العمارى: المواقع الإلكترونية ملجأ المصريين فى الخارج
جمال: «الشات» يستهدف «جر رجل» المرضى إلى العيادات
تباينت آراء استشاريين وأطباء نفسيين حول إطلاق مواقع إلكترونية للعلاج النفسى عبر شبكة الانترنت.
فالبعض أيدها، معتبراً انها الملجأ الوحيد للمصريين المقيمين فى الداخل والخارج، لمساعداتهم على التعبير عما يشعرون به بسلاسة، فى حين أكد آخرون أنها مجرد «جر رجل المريض للذهاب إلى العيادة»، مبررين موقفهم بأن تقديم العلاج البشرى أو النفسى لابد أن يشتمل على التواصل المباشر بين الطبيب والمريض.
قالت ميرفت العمارى استشارى نفسي، إن اللجوء لمواقع الطب النفسى أمر جيد، خصوصاً وأنها تعد الملجأ الوحيد للمصريين المقيمين بالخارج.
وأوضحت أن الأهم فى العلاج النفسى، هو التعبير اللغوى.. وهذا ما ينقص المصريين بالخارج الذين لا يستطيعوا فى جميع الأحيان التعبير عما يشعرون به لغير المصريين.
وأشارت العمارى، إلى أن رواد هذه المواقع يتوجهون إليها بسبب الصورة الذهنية السيئة التى خلفتها المسلسلات والأفلام عن المرض النفسى والعيادات النفسية، وتصويرها على أنها وصمة عار.
وذكرت أن البعض يتجه أيضاً لاستخدام تلك المواقع بسبب عدم القدرة على التحرك مثلاً، أو الشعور بالحرج من التوجه لعيادة طبيب نفسي، او عدم وجود الوقت الكافى للتوجه والانتظار فى العيادات.
وأبدت العمارى موافقتها على العمل فى احد هذه المواقع، شريطة التأكد من القائمين على الموقع، ومعرفة شهاداتهم ومؤهلاتهم، واتاحة جميع طرق التواصل معهم والتراخيص الخاصة بالعيادات الخارجية، والا سيدخل الأمر فى حيز النصب والشعوذة.
وأضافت أن تأثير التعامل مع هذه المواقع الالكترونية، أقل من تأثير اللقاءات المباشرة بين الطبيب والمريض، لكنه يبقى أفضل من عدم التحدث عن المرض النفسى الموجود لدى الانسان.
وقال الطبيب النفسى إيهاب الطاهر، إن تلك المنصات الإلكترونية تمثل خطراً على المجتمع،بسبب الأضرار الجسيمة التى يمكن أن تسببها للمريض.
أضاف أن لجوء المواطنين لبعض المواقع التى تقدم استشارات فى الطب النفسى، يعد مؤشراً خطراً على صحة الإنسان ولابد من مواجهته.
وأوضح أن تقديم العلاج البشرى أو النفسى لابد أن يشتمل على التواصل المباشر بين الطبيب والمريض، وحال عدم اجراء الكشف الطبى المباشر على المريض، فإن ذلك قد يتحول فيما بعد إلى نوع من الابتزاز اذا كان بمقابل مادي، سواء كانت الخدمة المقدمة صوتية او عن طريق «الشات».
وشدد على أهمية اللقاء المباشر بين المريض والطبيب، مطالباً بمواجهة هذه الظاهرة لخطورتها على المجتمع، ولفت إلى ان تلك المواقع الالكترونية تصعب السيطرة عليها او محاولة إغلاقها، مشدداً على أهمية توعية المواطنين بخطورة اللجوء لهذه المواقع، والتوجه للأطباء أنفسهم بدلاً من ذلك.
وقال الدكتور جمال فرويز استاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، إن هذه المواقع ما هى إلا «جر لرجل المريض للذهاب إلى العيادة»، مضيفاً أنه لا يوجد علاج يقدم على مواقع الانترنت دون علاقة مباشرة بين الطبيب والمريض.
وأوضح أن خطورة تلك المواقع تكمن فى عدم تمتع القائمين عليها بالخبرة الكافية للتعامل مع المرضى النفسيين، بالإضافة الى عدم القدرة على دراسة شخصية المريض عبر المحادثات الهاتفية او «الشات».. الامر الذى يمنع الطبيب من دراسة التغيرات التى ستطرأ على المريض خلال العلاج.
وأشار إلى أن كسل بعض المواطنين، بجانب الأوضاع الاقتصادية، تدفعهم للجوء إلى مثل هذه المواقع، مطالبًا الحكومة بالسعى نحو زيادة وعى المواطنين بخطورة اللجوء لمثل هذه المواقع، والتأكيد على أهمية عدم تقليد المجتمع الغربى.