
التوقعات بتحقيق التوازن فى سوق الخام تعزز عمليات الاستحواذ فى القطاع
قالت شركة «وود ماكينزي» للاستشارات، إن الصفقات التى أبرمت الشهر الماضى فى قطاع الطاقة تجاوزت 11 مليار دولار على مستوى العالم، بعد أن أثار انتعاش أسعار النفط الآمال داخل السوق من جديد.
وأضافت الشركة، أن هذه القيمة بمثابة أعلى معدل شهرى العام الجارى، وسوف يستمر تسارع عقد الصفقات وسط استقرار أسعار البترول.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن شركتى «أكسون موبيل» و«ستات أويل» كانتا من بين المشترين بعد انتعاش أسعار البترول الخام من أدنى مستوياتها فى 12 عاماً فى وقت سابق العام الجارى، الأمر الذى عزز الثقة داخل السوق.
وسوف تتيح صفقات الاستحواذ للشركات ضمان النمو، حيث خفضت هذه الصناعة تريليون دولار فى الإنفاق لحماية ميزانياتها العمومية خلال فترة الانكماش الاقتصادي.
وقال جريج أيتكن، المحلل الرئيسى لعمليات الدمج والاستحواذ فى شركة «وود ماكينزي»، إن تقلبات أسعار البترول الكبيرة فى الربع الأول تسببت فى حالات عدم اليقين.
وأضاف أيتكن، أن التعافى الأخير فى الأسعار مع عودة الثقة دفعا الشركات الكبرى نحو النمو فى المستقبل بدلاً من التركيز فى البقاء على قيد الحياة.
وأشارت الوكالة، إلى أن شركة «أكسون موبيل» أكبر منتج للبترول فى العالم من حيث القيمة السوقية وافقت الشهر الماضى على الاستحواذ على شركة «إنتر أويل» مستكشف الغاز الطبيعى بقيمة 3.6 مليار دولار.
ونقلت الوكالة وفقاً لمسئول على دراية بالمحادثات فى يوليو، أن «أكسون موبيل» فى مرحلة متقدمة من المفاوضات مع «إيني» لشراء حصة من الغاز المستخرج قبالة سواحل موزمبيق.
جاء ذلك فى الوقت الذى اتفقت فيه «ستات أويل» أكبر منتج للبترول فى النرويج الشهر الماضى على شراء وحدة من شركة «بتروليو برازيليرو» البرازيلية بقيمة 2.5 مليار دولار فى أكبر عملية استحواذ للشركة منذ عام 2011.
وجاءت الصفقات بعد فترة من الهدوء النسبي، حيث فشل المشترون والبائعون فى الاتفاق على التقييم وسط تراجع أسعار البترول.
وكشفت بيانات جمعتها «بلومبرج»، أن منطقة أمريكا الشمالية، الموطن لكثير من شركات الحفر الصخرى عالى التكلفة شهدت أقل عدد من الصفقات العام الماضى.
وبلغ متوسط سعر خام برنت 35.21 دولار للبرميل فى الربع الأول من العام الجارى، وهو أدنى مستوى فى أكثر من عقد.
وأوضح المحللون فى شركة «تيودور بيكرينغ هولت» التى تتخذ من مدينة هيوستون الأمريكية مقراً لها، أن المشترين فضلوا وجهة النظر التى تفيد بأنه سيكون هناك نقص فى إمدادات البترول والغاز نهاية العقد الجارى، ولذلك يقبلون على شراء الأصول.
وأضافوا أن من المرجح أن تُزيد عدد الصفقات فى المستقبل، خاصة أن شركات البترول تمتلك عدداً أقل من المشاريع.
وقال بيجان مصفر رحماني، الرئيس التنفيذى فى شركة «دى إن أوه إيه إس إيه» المنتجة للبترول، إن هناك تباعداً فى توقعات اللاعبين بالسوق من مشترين وبائعين للأسعار النفط.
وأضاف أن الكثير من الباعة ما زالوا يأملون فى أن تصل إلى 100 دولار للبرميل أو 80 دولاراً على الأقل، لكن هذا لم يحدث.
وأشارت الوكالة، إلى أن ديون شركة «رويال داتش شل» تضخمت عندما اشترت مجموعة «بى جى بي» فى أكبر صفقات استحواذ خلال العامين الماضيين بقيمة تجاوزت الـ70 مليار دولار، مشيراً إلى الإعلان عن الصفقة قبل أسابيع فقط من استئناف تراجع أسعار البترول، ما دفع بعض المحللين والمساهمين للقول بأن شركة «شل» سوف تدفع الثمن غالياً، ولكن هذا القلق قد هدأ مع تداول خام برنت الآن عند حوالى 50 دولاراً للبرميل.
وقال فيليب تشلاديك، محلل كبير بصناعة البترول، إنه فى الوقت الذى تتعافى فيه الأسعار يوجد إجماع بأن البترول لن يعود إلى أكثر من 100 دولار للبرميل فى أى وقت قريب.
وأشار جون كلارك، مستشار الصفقات فى «إرنست ويونغ» للمحاماة، إلى عودة التحول مرة أخرى نحو نشاط الدمج والاستحواذ فى الوقت الراهن.