجموعة الدولية لمستوردى الغاز الطبيعى المسال، ارتفاع حجم تجارة الغاز الطبيعى المسال عالمياً بنسبة 2.5% لتسجل مستوى قياسى بلغ 245.2 مليون طن العام الماضى، ويكفى مليون طن من الوقود فائق التبريد، وهو ما يعادل حوالى 48 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعى، لتدفئة حوالى 690 ألف منزل فى فصل الشتاء شمال شرق الولايات المتحدة.
وأوضح مجموعة من المستوردين أنه تم إعادة تداول 28% من الغاز الطبيعى المسال المتداول فى عام 2015، ارتفاعا من 18.9% فى عام 2010، وتراجعت الأسعار الفورية الآسيوية للغاز الطبيعى المسال بالفعل بنسبة 60% منذ سبتمبر 2014 وسط الإمدادات الجديدة.
وأفادت شركة «بى أم آى» للأبحاث، أنه من المتوقع أن تبدأ المشاريع الإضافية مثل «اتشيسز» التابع لشركة «انبيكس» المحدودة فى أستراليا، ومحطة تصدير «كوف بوينت» على الساحل الشرقى للولايات المتحدة فى عام 2017، والتى قد تضعف الأسعار بمقدار 20% تقريباً على مدى العامين المقبلين، ومن المتوقع أن يقود الغاز الصخرى فى الولايات المتحدة تأرجح الأسواق، إذ يقوم المنتجون الأمريكيون بصياغة عقود تسمح للمشترين بإعادة بيع الغاز الطبيعى المسال فى أى مكان يريدونه.
وأوضحت بيانات شركة «ايتوتشو» اليابانية، أنه مع زيادة المعروض العام المقبل، فلا يمكن للمشترين الآسيويين امتصاص الفائض، وقد تظهر تدفقات تجارية جديدة من آسيا إلى أوروبا.
وأشار نائب مدير الشركة كازوهيكو إينوماثا، إلى أن «ايتوتشو» تخطط لزيادة عدد المتعاملون فى قاعة التداول فى بورصة العقود الآجلة للغاز الطبيعى المسال فى فرع الشركة فى سنغافورة بنحو 6 متداولين خلال مدة تتراوح بين عام أو عامين، وتخطط شركة «جيرا» لإعادة بيع الغاز الطبيعى المسال إلى أوروبا فى إطار سعى الشركة لتوسيع عمليات التداول.
وفى مقابلة مع «بلومبرج» أعلن وزير البترول الهندى دارمندرا برادان، أن دولته ترغب فى تحويل الفائض من الغاز إلى صالحها فى إطار سعيها لجعل الغاز الطبيعى أكثر سهولة بالنسبة للمستخدمين وزيادة استخدام الوقود فى مزيج الطاقة، وأضاف برادان، أن الغاز الطبيعى يمثل حالياً حوالى 7% من سلة الوقود.
وكانت الهند، رابع أكبر مشتر للغاز الطبيعى المسال فى العالم، من بين البلدان الأولى فى آسيا التى أعادت التفاوض على الصفقات طويلة الأجل، مما أدى إلى هبوط الأسعار بمقدار النصف تقريباً.