70 جنيهاً للحصة فى المواد العلمية و50 جنيهاً للغات والمواد الأدبية
اللغات بـ165 ـ 280 جنيهاً شهرياً.. و265 ـ 315 جنيهاً للكيمياء
الفوضى و«بعبع الثانوية» وراء الهروب من المدارس إلى المراكز الخصوصية
التعليم يستحوذ على 36.7% من متوسط إنفاق الأسر شهرياً
اقترب موعد انتهاء موسم حجز الدروس الخصوصية فى محافظتى القاهرة والجيزة، ليكتمل عدد الطلبة خلال الأيام القليلة المقبلة داخل المجموعات المحددة لكل مدرس، ورغم ارتفاع أسعار الحصص، فإن سوق الدروس الخصوصية لا يعرف الركود.
ورصدت «البورصة» عبر اتصالات هاتفية مباشرة بمراكز التعليم للدروس الخصوصية، ارتفاع أسعار المواد الدراسية لما بين 50 و70 جنيهاً للحصة فى المناطق الراقية، و35 جنيهاً فى المناطق المتوسطة فضلاً عن تزامن مواعيد الدروس فى الفترة الصباحية مع اليوم الدراسى.
وتظهر بعض الألقاب لتميز المدرسين من بينها «الأسطورة» أو «الوحش» لجذب أكبر عدد ممكن من الطلبة فى مختلف المراكز.
وتتصف مصر الجديدة، بالمراكز الأعلى سعراً على مستوى المحافظة، إذ يصل سعر الاشتراك إلى 80 جنيهاً، و45 جنيهاً حداً أدنى للحصة فى المواد الأدبية، وفى المواد العلمية 70 جنيهاً.
وفى شبرا مصر، تتراوح أسعار الحصص شهرياً لمواد اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية بين 165 و280 جنيهاً واللغة الإيطالية بين 130 و150 جنيهاً.
وتتفاوت أسعار مواد التخصص العلمية والأدبية بين 265 و315 جنيهاً شهرياً لمادة الكيمياء، و150 و215 جنيهاً للرياضيات، و265 و290 جنيهاً للفيزياء، و245، و315 جنيهاً للأحياء، و165 و180 جنيهاً للجيولوجيا، و135 و170 جنيهاً للتاريخ، وتباينت أسعار المواد الدراسية من منطقة لأخرى وفقاً للشهرة التى يتمتع بها المدرس.
فسجل سعر حصة المواد الأدبية واللغات للثانوية العامة فى منطقة حدائق القبة 30 جنيهاً، و35 جنيهاً للمواد العلمية.
وفيما يتعلق بالمرحلة الإعدادية، كشفت الجولة، تثبيت أسعار المواد الدراسية، ليصل سعر المادة إلى 20 جنيهاً للحصة فى حدائق القبة، و35 جنيهاً بمنطقة السواح بالأميرية لحصة الفيزياء أو الكيمياء أو الأحياء.
ورصدت «البورصة» شكاوى الطلبة من سوء الأوضاع التعليم فى المدراس وأسباب لجوئهم للدروس الخصوصية.
قالت رانيا ياسر طالبة بالثانوى العام الشعبة الأدبية، إنها بدأت ارتياد المراكز التعليمية الخصوصية فى المرحلة الإعدادية، لأن دور المدرسة انتهى عند المرحلة الابتدائية، إذ اكتشفت أن المدارس الإعدادية تشهد فوضى عارمة من غياب المدرسين وغياب الرقابة داخل الفصول، وهو ما دفع الطلاب للغياب عن اليوم الدراسى والتركيز فقط مع مدرسى الدروس الخصوصية.
وأوضح محمد هشام طالب بالثانوى العام الشعبة العلمية، أنه أضطر لترك مدرسته الخاصة قبل المرحلة الثانوية ليتجه مع مجموعة من أصدقائه إلى مدرسة تجريبية، لأن مصاريف السنة الدراسية تتخطى 15 ألف جنيه دون ان يستفيد منها، فضلاً عن 2000 جنيه شهرياً تكلفة الدروس الخصوصية والمواصلات.
وأضاف أن عدد ساعات اليوم الدراسى تهدر دون جدوى، مشيراً إلى أن مواعيد الدروس الخصوصية، موزعة على مدار الأسبوع وأغلبها يتوازى مع اليوم الدراسى.
