قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن أكبر تجار الغاز الطبيعى المسال فى العالم سوف يصطفون للحصول على آخر مستحقاتهم من مصر.
وأضافت أن مصر تسعى لاستيراد حوالى 120 شحنة غاز طبيعى مسال العام المقبل تبلغ قيمتها نحو 2.4 مليار دولار فى الأسعار الفورية الحالية فى سنغافورة.
وقال ماجى كوانغ، المحلل فى سنغافورة لوكالة «بلومبرج» لتمويل الطاقة الجديدة أن هذه الشحنات ستكون آخر العطاءات الكبيرة، حيث ستبدأ الاكتشافات الجديدة فى مصر عملية الإنتاج عام 2018.
وكشفت بيانات «بلومبرج»، أن مصر قد تبدأ استعادة الاكتفاء الذاتى من الغاز فى 2018 بعد تدفق الإنتاج من حقل «ظهر» العملاق وتترك التجار يبحثون عن مصادر أخرى للطلب.
وقال ديفيد ليديسما، مستشار مستقل للطاقة للوكالة عن طريق البريد الإلكترونى، إنه فى الوقت الذى سيبدأ فيه حقل «ظهر» فى ضخ الإنتاج فإن متطلبات استيراد الغاز الطبيعى المسال فى مصر قد تقل، حيث يستغرق الأمر دائماً وقتاً لدراسة إمدادات الغاز الجديدة.
وأوضحت «بلومبرج»، أن طلب مصر على الغاز الطبيعى المسال سوف يزيد بنسبة 5% العام المقبل بعد قفزة بلغت 60% العام الجارى قبل أن يتراجع بنسبة 40% من المستويات الحالية فى عام 2018.
وأوضحت تصريحات وزارة الطاقة لجريدة «البورصة»، أن مصر سوف تتوقف عن استيراد الغاز الطبيعى المسال بحلول عام 2021 وقد يستأنف اثنين من مصانع تصدير الغاز العمليات من جديد بعد أن يتم تحويل الغاز لتلبية الطلب المحلى على الطاقة.
وأشار فيليب أوليفر، المدير التنفيذى فى «انجى إس إيه» شركة الطاقة الفرنسية إلى أنه لا يتوقع أن تقوم البلاد باستئناف عمليات التصدير فى أى وقت قريب.
وأكدّ أن الصادرات يمكن أن تعود، ولكن على المدى الطويل حينما تبدأ المشاريع الجديدة عملية الإنتاج.
وكانت الشركة المصرية القابضة للغاز «إيجاس» قد أعلنت فى يونيو الماضى أنها ستكون بحاجة لحوالى 120 شحنة غاز العام المقبل.
وقالت وزارة البترول الشهر الماضى، أنها تخطط لدفع مستحقات الربع الأخير لشركات البترول الأجنبية فى الوقت الذى تكافح فيه الدولة من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية التى أعقبت الإطاحة بالرئيس حسنى مبارك عام 2011.
وأشار آندى فلور، محلل طاقة مستقل أن شركات البترول والغاز الكبيرة قد تكون أكثر حذراً بسبب مخاطر الائتمان.
وقالت «بلومبرج»، إن الواردات المستقبلية سوف تعتمد على مدى سرعة تطوير شركة «إينى» لحق «ظهر» أكبر اكتشاف غاز فى البحر الأبيض المتوسط وسوف تبدأ الشركة بحفر بئر سادس وسوف يبدأ الإنتاج بحلول نهاية عام 2017.
وقال كلاوديو ستيور، مدير فى شركة «ساى انيرجى» لاستشارات الطاقة فى بريطانيا والذى شارك فى التخطيط الرئيسى للغاز فى مصر أواخر التسعينيات «لقد أنعم الله على مصر باحتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعى وفترة وارداتها الكبيرة من الغاز على وشك الانتهاء.
وأضاف أن إنتاج “ظهر” وغيره يواجه بعض التحديات التقنية ولكن شركات البترول العالمية يمكن أن تعالج هذا الامر.
ومن المتوقع تلاشى الواردات المصرية من الغاز بعد قفزة بلغت نسبتها 50% فى ظل تخمة السوق العالمى فى وقت تتوقع فيه الوكالة الدولية للطاقة توازن العرض والطلب بحلول عام 2021.
وقالت آن صوفى، زميل فى مركز الملك عبدالله للدراسات البترولية فى الرياض، إن واردات الغاز الطبيعى المسال أصبحت جذابة لدول مثل مصر بعد انخفاض الأسعار بنسبة 61% على مدى العامين الماضيين.
وأضافت أن الخيارات المستقبلية سوف تعتمد على الأسعار ومستوى السعر سيكون مفتاح الحل وسوف تتخلص مصر تدريجياً من الواردات.