
تضررت موانئ الصين، بشدة جراء التباطؤ الاقتصادى العالمى، وهى الدولة التى تستحوذ على 7 من أكثر 10 موانئ نشاطا فى العالم.
ويخشى محللون من أن اتجاه شركات خطوط الشحن إلى الاندماج، فى ظل ركود النشاط التجارى حاليا، قد يضيف على ويلات مشغلى الموانئ بسبب ازدياد قوتهم بعد الاندماج.
وقال خبير الموانئ فى منتدى النقل الدولى، أولاف ميرك، وهو جزء من منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، إن قطاع الشحن أصبح اكثر تركيزا على التحالفات، مما يعنى انخفاض معدلات التردد على الموانئ، وبالتالى فإن عدم ضمان الميناء التعامل مع واحد أو أكثر من التحالفات يفاقم خسائره.
وكما هو الحال مع الصناعات الثقيلة الأخرى التى تدعمها الدولة، فإن لدى الصين مشكلة السعة الفائضة. وكانت سعة الموانئ الصينية فى 2013 تعادل 50 مليون حاوية 20 قدما، أى أكبر من إجمالى السعة فى اليابان وروسيا وكوريا الجنوبية وتايوان مجتمعين.
وكشفت بيانات منتدى النقل الدولى أن السعة غير المستخدمة للموانئ الصينية ستتضاعف بحلول 2030، إذ تتنافس الحكومات المحلية لبناء مرافق أكبر.
وفى الوقت نفسه، من المتوقع أن تظل الشحنات من أكبر مصدر فى العالم تحت ضغط بسبب البيئة الاقتصادية الضعيفة وتحول الصين الهيكلى إلى التصنيع المتقدم.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة تستثمر مليارات الدولارات لمساعدة المصانع على ان تصنع منتجات عالية التكنولوجيا، وأكثر قيمة مثل الهواتف الذكية والحواسب الآلية، وهى منتجات ستأخذ مساحة أقل فى السفن مقارنة ببضائع الأثاث والأحذية.
وتراجعت صادرات الحاويات فى الصين بنسبة 7% على أساس سنوى خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، وهو ما يؤكد هذا الاتجاه.
وأوضح أوسبيرت تانغ، محلل الموانئ الصينية فى وكالة «موديز» للتصنيف الائتمانى، أنه من الصعب جدا أن نرى عودة نمو الصادرات إلى مستويات 15% و20% المشهودة فى السنوات التى لحقت انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001.
وأضاف تانج، أن قوة تسعير الموانئ الصينية تقلصت بسبب التراجع فى أرباح شركات الشحن التى تعانى من فائض مستمر فى السفن كبيرة.
وقال روبرت فان تروجين، الرئيس التنفيذى فى آسيا والمحيط الهادئ لشركة «ميرسك لاين»، أكبر مجموعة شحن فى العالم، إن مشكلة تراجع الأرباح ينبغى أن تخففها عمليات الاندماج غير المسبوقة فى القطاع.
وتراجعت أسعار الشحن إلى مستويات قياسية وسط مستويات الانكماش، ولكن يتوقع باتريك برجلاند، الرئيس التنفيذى لموقع «ايجسنتا» الذى يسعر شحن الحاويات، أن أى انتعاشة فى الأسعار نتيجة الاندماجات، ستكون قصيرة الأجل، مضيفا أن مشاكل السعة المفرطة ستظل قائمة فى هذه الصناعة.
وفى مجال النقل البحرى والموانئ يرى خبير الموانئ فى منتدى النقل الدولى، أولاف ميرك، أن المشاكل المنهجية انبثقت من نموذج التنمية الاقتصادية فى بكين، والتى كانت تعتمد على استثمارات الدولة فى الصناعات الثقيلة.