وأشار يوسف عبدالعظيم طالب بالثانوى العام الشعبة الأدبية، إلى أن متوسط إنفاق أسرته على الدروس الخصوصية يبلغ 1400 جنيه شهرياً، موضحاً أن تنظيم الوقت هو أبرز الصعوبات التى تواجهه، فيضطر لتلقى حصتى دروس خصوصية فى يوم واحد ليوفر يوماً للمذاكرة دون دروس.
وأضاف أن الأعداد فى القاعة لا تقل عن 100 طالب، لكن بعض المدرسين مثل يستأجر مسرحاً لإلقاء الحصة، إذ تزيد الأعداد عن 2000 طالب.
وقالت ندى سامى طالبة بالثانوى العام الشعبة الأدبية، إن سبب تلقيها دروساً فى المراكز بجميع المواد رغم ارتفاع أسعارها، هو رغبة والديها فى الاعتماد على شهره المدرس فى المراكز التعليمية «لأنه لا وقت للمغامرة» على حد وصفها.
وقالت نور جمال طالبة بالثانوى العام الشعبة العلمية، إن تكلفة الدرس ليست فى أجر الحصة فقط، وإنما تشمل مصاريف الامتحانات الشهرية وتتراوح بين 20 و40 جنيهاً حسب المركز.
أضافت أن التكلفة تشمل أيضاً مصاريف «الملازم» والمراجعات، وتبدأ من شهر فبراير، إذ يتم تكثيف الحصص وتضطر لتلقى أكثر من درسين فى اليوم.
وقال عمرو فوزى طالب بالثانوى العام الشعبية العلمية، إن أسعار الدروس الخصوصية ترتفع بالتدريج مع قرب بدء الحجز، مضيفاً أن المراكز ترسل دوريات فى شوارع المدينة للإعلان عن المدرسين وأسعارهم، وعند اقتراب مواعيد الحجز ومع إقبال الطلاب ترتفع أسعار المواد من 25 جنيهاً إلى 35 جنيهاً للحصة الواحدة.
ومن جانبه، قال موجه أول فيزياء بالإسكندرية، رفض نشر اسمه، إن قرار الحكومة مؤخراً بغلق المراكز التعليمية لا جدوى منه ولن يمنع الدروس الخصوصية، مضيفاً: «أولياء الأمور يطالبوننا بالتدريس فى منازلهم، لكن التنقل بين منزل وآخر يرهق المدرس، فضلاً عن خسارة الدولة الضرائب والعمالة فى المراكز».
وأوضح أن أزمة التعليم فى مصر تكمن فى طبيعة المناهج العقيمة، وانتشار الفوضى العارمة فى المدارس، وغياب الرقابة على المدرسين، لافتاً إلى أن على الحكومة إيجاد حلول بديلة بعد قرار غلق المراكز التعليمية.
وقال عبدالله خضر مدرس لغة عربية فى إحدى المدارس الخاصة، إن مدرسى مرحلة الثانوية العامة يلعبون على مخاوف الطلاب وأولياء الأمور من «بعبع الثانوية» واستعراض القوى فى ملازم المادة العلمية الخاصة بهم عبر حشر معلومات لا قيمة لها للطالب.
وكشف سبب رفضه إعطاء دروس خصوصية لمرحلة الثانوية، موضحاً أن مهنته تحتم عليه مساعدة الطلبة فى الفصول وليس المنزل، إلا لمن كانت قدرته العقلية لا تستوعب داخل مجموعات كبيرة.
وطالبت الدكتورة محبات أبوعميرة، عميد كلية التربية للبنات بجامعة عين شمس، وزارة التعليم بتغيير المناهج العقيمة أولاً، وتشديد الرقابة داخل المدارس من خلال تقرير شهرى لتقييم المدرس من خلال الطلبة وتقييم طريقة شرحه، وحجم استفادة الطالب منه.
أضافت أن غياب البدائل للطلبة وعدم الاستفادة الكاملة من المدرسة، يدفعهم لتلقى الدروس الخصوصية ليجتاز مرحلة الثانوية العامة بشكل آمن.
وقالت إن على الوزارة قبل إصدار قرارات بغلق المراكز التعليمية، أن تصلح منهجية التعليم أولاً.
يذكر ان التعليم يستحوذ على 36.7% من متوسط إنفاق الأسر شهرياً، إذ يبلغ متوسط نصيب الطالب من إنفاق الأسرة على التعليم 1763 جنيهاً، منها 690 جنيهاً للدروس الخصوصية بنسبة 39.14%.
وخصصت الموازنة العامة للدولة لعام 2015 نحو 94.4 مليار جنيه لبند التعليم بنسبة 12% من إجمالى الموازنة.
كتبت: ولاء جمال
سارة ابراهيم
أمانى رضوان