حصلنا على تمويل بقيمة 2.7 مليون دولار من أحد المستثمرين لبدء نشاط الشركة
سعر الصرف والقيود على بطاقات الائتمان وهجرة المبرمجين أبرز التحديات
قال شريف الركباوى، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة Yaoota، إن السوق المصرى يمثل فرصة كبيرة للعاملين فى مجال ريادة الأعمال وقطاع التكنولوجيا لكن بيئة العمل تحتاج مزيدا من التطوير.
أضاف فى حوار مع فيكتوريا بين مدير عام مؤتمرات يورومنى الشرق الأوسط وأفريقيا خلال اليوم الثانى للمؤتمر إن النموذج الذى تقدمه شركته يتمثل فى محرك بحث للتسوق ونجح فى تحقيق معدلات نمو بلغت 12 ضعفا منذ العام الماضى بسبب الارتفاع المستمر فى عدد المستخدمين.
بين: متى وكيف بدأت نشاط شركتك؟
الركباوى: بدأت منذ عامين مع شريكى محمد عويس ولكن القصة بدأت من قبل ذلك من خلال فكرة جاءت لى فى عام 2009 وكنت فى «بركلى» للقيام ببعض الأبحاث للدكتوراة وقبل ذلك كنت أقوم بدراسة الماجستير فى ألمانيا وتركت مصر منذ 17 عاماً وبعد ان انتهيت من الدكتوراة قضيت بعض الوقت فى لندن ثم جئت لمصر قبل شهور من ثورة 25 يناير.
وعملت حوالى سنتين فى شركة استشارات ومحمد عويس كان صديقى فى العمل والمدرسة وخلال العام الماضى استطعنا أن نحصل على تمويل قيمته 2.7 مليون دولار من مستثمر لبدء نشاط الشركة.
بين: ما الذى تقوم به شركتك وهل هى ناجحة؟
الركباوى: شركتنا عبارة عن محرك بحث للتسوق للمستخدمين ويمكنهم من استخدام التطبيق أو زيارة الموقع إذا أرادوا الشراء من مصر أو من الخارج ويمكنهم مقارنة الأسعار، ونحن نجمع المنتجات ونركز على النمو ولقد حققنا نمواً بلغ نحو 12 ضعفا منذ العام الماضى ودخلنا سوق السعودية والإمارات وأطلقنا تطبيقين من ضمن أوائل التطبيقات فى مصر وحصلنا على مليون زيارة للتسوق فى الشهر الواحد.
بين: ما هى التحديات التى تواجه عملكم فى مصر؟
الركباوى: البداية كانت تمثل تحدى كبير لأننا كنا نستثمر جميع ما نملكه وفى ذلك الوقت كانت بيئة العمل فى مصر محدودة وصغيرة للغاية وتطورت كثيراً ولكنها ما زالت فى حاجة إلى كثير من التطوير من حيث مخاطر رؤوس الأموال.
كما أن المستثمرين الذين يودون أن يخاطروا ويستثمروا فى مجالات جديدة بالطبع قلائل بالنسبة للمستثمرين الآخرين، وهناك سعر الصرف وأقول إنها مشكلة رئيسية تقع فى البنوك ولقد قامت البنوك بتطبيق بعض الضوابط على الكثير من المشروعات بما فيها تكنولوجيا المعلومات.
ونحن نستخدم بطاقات الخصم والائتمان فى أعمالنا وتسديد الأموال، ولكن البنوك وضعت الكثير من الضوابط على بطاقات الائتمان مثل وضع سقف للإنفاق بالعملة الأجنبية، عندما يكون سقف الإنفاق 1000 دولار فى الشهر هذا مبلغ قليل للغاية، وهناك تحدٍ كبير آخر وهو نزيف العقول والمشكلة زادت فى تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات فى العامين الماضيين وهناك بعض البلدان خاصة ألمانيا والسويد وأوكرانيا التى لديها قصور فى عدد مطورى البرمجيات، ولذلك قاموا بوضع لوائح للسماح للشركات لتعيين مطورى برمجيات من دول أخرى ويمكنهم أن يأتوا بعائلتهم، ويحصلوا على الجنسية، وهى مشكلة لأن لدينا قوى عاملة جيدة فى مجال تطوير البرمجيات، ولكنها تهاجر لدول أخرى.
