
أنشأت شركة «جولف ايلاند» على مدار عقود، منصات ضخمة لاستخراج البترول والغاز الطبيعى من قاع البحر.
لكن مع انهيار معدلات الحفر البحرى تحولت الشركة نحو موارد الطاقة الأخرى، وهى الرياح.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج» أن «جولف أيلاند» قامت ببناء كل أساسات التوربينات الخمس، لأول مزرعة رياح بحرية فى الولايات المتحدة، والمتوقع أن تدخل الخدمة نوفمبر المقبل.
وعملت شركات خدمات البترول والغاز على معظم جوانب مشروع شركة «ديبواتر وايند» الذى سينتج 30 ميجاوات من الكهرباء فى ولاية رود آيلاند. كما وفرت أيضا المهندسين ومسئولى الصيانة وسفن البناء إضافة إلى خبراء بناء الهياكل الضخمة فى البحر.
وتمثل التوربينات التى تولّد 600 قدم من الكهرباء معلما للطاقة النظيفة وفرصة لشركات الوقود الأحفورى.
وأعلنت «جولف ايلاند»، ومقرها هيوستن، ونظيراتها من الشركات، أنه مع بناء مزيد من مزارع الرياح البحرية الامريكية، ستقدّم هذه الصناعة الوليدة مصدرا جديدا للدخل لمواجهة أسواق البترول المتقلبة.
وأضافت أنه بعد أن كانت أسعار الخام الرخيصة حاجزا أمام نمو الطاقة المتجددة، فقد ساعدت هذه الأسعار المنخفضة فى نمو صناعة الرياح فى الوقت الراهن.
وقال نائب رئيس تطوير الأعمال فى الشركة روى بى فرانسيس، والتى تصنع مكونات مئات من منصات البترول: «نعتقد أن محطات الرياح البحرية أصبحت جزءا من مستقبلنا للمضى قدما نحن تعفبنا هذه المهمة على مدار 7 سنوات».
وأضاف: «ستوفر هذه الصناعة مزيدا من الوظائف.. ويمكن أن توفر أيضا الدخل للمهندسين وشركات البناء».
ومع بناء مشروع جزيرة بلوك ايلاند، الواقعة فى ولاية رود ايلاند الأمريكية والمقرر الانتهاء منه أغسطس 2017، فإن هدف شركة «ديبواتر وايند» المقبل سيكون إنشاء مزرعة رياح توفر 90 ميجاوات من الكهرباء قبالة الطرف الشرقى من لونج أيلاند، والذى من شأنه أن يوفر الطاقة لأكثر من 50 ألف منزل.
وقال محافظ الولاية أندرو كومو، إن المنطقة واحدة من اثنين من الأماكن التى حددتها الحكومة الفيدرالية فى نيويورك لطاقة الرياح.
وأضاف أن التوربينات البحرية هى جزء مهم من هدفه للحصول على 50% من طاقة الولاية من المصادر المتجددة بحلول 2030.
وكشفت «بلومبرج» أن الحكومة الأمريكية وضعت خطة الشهر الحالى لدفع تركيب 86 ألف ميجاوات من طاقة الرياح البحرية بحلول 2050.
ومنحت الحكومة 11 عقدا لمطورى المشاريع فى المحيط الأطلسى. كما أصدرت ولاية ماساتشوستس، قانونا فى أغسطس يقضى بشراء الخدمات والمرافق 1.600 ميجاوات من طاقة الرياح البحرية على مدى السنوات الـ11 المقبلة.
وأوضحت الوكالة أن بناء مزارع الرياح قبالة سواحل الولايات المتحدة استغرق وقتا طويلا دام عقدا من الزمن من قبل المطورين.
وازدهرت هذه الصناعة فى أوروبا بسبب تقديم الدعم المالى. لكنها تأخرت فى الولايات المتحدة بسبب أسعار الطاقة العالية، التى ضخمت تكلفة البناء فى عرض البحر.
ويأتى المشروع الأمريكى الذى تبلغ تكلفته 300 مليون دولار وسط تراجع أسعار البترول والغاز الذى عزز التراجع فى معدلات الحفر البحرى ودفع عشرات الشركات للإفلاس وتسريح حوالى 250 ألف موظف فى جميع أنحاء العالم.
وبدأت شركات الغاز الأوروبية التحول إلى طاقة الرياح منذ أكثر من عقد من الزمان.
وشرعت الشركة الدنماركية «دونغ انيرجى» فى بناء أول مزرعة رياح بحرية كبيرة فى العالم عام 2002، وأصبحت الآن أكبر مطور فى العالم لمزارع الرياح فى البحر.
واستغلت «ستات أويل» النرويجية العملاقة للوقود الأحفورى، تجربة بعض من أكبر المنشآت النفطية البحرية فى العالم لتطوير مزرعة رياح عائمة قبالة سواحل اسكتلندا.
وقال نائب الرئيس التنفيذى فى «ستات أويل» للحلول الجديدة للطاقة، إيرين روميلوف: «لقد رأينا أن هذا التحول فرصة لأجل التحرك على بعض نقاط القوة لدينا».
جاء ذلك بعد أن ازدهر التنقيب عن البترول إلى حد كبير فى خليج المكسيك، حيث قضى المهندسون والبحارة وغيرهم عقودا من الزمن لابتكار الوسائل لخفض التكاليف وبناء منصات أقوى وأسرع.
وأعرب الرئيس التنفيذى لشركة «جولف كوست»، جيف جرايبوسكى، عن تفاؤله بتكرار الشركات لمثل هذا الإنجاز، مضيفا أنهم فعلوا ذلك من أجل البترول، وسيفعلوا المزيد لأجل الرياح.