«الزراعة» تخاطب مكتب التمثيل التجارى.. وعيسى: قرار حظر أقماح الإرجوت وراء الأزمة
عقد رئيس الوزراء اجتماعاً طارئاً صباح اليوم لمناقشة تداعيات اعتزام روسيا وقف استقبال الحاصلات الزراعية المصرية اعتباراً من 22 سبتمبر الحالى، لعدم مناسبة جودتها لسوق موسكو، حيث تم تشكيل لجنة من الوزارات المعنية للسفر الى موسكو لبحث أسباب القرار والتفاوض حول إمكانية العدول عنه.
قال عيد حواش، المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، إن الاجتماع سيحدد لجنة للسفر إلى موسكو فى غضون الأيام القليلة المقبلة لمناقشة القضية مع الجانب الروسى على أرض الواقع.
أوضح أن الوزارة بدأت مخاطبة مكتب التمثيل التجارى المصرى فى روسيا لمتابعة الوضع أولاً بأول، والوقوف على حقيقته، لمساعدة الجانب المصرى فى اتخاذ الإجراءات اللازمة.
ورفض حواش، ربط قرار روسيا بقرار بحظر دخول شحنات القمح المصابة بفطر الإرجوت، مشيراً أن القرار لم يصدر رسميا من موسكو حتى الآن، كما ان مصر لم تستورد اقماح مصابه بفطر الإرجوت قبل ذلك، مستبعداً فكرة الربط بين القرارين.
وقررت وزارة الزراعة رفض شحنات القمح المستوردة المصابة بفطر الإرجوت، واشترطت نسبة «زيرو» للموافقة على دخولها، وذلك بعد اقل من 3 شهور من السماح بدخوله بالنسب العالمية، الامر الذى اثار غضب الشركات العالمية والدول الموردة للسوق المصرى، ورفضوا المشاركة فى ثلاث مناقصات متتالية لعزوف الشركات عن المشاركة.
وقال شريف البلتاجى، عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن وقف روسيا استيراد حاصلات مصر الزراعية تعد أزمة حقيقة لمصر تبدأ فى الظهور بداية من الموسم المقبل.
أوضح البتاجى، أن روسيا تعد سوقاً مهمة للصادرات المصرية، بالمقارنة مع الأسواق الأخرى، مشيراً ان تنفيذ القرار يؤثر على مسعة مصر فى جميع الأسوق، وبالتالى تراجع الصادرات بعد أن احتلت مركزاً مهماً عالمياً فى السنوات الماضية.
وقال هشام النجار، العضو المنتدب لشركة دالتكس للحاصلات الزراعية، إن روسيا تحصل على نسبة جيدة من الحاصلات الزراعية المصرية فى مقدمتها الموالح والبطاطس.
ويقدر حجم الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعية إلى روسيا ما بين 600 و650 ألف طن بقيمة نحو 310 ملايين دولار سنوياً وفقاً لإحصائيات وزارة التجارة المصرية.
أوضح النجار، أن السوق الروسى تمثل قوة للمنتجات المصرية فى الخارج، رغم كونها لا تستحوذ على النسبة الأكبر من الصادرات، لكنها تمثل مركزاً مهماً لدخول السوق الأوروبى.
وقال سمير الجبالى، رئيس مجلس إدارة شركة سقارة للحاصلات الزراعية، ومصدر لروسيا، إن السلطات المصرية يجب أن تتدخل فى القضية على مستوى عالٍ، مشيراً ان تنفيذ القرار سيهبط بالصادرات الزراعية إجمالاً وليست روسيا وحدها.
أوضح الجبالى، أن الوضع الحالى يحتاج لمزيد من الشفافية وتوضيح الأمور، حتى يتسنى للسوق المحلية الاستقرار عالمياً، مشيراً إلى أن القرار سيعمل على تضخم السوق بالمنتجات التى من المفترض توجيهها لروسيا، ما يسبب أزمة للمنتجين.
واكد على عيسى، الرئيس السابق للمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، على أن روسيا تتعامل مع مثل هذه القرارات من منطلق الكرامة، مشيراً أنها تستطيع الاستغناء عن الحاصلات الزراعية المصرية فى اى وقت وفعلتها من قبل وحظرت دخول المنتجات الامريكية والاوربية لاسواقها دون أن تتأثر.
أوضح عيسى، أن مصر ستواجه ازمة حقيقية إثر قرار وزارة الزراعة وقف استيراد القمح المصابة بالإرجوت عند حدود 0.05%، خاصة وأنها تعتمد على روسيا كمنشأ أول فى الواردات، وتستحوذ على 40% من الواردات المصرية.
أضاف أن الاتفاقية بين وزارتى الزراعة المصرية والروسية يتضمن اتخاذ القرارات الخاصة بالمواصفات بناءً على الاتفاق بين الطرفين، وهو ما خالفه الجانب المصرى بإصدار قرار حظر أقماح الإرجوت بصورة منفردة.