استثمرت «جنرال أتلانتك»، شركة الاستثمار المباشر الأمريكية، أكثر من 318 مليون دولار فى البرازيل العام الحالى.
كما تعتزم الاستمرار فى شراء حصص بالشركات البرازيلية رغم مرور البلاد بأسوأ أزمة اقتصادية فى قرن من الزمان.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن شركة «جنرال أتلانتك» ضمن عدد قليل من صناديق الاستحواذ الدولية التى تخاطر بشراء شركات برازيلية وسط أكبر ركود عاشته البلاد من أى وقت مضى، ووسط حالة عدم الاستقرار السياسى.
وكشفت بيانات «بلومبرج» انخفاض إجمالى عمليات الاستحواذ المعلنة للشركات البرازيلية بنسبة 34.9% منذ مطلع العام وحتى الوقت الحالى، مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضى بقيمة 13.8 مليار دولار.
وتراجعت الصفقات التى تضم شركات الاستثمار المباشر بنسبة 72% إلى 729.5 مليون دولار، فى حين انخفض عدد الصفقات بشكل عام بنسبة 49% ليبلغ مجموعها 25 صفقة.
وأشارت الوكالة إلى أن شركة «جنرال أتلانتك» تعطى الأولوية للصناعات غير المنظمة التى تركز على الطبقة الوسطى والطبقة العليا للمستهلكين فى تعاملاتها الرئيسية، بما فى ذلك الاستحواذ على حصة أكبر فى شركة «سى سى تى فى إم» للوساطة، وسلسلة صيدليات «باجو مينوس».
وأضافت أن هذا يعنى أيضاً الابتعاد عن صفقات البنية التحتية رغم تحقيقات الفساد التى فتحت الباب لمزيد من الفرص الاستثمارية.
وقال رئيس قطاع أمريكا اللاتينية لدى «جنرال اتلانتك» مارتن اسكوبارى، إن الشركات التى يتتبعون بياناتها الآن، تنمو بأكثر من 20%. كما أنها ليست رخيصة.
وأضاف أن العقارات والبورصة تعكسان آفاقاً أفضل على المدى المتوسط. لكن على المدى القصير، فإن البرازيل ليست بلداً للمستثمرين المصابين بمرض فى القلب.
وأوضحت البيانات، أن شراء شركة «جنرال أتلانتك» حصة إضافية تقدر بـ16% فى شركة الوساطة البرازيلية، تمثل أكبر عملية استحواذ تفصح عنها شركة الاستثمار المباشر لإحدى الشركات العاملة فى البرازيل العام الحالى، إذ بلغت قيمتها 450 مليون ريال.
وقالت «بلومبرج»: إنه من المتوقع أن ينكمش اقتصاد البرازيل بنسبة 3.5% العام الحالى بعد انكماشه 3.8% فى 2015.
وأضافت أن التحقيقات حول الفساد التى تضم الشركة الحكومية العملاقة «بتروليو برازيليرو» وشركات الإنشاء الكبرى فى البلاد، ساعدت على تعميق الأزمة السياسية التى أدت إلى تعليق مهام الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف.
وساهمت الاضطرابات الحالية فى انخفاض فى حجم الصفقات، رغم تعزيز القائم بأعمال الرئيس ميشال تامر، ثقة المستثمرين وارتفاع مؤشر «ايبوفيسبا» بنسبة 67% من حيث القيمة الدولارية العام الحالى.
وقال الرئيس المشارك لشركة «جرين هيل» دانيال اينشتاين، إن الأمر لم يكن سهلاً على شركات الاستثمار المباشر والمشترين الذى اضطروا لإلغاء صفقات الاندماج والاستحواذ العام الحالى، نظراً إلى عدم رغبتهم فى تحمل المخاطر السياسية الناتجة عن عدم اليقين، وارتفاع معدل التذبذب فى الأسعار.
وأوصى اينشتاين، باتخاذ الحذر عند الاستثمار فى شركات الاستثمار المباشر أكثر من شراء أسهم فى السوق العام.
وكشفت بيانات سلسلة صيدليات «باجو مينوس»، أن شركات «جنرال أتلانتك» و«جرين ويتش» و«كونيكتى كت» استثمرت نحو 440.1 مليون ريال فى المجموعة، بالإضافة إلى 160 مليون ريال لشراء أسهم من حاملى الأسهم الحاليين.
وأوضح اسكوبارى، أن القطاع الصيدلى لا يزال مجزأ للغاية، مضيفاً أن شركات الأدوية تستفيد أيضاً من المرونة فى قطاع الرعاية الصحية ضد التباطؤ الاقتصادى.
واجتذب قطاع الرعاية الصحية الكثير من اهتمام شركات الاستثمار المباشر فى البرازيل، حيث استثمرت «جنرال أتلانتك» 200 مليون ريال فى شركة «أورو فينو ساودى» فى صفقة أعلنت فى يوليو 2014.
ولا تزال البنية التحتية تلفت أنظار بعض شركات الاستثمار المباشر، إذ أعلنت «أكتيس» شركة الاستثمار المباشر البريطانية، أنها تعتزم استثمار 1.4 مليار ريال على الأقل لشراء وتوسيع محطات الطاقة المتجددة فى البرازيل.
وفى الوقت نفسه، تسعى «جنرال اتلانتك» لتقديم مزيد من الاستثمارات فى مجال تجارة التجزئة، وتراهن على أن الطبقة الوسطى من البرازيليين يفضلون بشكل متزايد التسوق فى سلاسل تجارية عريقة بدلاً من الشوارع والباعة الجائلين.