
أعلن البنك المركزى عن زيادة احتياطيات النقد الأجنبى لديه 3 مليارات دولار فى سبتمبر الماضى، وهى زيادة أعلى من المتوقع بمليارى دولار.
وحصلت مصر على قرض بقيمة مليار دولار من البنك الدولى الشهر الماضى، لكن الزيادة بقية الزيادة تبقى مجهولة المصدر فى ظل عدم حدوث أى تغييرات جوهرية فى الموارد الدولارية للبلاد خلال سبتمبر، الذى وصل الاحتياطى فيه لأعلى معدلاته منذ يونيو 2015.
وتمثل تلك الزيادة أنباءً طيبة للحكومة التى تعمل على تنفيذ برنامج إصلاحى بمساعدة صندوق النقد الدولى يستهدف إغلاق الفجوة التمويلية وإصلاح سوق الصرف الذى يعانى من وجود سوق غير رسمى يتم تداول الدولار فيه بمعدلات تزيد بأكثر من 40% على أسعاره الرسمية، ويتضمن البرنامج ضرورة بناء احتياطى من العملات الأجنبية، وتبنى سياسة مرنة فى سوق الصرف تسمح بتراجع القيمة الرسمية للجنيه صوب معدلاتها العادلة.
وتعمل مصر حاليا على جمع 6 مليارات أخرى وإصدار سندات بقيمة 3 مليارات دولار بالإضافة للحصول على الشريحة الأولى من قرض منتظر من صندوق النقد الدولى بقيمة قد تصل إلى 4 مليارات دولار.
وقال هانى فرحات محلل الاقتصاد الكلى فى بنك الاستثمار سى آى كابيتال، إن الزيادة فى الاحتياطى التى أعلن عنها البنك المركزى تسهل مهمة مصر فى الحصول على قرض صندوق النقد الدولى.
أضاف أن تحريك سعر العملة سيحدث بعد طرح السندات فى الأسواق الدولية بقيمة 3 مليارات دولار والحصول على الدفعة الأولى من قرض صندوق الدولى.
وعن مصادر الزيادة فى الاحتياطى خلال الشهر الماضى قال فرحات، إن هناك ملياراً منها له مصدر معروف وهو البنك الدولى، لكن المليارين الآخرين لا يعرف مصدرهما حتى الآن.
وتجاهلت السوق غير الرسمية للدولار الزيادة الكبيرة التى أعلن عنها البنك المركزى فى الاحتياطى، وقال متعاملون ل”البورصة” إن سعر الدولار ارتفع بمعدل 5 قروش بعد إعلان المركزى زيادة الاحتياطى. وبلغ سعر الدولار فى السوق غير الرسمية 13.65 جنيه، وبلغ 13.45 جنيه أمس الأحد.
وقال مسئول من شركة صرافة ل”البورصة” إن البنك المركزى قام بحملة تفتيش مفاجئة على الصرافات بعد إعلان زيادة الاحتياطى، بعد عدة أسابيع شهدت هدوءا فى عمليات التفتيش.
وقال أحد المتعاملين فى السوق غير الرسمية إن شركا الصرافة تتوقع تخفيضا حادا للجنيه خلال ساعات وهو ما دفعها للقيام بعمليات شراء واسعة للعملة الأمريكية والتحفظ فى تلبية طلبات العملاء أملا فى مزيد من الانخفاض فى الجنيه فى السوق غير الرسمى بعد تخفيضه رسميا لتحقيق مزيد من المكاسب.
أضاف أن أحد المفتشين التابعين للمركزى الذين شاركوا فى الحملة اليوم أخبرهم أن المركزى سيقوم بخفض الجنيه أمام الدولار غدا، وهو ما لا يمكن معرفة الهدف من وراءه أو ما إذا كان جزءا من عملية تأثير نفسى فى تجار العملة لحثهم على التخلص من العملة الأمريكية.