الحكومة البريطانية تخصص جزءاً من ضريبة السكر للتغذية المدرسية
الإفطار الجيد يمكن أن يحسن نتائج التلاميذ فى الاختبارات، لكن الغريب أن هناك آلاف الأطفال يذهبون إلى فصلوهم الدراسية بدونه.
وقد تلقفت جمعية ماجيك بريكفاست، وهى جمعية خيرية تأسست فى عام 2003 الخيط، حيث ساعد مستشار الإدارة السابق كارمل ماكونيل فى توفير وجبات إفطار مجانية فى 480 مدرسة فى جميع أنحاء إنجلترا، بمساعدة من الشركات التى تشمل تيسكو وشوفان كويكر.
وبلغت تكلفة الوجبة لكل طفل 22 جنيهاً إسترلينياً استفاد منها 23500 طفل كل صباح بالمدرسة. ومع ذلك، يعتقد «ماكونيل»، أن هناك حاجة حقيقية لهذه المبادرات فى المملكة المتحدة التى يذهب فيها نحو 500 ألف طفل إلى المدارس، وهم يتضورون جوعاً.
وقال «ماكونيل»، إن هناك قائمة انتظار كانت تضم 200 مدرسة قبيل الأشهر القليلة الماضية، حيث ارتفع العدد إلى 320 مدرسة.
ووعدت الحكومة باستخدام جزء من «ضريبة السكر» على المشروبات الغازية لتوفير 10 ملايين جنيه إسترلينى للمساعدة على تمويل أكثر من 1600 نادٍ توفر وجبة الإفطار.
وتقدر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، أن 5.3 مليون شخص معرضون لخطر التعرض لانعدام الأمن الغذائي.
وتقترح المجموعة البرلمانية لكل الأحزاب برئاسة فرانك فيلد على الحكومة إقامة سلسلة من المشاريع الرائدة، من شأنها قياس وتحديد المناطق التى تحتاج إلى تمويل وجبة إفطار للتلاميذ.
وأكد «ماكونيل»، أن بريطانيا فى حاجة إلى برنامج وطنى للمساعدات الغذائية الخاصة بالإفطار المدرسى، وتوسيع نطاق الاستفادة منه.
وأضاف أنه من الصعب إحداث تغيير سريع فى مستويات دخل الأسرة أو توفير فرص العمل، لكن من الأسهل توفير تغذية لعقل الطفل الصغير عبر وجبة إفطار كافية تم إعدادها بشكل صحيح.
ومن الغريب، بحسب تقرير صحيفة الجارديان البريطانية، أن تعانى خامس أغنى دولة فى العالم هذه الأزمة، ما يدعو إلى ضرورة وجود إجماع وطنى يضمن أنه لا يوجد طفل يتضور جوعاً أثناء ذهابه للتعلم فى المدرسة، مشيرة إلى فقر الدراسات والإحصاءات فى هذا الجانب، ما يعرقل القرارات السليمة، وتوجيه النفقات بشكل مناسب.
وبحسب دراسة حديثة أجرتها جامعة كارديف، فإنه يوجد صلة إيجابية بين وجبة فطور جيدة، وتحقيق التلميذ مستوى دراسياً مرتفعاً، مشيرة إلى أن الفارق بين طفل يتناول وجبة فطار جيدة وطفل جائع يصل إلى 50% فى درجة الاستيعاب الدراسي.
ومن أسباب عدم توفير إفطار مناسب إهمال الوالدين أو الفقر، أو انشغال الآباء والأمهات بالعمل مع ضيق الوقت، وعدم وجود دخل كافٍ.
وفى إنجلترا ارتفعت تكلفة المواد الأساسية للأسر مثل المرافق والمواد الغذائية بنسبة 28% خلال السنوات الست السابقة، لكن متوسط الأجور ارتفع بنسبة 9% فقط، ما زاد من تعرض الأطفال وأسرهم للفقر.
وقدمت مدرسة بيلى نموذجاً فى الاهتمام بوجبة الإطفار بالتعاون مع أندية تقديم الوجبات المجانية، حيث كان الحضور فى البداية منخفضاً بسبب عدم انتظام أحد الوالدين بالوصول فى الميعاد المحدد، لكن تم التغلب على ذلك بتكرار الاتصالات التليفونية قبل الموعد لتأكيد الحضور.
ونقلت الصحيفة عن إدارة المدرسة، أن الفارق الواضح فى نتائج الطلاب الدراسية بعد توفير وجبة إفطار صحية يجعلهم يفعلون أى شيء يحافظ على إحضار الآباء لطفلهم ليتناول الطعام فى المدرسة.
وتنفق الحكومة البريطانية 1.1 مليون إسترلينى على أندية الإفطار ولكنها غير راغبة فى دفع ثمن وجبة فطور مجانية لجميع المدارس الابتدائية، كما فعلت حكومة ويلز.
وبحسب «ماكونيل»، هناك حاجة ملحة لزيادة المبلغ إلى 13 مليون إسترلينى لإعطاء كل طفل جائع إفطاره الخاص ومواد غذائية فى الأعياد.