
بقلم: جوليان لي
يترقب معظم مراقبى سوق البترول اجتماع الجزائر الذى سوف يعقد الشهر الجاري، والذى قد يلتزم فيه أكبر منتجى الخام فى العالم بتجميد الإنتاج.
ورغم أن الحديث عن تجميد الإمدادات قد يساعد على وضع أرضية لتراجع أسعار البترول، فإن نتيجة الاجتماع نفسه تصبح أكثر وضوحاً يوماً بعد يوم؛ نظراً لأن جميع المنتجين الكبار يفعلون حالياً عكس ما يعلنون.
وتضخ أربع دول خليجية كبرى، والأعضاء فى الأوبك – السعودية، والعراق، والإمارات، والكويت – الخام عند أو بالقرب من مستويات قياسية، وتتباين أسباب ذلك، ولكن فى النهاية يتعلق الأمر بانتهاج سياسة سوقية متوسطة إلى بعيدة المدى.
وفى الوقت نفسه، وصل الإنتاج فى إيران إلى أعلى مستوى فى 5 سنوات، نظراً إلى تسابقها على استعادة مستويات إنتاج وصادرات ما قبل العقوبات، وبالتالى لا يوجد أى علامات على التجميد.
ولا تختلف الأمور كثيراً فى روسيا، حيث وصل متوسط الإنتاج إلى أكثر من 11 مليون برميل يومياً فى النصف الأول من شهر سبتمبر، وهو ما يقترب من المستويات القياسية التى ضختها منتصف الثمانينيات، وبدأت حقول جديدة فى بحر قزوين وأقصى الشمال فى إنتاج البترول، ومن المفترض أن تبدأ حقول أخرى الإنتاج فى الشهور المقبلة.
وعلاوة على ذلك، بدأ الإنتاج فى التعافى فى الدولتين العضوتين فى الأوبك واللتين تضرر إنتاجهما بشدة؛ بسبب الاضطرابات الأهلية، ففى نيجيريا، تستعد شركة «أكسون موبيل» لاستئناف الشحنات من خط كوا إيبو، الأكبر فى البلاد، كما رفعت شركة «رويال داتش شل» القيود على إنتاج خام بونى الخفيف الشهر الجاري.
وأظهرت تقديرات وكالة «بلومبرج»، أن الصادرات من خط كوا إيبو وخام بونى الخفيف بلغ متوسطها أكثر من 500 ألف برميل العام الماضي.
ورفعت ليبيا حالة القوة القاهرة عن اثنتين من ثلاث أكبر محطات تصدير فى البلاد، السدر وراس لانوف، واللتين كانتا خارج العمل منذ ديسمبر 2014، ما قد يسمح لليبيا بمضاعفة إنتاجها إلى 600 ألف برميل يومياً خلال 4 أسابيع، وإلى 950 ألف برميل يومياً بنهاية العام الجارى.
وتستهدف جنوب السودان – التى ليست عضواً فى الأوبك، وشهدت تراجع إنتاجها بأكثر من النصف إلى 130 ألف برميل يومياً كحد أقصى بعد اندلاع الحرب الأهلية فى 2013 – استعادة الإنتاج من الحقول فى منطقة شمال النيل الشهر المقبل.
وقد تناضل نيجيريا وليبيا وجنوب السودان للحفاظ على أى زيادة فى الإنتاج؛ بسبب المشكلات السياسية الكامنة التى لم تحل بعد، وعلاوة على ذلك، لا يزال الضرر الذى لحق بالبنية التحتية لإنتاج ونقل البترول فى ليبيا وجنوب السودان يحتاج لإصلاح.
ومع ذلك، تتمتع الدول المنتجة بآفاق أكثر إيجابية لإنتاج البترول مما كانت عليه منذ عدة شهور.
وعلاوة على ذلك، خفضت كلٌ من وكالة الطاقة الدولية، ومنظمة الدول المصدرة للبترول «الأوبك»، الأسبوع الماضى من توقعاتها بكمية البترول المطلوبة من المنظمة لبقية العام الجارى والمقبل.
وقلصت وكالة الطاقة الذرية، فى تقريرها الشهر الجاري، توقعاتها للطلب بحدة للربع الحالى حتى نهاية العام المقبل، أما الأوبك – التى توقعت بالفعل نمواً فى الطلب أضعف من الوكالة – رفعت توقعاتها للإنتاج من الدول غير الأعضاء فى المنظمة، مشيرة بشكل خاص، إلى التشغيل الوشيك للحقل العملاق، كاشاجان، فى كازاخستان.
وانخفض خام غرب تكساس بنسبة 16% من أعلى مستوى وصل إليه منتصف يونيو عند 52 دولاراً للبرميل، وهو مستوى قد لا يشهده مجدداً قبل نهاية 2019، أى بعد 18 شهراً من التوقيت الذى كان متوقعاً سابقاً من قبل الوكالات الشهر الماضي.
وبدون اتفاق فى الجزائر يذهب إلى أبعد من تجميد الإنتاج، فإن فترة انخفاض الأسعار سوف تمتد لفترة طويلة، ومع ذلك، لا تتوقع أن يقوم اللاعبون الرئيسيون فى هذا الاجتماع بشيء ذى معنى حيال الأمر، فبعد كل شيء، لا يزال بترولهم الأرخص فى العالم.
إعداد: رحمة عبدالعزيز
المصدر: وكالة أنباء «بلومبرج»