الفكرة ببساطة هى عمل شركة لتطوير الساحل الشمالى تتملك بقية الأراضى الخالية من البدو (أصحاب الأرض حالياً) ثم نذهب إلى شركة عالمية لعمل تصميم masterplan على مستوى عالمى ثم نطرح هذه الشركة فى البورصة لجذب التمويل لها، وبالتالى تسترجع الدولة التى أنفقته على شراء الأراضى من البدو.
لماذا؟ لأن ذلك سيجعلنا نعمل بطريقة ممنهجة لتحقيق نجاح فى منطقة محددة.
ما يحدث حالياً هو تدمير للساحل الشمالى ولخليج رأس الحكمة. لماذا؟ لأنه لا توجد خطة. وبالتالى كل مطور عقارى يذهب إلى البدو لشراء قطعة أرض. وبعض الأوقات يضطر إلى شراء الأرض عدة مرات من أشخاص مختلفين. وبعد أن ينتهى من ذلك، يذهب إلى محافظة مرسى مطروح لتقنين الأراضى، التى اشتراها من البدو. ولا توجد أى خطة للدولة مما يؤدى إلى ضياع وقت للمستثمر وضياع إيرادات للدولة كان من الممكن أن تدخل إلى الدولة ويتم استخدامها لتطوير التعليم أو الصحة أو الصناعة. السياحة من منطقة ملاجا فى أسبانيا تحقق حوالى 11 مليار دولار سنوياً (10 ملايين سائح) والسياحة من منطقة الكوت دازور cote d’azur فى فرنسا تحقق 20 مليار دولار سنوياً (11 مليون سائح). أما فى الساحل الشمالى فللأسف لم ننجح فى تحقيق أى إيرادات تذكر بالرغم أن موقعنا أحسن منهم بكثير والطقس أحسن وجودة المياه أعلى ولكن كل شىء آخر أحسن عندهم، وبالتالى تفوقوا علينا.
شركة تطوير الساحل الشمالى هى وسيلة سريعة جداً لخلق مدينة أو مجموعة مدن ناجحة. ولنعتبرها منطقة منافسة لمنطقة محور قناة السويس. لابد أن نجذب إليها صناعة وسياحة وجامعات وغير ذلك. لابد أن نحلم بخلق دبى جديدة عندنا وأن نعمل بطريقة ممنهجة لتحقيق ذلك. لكى نفعل ذلك علينا بجذب أحسن الكفاءات المصرية أو غير المصرية لإدارة هذا المشروع الكبير. وهذا ليس صعبا أو مستحيلا، ولكنه مستحيل فى ظل عدم وجود خطة أو كفاءات.
طرح الشركة فى البورصة يعيد للدولة ما صرفته ويفتح الباب للجميع للاستثمار بها. الشركة ستنشئ تصميما عالميا ثم تعيد طرح الأراضى لمطورين صناعيين وعقاريين وسياحيين وغير ذلك. ميزة الشركة أن المستثمر سيستريح من التعامل مع الحكومة أو من المفاوضات مع البدو. ولابد أن ننظر دائما للعائد الذى سيتحقق للناس. ولذلك لابد أن يتم عمل ممشاة promenade فى كل منطقة على البحر تضع هذه الشركة أيديها عليها ولابد من فتح البحر للجميع. فليس من المعقول أن الإسكندرية التى بناها الإنجليز بها شواطئ مفتوحة للجميع ولكن الساحل الشمالى الذى بنيناه بأيدينا به شواطىء مغلقةعلى قلة من الشعب ( 200 ألف أسرة تمتلك الـ200 ألف وحدة أو 1% من إجمالى الأسر الموجودة فى مصر وكل مجموعة منغلقة فى منتجع أو قرية سياحية). يوجد أفكار كثيرة لحل هذه المشكلة بطريقة محببة للجميع ولكن لن تحققها غير الكفاءات الإدارية التى تريد تحقيق هذه المعادلة الصعبة.
مصر أمامها مشوار طويل جداً من أجل أن نعبر اقتصادياً، كما عبرنا خط بارليف فى حرب أكتوبر.
كانت أولى خطوات النجاح وقتها أننا اعترفنا بفشلنا فى حرب 1967. وأولى خطوات النجاح الآن أننا نعترف بفشلنا ونبدأ فى وضع خطة جادة للنجاح. لماذا نفشل؟ لأننا نعمل فقط بالتكليفات. ومتى سننجح؟ عندما يكون التخطيط تابع إلى رئيس الجمهورية وبه 200-300 من أحسن الكفاءات وبه خطط معلنة وملزمة لجميع الوزارات. وقتها سيكون من السهل ترجمة فكرة مثل شركة تطوير الساحل الشمالى إلى حقيقة لأن وقتها سيتواجد كفاءات تتلهم الصحف وتسعى للبحث عن أى فكرة ممكن أن تحقق النجاح ووقتها سنكرر نجاحنا فى عبور خط بارليف.
كاتب المقال : خبير استثماري