هددت المفوضية الأوروبية بإطلاق تحقيق رسمى فى جانب حيوى من النظام الضريبى فى أيرلندا، والمعروف باسم «الأيرلندى المزدوج» وهو هيكل ضريبى بسيط تستخدمه شركات التكنولوجيا والأدوية الأمريكية لنقل الأرباح إلى ملاذات ضريبية وكشفت صحيفة «فايناشيال تايمز» من خلال الإجابة على بعض الأسئلة حقيقة الهيكل الضريبى فى «دبلن».
*كيف يعمل نظام «الأيرلندى المزدوج»؟
يستتغل هيكل «الأيرلندى المزدوج» التعاريف المختلفة لمقرات الشركات وما يترتب عليها من ضرائب فى أيرلندا، والولايات المتحدة.
وتفرض «دبلن» ضرائب على الشركات التى تتم إدارتها فى أيرلندا، أما الولايات المتحدة تفرض ضرائب على الشركات المسجلة فيها، وتقوم الشركات التى تستغل هذا الهيكل الضريبى بتسجيل الملكية الفكرية فى شركة أيرلندية تتم إدارتها من ملاذ ضريبى مثل برمودا.
وبالتالى تعتبر أيرلندا المقر الرئيسى للشركة فى برمودا، بينما تعتبره الولايات المتحدة فى أيرلندا، وبالتالى عندما ترسل الأرباح إلى الشركة لا تخضع للضرائب إلا عند إدخالها إلى موطنها فى أمريكا.
* لماذا أصبح هذا النظام مثيرًا للجدل إلى هذا الحد؟
ذكرت «فاينانشيال تايمز» أن نظام «الأيرلندى المزدوج» والهياكل الضريبية الأيرلندية المماثلة سمحت للشركات الأمريكية متعددة الجنسيات بإرسال حوالى تريليون دولار من النقدية إلى الملاذات الضريبية، ما تسبب فى عدم قدرة وزارة الخزانة الأمريكية على فرض ضرائب على الأرباح من عمليات الشركات الأمريكية فى جميع أنحاء العالم لحين عودتها إلى الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن الهيكل الضريبى يزعج أيضًا الحكومات فى البلدان خارج الولايات المتحدة حيث تقوم هذه الشركات بأعمال تجارية.
* ما هو رد فعل الشركات؟
تنظر الشركات الأمريكية إلى نظام «الأيرلندى المزدوج» كنوع من التدابير لمساعدتها فى المنافسة على الصعيد الدولى بسبب معدل الضريبة العالى نسبيًا فى الولايات المتحدة على الأرباح فى جميع أنحاء العالم وتؤكد الشركات على أنها تلعب وفقًا للقواعد التى يتم وضعها من قبل الحكومات.
وعندما هاجم الساسة شركة «جوجل» بسبب معدلات ضرائبها فى الخارج التى بلغت نسبتها 3.2% فى عام 2011، قال اريك شميت، الرئيس التنفيذى للشركة، إن الهيكل الضريبى قائم على الحوافز التى قدمتها الحكومات لهم لأجل العمل فى تلك الدول.
* هل يستطيع الاتحاد الأوروبى مهاجمة «الأيرلندى المزدوج»؟
سوف تحتاج بروكسل لإثبات انتهاك الهيكل لقواعد المساعدات الحكومية وأنه أعطى ميزة انتقائية لأنواع معينة من الشركات، وفى هذه الحالة للشركات الأمريكية متعددة الجنسيات، وقد يصعب جدًا إثبات ذلك ولكن عدم اليقين قد يخلق صداعاً كبيراً لرجال الأعمال، ويشوه ميزة الجذب لإيرلندا باعتبارها مكان منخفض الضرائب.
وبشكل عام، من المتوقع أن تكون أيام هذا الهيكل الضريبى معدودة نتيجة إطلاق مجموعة العشرية مبادرة لإصلاح القواعد الضريبية العالمية.
* ماذا تأثير القضاء على «الأيرلندى المزدوج» على الشركات؟
ستضطر الشركات المستفيدة إلى دفع مليارات الدولارات من الضريبة الإضافية، ما سيؤثر سلبًا على الأرباح، ولكن حتى لو تم إلغاء نظام «الأيرلندى المزدوج» ستبحث الشركات عن ثغرات أخرى للنجاة من الحملة على التهرب الضريبى.
* هل ستتخلص أيرلندا من «الأيرلندى المزدوج» فى نهاية المطاف؟
هناك إجماع عالمى على أن الأرباح التى يتم توجيهها إلى الملاذات الضريبية يجب أن تتوقف وعندما يحدث ذلك، يعتقد العديد من الخبراء أن أيرلندا سوف تتمكن من منع استخدام هيكل ضرائبها دون الكثير من الآثار السيئة.
وأشارت «فايناشيال تايمز» إلى أن شركات الأدوية والتكنولوجيا استثمرت بكثافة فى أيرلندا، ولذلك من غير المحتمل أن تتخارج منها الشركات فى حالة إلغاء الهيكل، كما أنه حتى بعد إلغائه ستظل أيرلندا تتمتع بضرائب منخفضة ما سيعطيها ميزة تنافسية خاصة بعد فرض القواعد الضريبية العالمية الجديدة من قبل مجموعة العشرين.