
على مدار القرن الماضى تطورت تصميمات السيارات لجعل المركبات أكثر أماناً، والحد من المشكلات التى تواجه السائقين.
وشملت الابتكارات إنتاج سيارة كهربائية، وإنشاء طرق بطريقة أفضل وتطوير أحزمة الأمان وأكياس الهواء.
ونتيجة هذه التطورات، لقى عدد أقل من الناس حتفهم على الطرق. ولكن سيكون من الأفضل حل هذه المشكلة من خلال مزيج من تحسين تدريب السائقين، وإدخال الأنظمة الجديدة لتبسيط القيادة، وربما سيتم فى نهاية المطاف القضاء على دور السائق.
وقالت مجلة «ذى إيكونوميست»، إن التجربة الناجحة لاختبار سيارة تاكسى ذاتية القيادة والتى أطلق عليها «روبو تاكسي» فى شوارع مدينة بيتسبرغ، بولاية بنسيلفانيا الأمريكية دفعت شركة «أوبر» لتطوير قطاع النقل عبر إتاحة التنقل بواسطة المركبات ذاتية القيادة.
ولكن خلف الكواليس كانت هناك ثلاث مؤسسات لعمالقة شركات التكنولوجيا مثل «أوبر»، وشركات صناعة السيارات وأسطول الموردين لقطع الغيار، إذ دخل الجميع فى سباق قوي.
وأوضحت المجلة، أن الجميع يتنافسون بقوة لتطوير الأجهزة والبرامج فى عالم السيارات ذاتية القيادة.
وأضافت أنه قبل سنوات أظهرت شركات التكنولوجيا تقدماً كبيراً فى هذه المعركة. لكن «أوبر» أمسكت بزمام الأمور فى الآونة الأخيرة، نظراً إلى رحيل كريس أرمسون، خبير الروبوتات من شركة «جوجل» مؤخراً الذى كان رمز الشركة للمركبات ذاتية القيادة. فقد وعد ذات مرة بأنه سيضع السيارات ذاتية القيادة على الطريق بحلول 2017.
وأشارت المجلة أيضاً، إلى أن ضعف فريق العمل فى شركة «آبل» أعاق جهودها مؤخراً لبناء سيارة كهربائية.
وفى الوقت نفسه، تبذل شركات صناعة السيارات جهوداً أكبر للفوز بالسباق بعد البداية البطيئة.
ورغم المخاوف التى تتعلق بالسلامة، تحرز شركة «تسلا» صانع السيارات الكهربائية تقدماً فى تطوير نظام الطيار الآلى، وهو نظام إلكترونى يستخدم لتوجيه المركبات البرية والبحرية والجوية دون تدخل العامل البشري.
وستجرى شركة «فولفو» التى تعمل، أيضاً، مع «أوبر» للحصول على السيارات ذاتية القيادة العام المقبل، اختبار السيارات ذاتية القيادة قبل تسليمها للمرة الأولى إلى مجموعة مختارة من سائقى السيارات العاديين.
وفى أغسطس الماضى، أعلنت «فورد» الأمريكية، أنها ستطلق سيارة ذاتية القيادة دون عجلة قيادة أو دواسات بحلول 2021.
وأشار جميع الأطراف، إلى أن أكبر الأرباح من القيادة الذاتية ستأتى من إنتاج «نظام التشغيل»، وهو شيء يدمج البرمجيات والخوارزميات التى تعالج وتفسر المعلومات من أجهزة الاستشعار والخرائط والأجزاء الميكانيكية للسيارة.
وشركات التكنولوجيا ربما تكون فى مقدمة السباق.. لكن شركات صناعة السيارات والموردين لن يستسلموا بسهولة. ولذلك شاركت فى نوبة من النشاط للحفاظ على السيطرة على الأجزاء الداخلية للسيارات ذاتية القيادة.
وعلى سبيل المثال، أعلنت شركات «بى إم دبليو» و«موبايلي» المورد الإسرائيلى والمتخصصة فى التكنولوجيا ذاتية القيادة، و«إنتل» أكبر شركة مصنعة للرقائق فى العالم يوليو الماضى انضمامها الى السباق.
وأوضح أندرو بيرجباوم، لدى شركة «أليكس بارتنرز» الاستشارية، أن الاستراتيجية الأخرى لشركات صناعة السيارات تكمن فى تطوير السيارة ذاتية القيادة فى المنزل.
ووضعت «فورد» الأموال فى شركة «ليدار»، وهو نوع من تكنولوجيا الاستشعار عن بُعد وشركات أخرى تبيع خدمات رسم الخرائط.
واستحوذت «فورد»، أيضاً، على اثنتين من غيرها من الشركات المتخصصة فى التعلم الآلى وغيرها من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
ويبدو أن الخاسرين فى هذا السباق سيكونون صانعى الأجزاء الكبيرة، الذين يمكن أن تتوتر علاقاتهم مع عملائهم الرئيسيين.
ومع مرور الوقت قد تتخلى شركات صناعة السيارات إلى حد كبير عن مهمة تطوير التكنولوجيا الجديدة.
وما زال عمالقة التكنولوجيا يملكون مزايا ضخمة، فبالإضافة إلى مواردهم المالية فهم الأفضل للمطالبة بأرباح كبيرة من نظام التشغيل.
ويمكن إحياء خطط «آبل» لتصنيع السيارة على وجه السرعة إذا قامت بشراء «مكلارين» شركة صناعة السيارات البريطانية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تمضى فيه شركة «جوجل» قدماً فى التعلم الآلى وهو العنصر الحيوى فى تطوير الخوارزميات التى من شأنها فى نهاية المطاف أن تحل محل السائقين.