بين: البيروقراطية والمشاكل التى كنا نتحدث عنها، هل تجدها تمثل تحديا؟
الركباوى: نعم لم أقل إنها أكبر التحديات ولكن فى أى مرة نريد أن نتعامل مع مصلحة حكومية يستغرق الأمر كثير من الوقت، وهذا أمر لابد من العمل على تحسينه.
س: هل مصر من البلدان الجيدة لريادة الأعمال؟
الركباوى: السؤال الذى يقابلنى دائمًا هو: لماذا عدت للعمل فى مصر؟ أجيب دائمًا إن مصر مليئة بالفرص نحن بلد لديها 90 مليون نسمة، نحن ثالث أكبر دولة من حيث السكان بعد نيجيريا وإثيوبيا، هناك الكثير من الفرص لم تتح بعد لكن الفرصة كبيرة من حيث حجم السوق.
كما أن الشريحة الكبرى من السكان فى سن الشباب، وهناك نحو 30 مليون شخص مشترك بالإنترنت، هذه كلها فرص وخلاف ذلك، لكى تبدأ شركة جديدة فى مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات فى مصر لا تكون بحاجة للكثير من التمويل المبدأى بالإضافة إلى وجود قوى عاملة ماهرة وبالتالى حواجز تأسيس شركة فى مجال تكنولوجيا المعلومات شبه غير موجودة.
بين: سمعنا اليوم من وزير التجارة عن تأسيس هيئة للشركات الصغيرة والمتوسطة، هل هذا أمر جيد؟
الركباوى: نعم ولا.. هو جيد من وجهة النظر الاقتصادية الكلية، وإذا نظرنا لألمانيا لوجدنا أن الشركات الصغيرة والمتوسطة هى الدافع للاقتصاد الألمانى ولقد تحدثت مع أحد مديرى البنوك، وقال: إن هناك حاجة للتركيز على الشركات الصغيرة والمتوسطة.
لكن الفكرة هى أن هذه الشركات لن تعيش على القروض والنموذج الأفضل هو رأسمال المخاطر القائم على الملكية، يمكننا أن ننظر إلى كل الشركات الكبيرة التى بدأت فى الولايات مثل فيسبوك وغيرها، هذه الشركات لا تستطيع تحقيق أرباح قبل عامين أو ثلاثة من عملها بالتالى لا يمكننا رد القرض فى خلال عام.
بين: ما الذى تراه لتحسين البيئة التى تحدثنا عنها، ـ الاستثمار والحوافز؟
الركباوى: قد ذكرت شيئًا قد لا يبدو أنه مرتبط بمجال الأعمال، أود أن أرى برامج حكومية تستثمر فى الشركات الصغيرة والمتوسطة لأن الكثير لا يعرفون مثلاً موقع مثل جوجل الذى بدأ كمشروع تم تمويله من قبل الحكومة الفيدرالية فى جامعة ستانفورد.
وهناك شركة أعرفها شخصيًا بيعت لـ«سيسكو» بحوالى 1.2 مليار دولار وكان مشروعًا بحثيًا ثم انفصل وأصبح شركة ناجحة، هذا جانب مهم يجب التركيز عليه من أجل تطوير العملية التنافسية للمؤسسات البحثية للتقدم بطلب الحصول على تمويلات.
وكما قلت فإن المجال الذى نتحدث عنه لا يندرج تحت الشركات الصغيرة والمتوسطة، الناس الذين لم ينجحوا فى رد القروض فى شركاتهم الصغيرة فى السجون، لذا لابد أن يكون هناك قانون للمتعثرين.