بلغت الاستكشافات النفطية العام الماضى حوالى العُشر فقط، مقارنة بالمتوسط السنوى منذ عام 1960.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، من المرجح مزيد من التراجع فى معدل الاستكشافات العام الجارى، ما يثير مخاوف جديدة حول قدرة الشركات على تلبية الطلب فى المستقبل.
وأشارت الوكالة، إلى أن شركات الحفر خفضت ميزانيات الاستكشافات الجديدة وسط انهيار أسعار البترول أكثر من النصف منذ عامين.
وكشفت بيانات شركة «وود ماكنزي» الاستشارية، عن استكشاف حوالى 2.7 مليون برميل فقط من المعروض الجديد فى عام 2015، وهى أقل كمية منذ عام 1947.
وأضافت أن شركات الحفر اكتشفت 736 مليون برميل فقط من البترول الخام نهاية الشهر الماضي.
وأوضحت «بلومبرج»، أن هذا الأرقام بمثابة مصدر قلق للصناعة فى وقت تشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إلى أن الطلب العالمى على البترول من المنتظر أن ينمو من 94.8 مليون برميل يومياً العام الجارى إلى 105.3 مليون فى 2026.
ورغم طفرة البترول الصخرى فى الولايات المتحدة، المحتمل أن تعوض هذا الفارق، فإن الأسعار التى بلغت مستوياتها أقل من 50 دولاراً للبرميل قد تقوض أى نمو.
وقال نيلز هنريك بجورسروم، مدير مشروع كبير فى «ريستاد انرجي» للاستشارات فى أوسلو، إن الاكتشافات الجديدة من الحفر التقليدى بلغت مستويات متدنية للغاية، وهو ما سوف يؤثر بصورة كبيرة على سوق البترول والغاز.
وانتعش المخزون العالمى بسبب حجم الإنتاج الكبير من روسيا ودول منظمة «أوبك» التى أغرقت العالم بالبترول، ورغم انخفاض الأسعار، فإن كل دولة تحاول الحفاظ على حصتها فى السوق.
وقال أندرو لاثام، نائب رئيس شركة «وود ماكينزي» للاستكشاف العالمي، إن الإنفاق على التنقيب حول العالم تراجع إلى 40 مليار دولار العام الجارى، مقارنة بنحو 100 مليار فى عام 2014، متوقعاً أن تظل معدلات الإنفاق عند نفس المستوى حتى عام 2018.
وأضاف لاثام، أن الاستكشافات سوف تشكل نحو 13% من الإنفاق العام الجارى.
وأشارت «وود ماكنزي»، إلى أن النتيجة المترتبة على تراجع معدلات الحفر تؤدى إلى خفض تكلفة العمليات.
وأشارت إلى حفر 209 آبار خلال شهر أغسطس الماضى انخفاضاً من 680 بئراً العام الماضى، و1167 عام 2014 ومتوسط سنوى 1.500 بئر بالعودة للبيانات التى يرجع تاريخها إلى 1960.
وقال بجورسروم، إن تراجع الاستكشافات سوف تحد من الإنتاح، وهو ما سوف يدفع أسعار البترول إلى الارتفاع.
وأشار إيدرا سياتر، الرئيس التنفيذى لشركة «ستات أويل»، إلى أن نشاط الاستكشاف هو الأفضل لتنظيم صعود وهبوط السوق، مؤكداً الحاجة إلى النشاط الاستكشافى خلال فترات الركود.
وظلت أسعار البترول عند حوالى 50 دولاراً للبرميل فى أقل من نصف ذروتها فى 2014 بسبب طفرة البترول الصخرى فى الولايات المتحدة الذى حطم ارتفاع الأسعار.
وعندما قررت منظمة الدول المصدرة للبترول مواصلة الضخ دون وضع سقف للإنتاج فى استراتيجية تقودها الممكلة العربية السعودية تهدف إلى زيادة حصتها فى السوق، تراجع إنتاج الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياته فى عامين.