
«الصين وماليزيا» أكثر الأسواق الواعدة و«البصل والبرتقال والبطاطس» الأكثر طلباً
يسعى مصدرو الحاصلات الزراعية إلى اختراق أسواق الشرق الأقصى، خاصة «الهند والصين وماليزيا واليابان»، بعد استيراد الهند والصين لكميات كبيرة من البصل والبرتقال والبطاطس خلال الفترة الماضية.
وتصاعدت مطالب بضرورة زيادة الدعم والمساندة التصديرية المقدمة على المعارض بالشرق الأقصى، للتمكن من الترويج للمنتجات المصرية واكتساب عملاء جدد.
قال محمد بكر، عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، ومدير شركة الجمل المصرية للاستثمار الزراعى، إن «الصين وماليزيا» من أكثر الأسواق الواعدة قى منطقة الشرق الأقصى، بالنظر لتعدادهم السكانى الضخم، موضحاً إن شركته تلقت عروضاً بتصدير «البطاطس والبصل» لماليزيا خلال الموسم المقبل.
وتأتى عقبة التسويق الخارجى على رأس التحديات التى تواجه التوسع التصديرى نحو الشرق الأقصى بحسب «بكر»، والذى ألمح إلى عدم تفعيل دور مكاتب التسويق التجارى المصرى بتلك الدول، بالإضافة إلى قلة خطوط الملاحة المتجهة إلى هناك وارتفاع تكاليف الشحن الجوى.
أضاف عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية إلى أن تحدى سرعة تلف الحاصلات الزراعية ينعكس على الأصناف المصدرة إلى دول الشرق الأقصى، ومنها البطاطس والبصل والثوم والموالح والتى تتحمل طول فترة توصيل الشحنات.
أشار بكر إلى تراجع تنافسية المنتج المصرى بسبب ارتفاع تكلفة النقل والتسويق الخارجى، مطالباً وزارة التجارة والصناعة، بضرورة تشجيع المصدرين على التوجه إلى دول الشرق الأقصى للاستفادة من ضخامة هذه الأسواق.
واعتبر بكر السوق الهندى سوقاً مؤقتاً، على الرغم من طلبها لكميات كبيرة من البصل المصرى على مدار العامين الماضيين، وعزا ذلك إلى حدوث فيضان هناك أثر على المنتجات الزراعية خلال الفترة الأخيرة، وهو ما دفع الهند لاستيراد العديد من أصناف الحاصلات الزراعية الناقصة.
وقال مصطفى النجارى، عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن البصل المصرى لاقى اقبالاً كبيراً فى السوق الهندى، متوقعاً أن تستمر الهند فى استيراده حتى بعد استئناف زراعته هناك، لتلبية جميع الأذواق.
أشار النجارى إلى إن المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، يسعى إلى زيادة حجم التبادل التجارى بين مصر والهند، وتنويع السلع التى يتم توريدها للسوق الهندى خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن حجم التبادل التجارى بين مصر والهند 3.6 مليار دولار، حيث تصدر مصر إلى الهند صادرات معظمها يدخل فى نطاق المواد البترولية والمواد الكيميائية، بنحو 1.5 مليار دولار.
لفت النجارى إلى سعى المجلس إلى تنويع الحاصلات الزراعية الموردة إلى الهند، كونها من أكبر الأسواق بدول الشرق الأقصى، مشيراً إلى أن صادرات البصل إلى الهند احتلت المرتبة الثانية بعد الموالح بزيادة 76% مقارنة بصادرات العام الماضى، مسجلة 230 مليون دولار قيمة تصدير 560 ألف طن، مقابل 130 مليون دولار تم تحصيلها نظير تصدير 322 ألف طن.
وحققت صادرات المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية حتى نهاية يونيو الماضى ارتفاع بنسبة 20%، لتسجل نحو 525 مليون دولار مقابل 435 مليون دولار فى الفترة المقابلة من العام الماضى، بواقع 1.350 مليون طن الموسم الحالى مقابل 1.170 مليون طن الموسم السابق.
لفت النجارى إلى صعوبة قيام الحكومة بدعم الشحن الجوى للحاصلات الزراعية، لارتفاع تكلفته بشكل لا يتناسب مع الوضع الاقتصادى الحالى للبلاد، معتبراً تحسين اللوجيستيات بالخطوط الملاحية حلاً جيداً يمكن المصدرين من زيادة حجم صادراتهم إلى دول الشرق الأقصى.
أشار النجارى إلى وجود دراسات تفيد بأن الصين على طريق أن تكون أكبر الأسواق الاستهلاكية فى العالم، ما يجعلها محط أنظار المصدرين خلال الفترة المقبلة.
طالب النجارى بضرورة زيادة قيمة المساندة التصديرية للأسواق الكبيرة غير المستغلة، والتى من شأنها زيادة حجم صادرات مصر خلال وقت قصير إذا تم تكثيف التواجد بها واستغلالها الاستغلال الأمثل.
وقال محمد عبدالحميد، عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، ورئيس مجلس إدارة شركة أجرى بيور إيجيبت، لتصدير الأعشاب الطبية، إن أسواق دول الشرق الأقصى من أكثر المناطق الواعدة التى تتحمل المزيد من السلع لتتناسب مع تعداد سكانها، فالصين وحدها تضم 1.6 مليار نسمة، ولكن المشكلة تكمن فى ارتفاع تكلفة المعارض وعدم قدرة معظم المصدرين على المشاركة فى المعارض على نفقتهم الشخصية لجذب عملاء جدد وتكثيف التواجد هناك.
أوضح عبدالحميد إن تصدير الأعشاب الطبية يفرض على المصدر دولاً معينة يستهدفها لتوريد منتجاته، حيث توافر التكنولوجيا المطلوبة لاستخلاص المواد الفعالة من الأعشاب، لافتا إلى أن معظم دول الشرق الأقصى كالصين واليابان وماليزيا، من أكثر الدول التى تستطيع رفع حجم صادرات مصر من الأعشاب الطبية، بالإضافة إلى باقى السلع الغذائية والحاصلات الزراعية، ولكن قلة المساندة التصديرية تمثل سبباً وراء تراجع المصدرين عن فتح أسواق جديدة.
لفت عبدالحميد إلى أهمية التواجد الفعلى للمصدرين المصريين بالمعارض المقامة بدول الشرق الأقصى، خاصة لأنهم سيكونون بمثابة الانطباع الأول والتسويق فى مراحله الأولى هناك، لجهل المستهلكين بالمنتج المصرى بما يستلزم العمل التسويقى المباشر من خلال المعارض.