تراجعت الثقة الاقتصادية فى منطقة اليورو بشكل حاد فى شهر أغسطس لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ مارس الماضى ما يدل على أن تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبى بدأ يضرب معنويات دول العملة الموحدة.
وكشفت البيانات انخفاض مؤشر الثقة الاقتصادية التابع للمفوضية الأوروبية من 105.5 نقطة فى يوليو إلى 103.5 نقطة فى أغسطس.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن هذا الانخفاض جاء بسبب التدهور الحاد فى مؤشر مناخ الأعمال الذى تراجع من 0.38 نقطة فى شهر يوليو إلى 0.02 نقطة فى شهر أغسطس وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2013.
وأضافت أنه علامة أخرى على الوضع الهش للتعافى منطقة اليورو، حيث أعلن مكتب الإحصاءات الألمانى أمس الثلاثاء، أن معدل التضخم تباطؤ فى أغسطس مع ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 0.3%، مقارنة بنسبة 0.4% العام الماضى.
وفى الوقت الذى تشير فيه المؤشرات الأخيرة إلى مرونة النمو فى اقتصاد المنطقة فقد سجل مؤشر مديرى المشتريات فى منطقة اليورو الذى صدر الأسبوع الماضى أعلى مستوياته فى 7 أشهر.
وقال هولجر ساندتى، الخبير الاقتصادى فى المجموعة المصرفية الأوروبية، إن البيانات متناقضة ولا تتفق مع أرقام مؤشر مديرى المشتريات الأسبوع الماضى لكنها تتماشى مع إحصاءات ألمانيا، والتى كانت أيضاً ضعيفة للغاية.
وتدهورت الثقة الاقتصادية فى المنطقة وكان الانخفاض الأكبر من نصيب هولندا واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين لبريطانيا فى منطقة اليورو.
وسجلت ألمانيا، الوجهة الأولى للاستثمار البريطانى انخفاضاً بلغ 1.1 نقطة فى حين سجلت إيطاليا وإسبانيا أيضاً انخفاضات الحادة.
وأكدت العديد من الاستطلاعات تراجع الاستثمار بين الشركات فى المملكة المتحدة، والذى انخفض بشكل حاد منذ التصويت على مغادرة الاتحاد الأوروبى.
وعلى النقيض من منطقة اليورو، ارتفع مؤشر الثقة الاقتصادية فى المملكة المتحدة 1.4 نقطة وهو ما قد يكون ناجماً عن انخفاض الجنيه الاسترلينى منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وتراجعت الثقة الصناعية 1.8 نقطة فى منطقة اليورو ناتجاً عن أشد تدهور فى تقييم المدراء للمستوى الحالى بشكل عام منذ فبراير 2009.
وسجل قطاع الخدمات انخفاضا بنسبة 1.2 نقطة بسبب الانخفاض الكبير فى توقعات الطلب فى حين تراجعت ثقة المستهلكين 0.6 نقطة بسبب وجهات النظر الأكثر تشاؤماً حول البطالة فى المستقبل.