مدير تسويق الشركة لـ«البورصة»:
ارتفاع تكلفة الاستيراد بنسبة 40% بعد زيادة سعر صرف الدولار
توطن الأمراض وضعف اللقاحات أهم أسباب تدهور صناعة الدواجن
تستهدف شركة كوهية لجدود الدواجن، إنتاج 450 ألف أم من الدواجن خلال العام الحالى مقابل 600 ألف فى 2015 بتراجع يبلغ 25%.
وكانت الشركة تستهدف زيادة إنتاجية دواجن الأمات خلال 2016، لكنها لم تستطع استيراد جدود كفاية فى العام الحالى لتحقيق المستهدف.
قال حسين صولة، مدير التسويق فى «كوهية»: إن التراجع فى الإنتاج العام الحالى جاء نتيجة انخفاض واردات الشركة من جدود الدواجن لإدخال بعض التحديثات على سلالة «ستار يلد» الفرنسية فى عملية التربية.
أضاف أن الشركة تستورد نوعين من جدود الدواجن الفرنسية فقط، بإجمالى 21 ألف طائر سنوياً، منها 10 آلاف جدة من نوع «هابرد ستار يلد»، و11 ألفاً من نوع «هابرد ريد برو».
أوضح أن الشركة استوردت العام الحالى قطيع واحد من السلالة الأخيرة، بواقع 11 ألف جدة، وأجلت استيراد القطيع الثانى لشهر نوفمبر المقبل لحين الانتهاء من التحديثات الجديدة بالشركة.
أشار إلى أن تكلفة واردات الشركة ارتفعت العام الحالى بنفس نسبة ارتفاع الدولار فى السوق السوداء، والتى تعتمد عليها الشركات العاملة فى السوق لتوفير العملة الصعبة.
وبلغت أسعار الجدود المستوردة نحو 40 دولارا للجدة الواحدة العام الحالى، مقابل 38 دولاراً للجدة العام الماضى.
وقال «صولة»: إن ارتفاع تكلفة واردات جدود الدواجن، يرجع لأزمة الدولار التى يعانى منها السوق المحلى فى الفترة الأخيرة، بعد خفض قيمة الجنيه أمام الدولار.
وتابع: «عدم قدرة البنك المركزى على التحكم فى سوق صرف العملة الصعبة زاد الوضع صعوبة بعد امتناع البنوك عن توفير الدولار اللازم لاستيراد جدود الدواجن».
أضاف أن الشركات أصبحت تعتمد على السوق السوداء لتلبية الاحتياجات الدولارية، وبالتالى أصبح لها القدرة على التحكم فى الأسعار وفقاً لنظرية العرض والطلب.
وارتفعت أسعار صرف العملة الصعبة فى السوق السوداء فى الفترة الأخيرة ليصل الدولار إلى 13.65 جنيه مقابل استقراره عند 8.85 جنيه فى البنوك.
أوضح «صولة»، أن تكلفة إنتاج الدواجن ارتفعت فى الفترة الأخيرة بنسبة تتراوح بين 25 و30%.
أشار إلى أن 70% من مستلزمات صناعة الدواجن مستوردة، ومنها الأعلاف اللازمة لعملية التربية، وهى أهم عنصر فى الإنتاج، إذ تعتمد على فول الصويا والذرة الصفراء كعامل أساسى.
وتتراوح أسعار فول الصويا بين 5250 و5500 جنيه للطن، كما ارتفعت أسعار الذرة الصفراء إلى 2700 جنيه للطن.
وقال صولة إن توطن أمراض الدواجن فى مصر، يرجع لعدم القضاء على فيروس إنفلونزا الطيور بصورة نهائية منذ 2006، ما أدى إلى إهدار نسبة كبيرة من الثروة الداجنة تتراوح بين 30 و35% من الإنتاج السنوى.
وارتفعت حدة الأوبئة العام الماضى فى القطاع مصاحبة لارتفاع أسعار الدولار، وعدم القدرة على توفيره لاستيراد اللقاحات اللازمة لمواجهة الأمراض، التى تضعف السوق المحلية عن توفيرها، ما أحدث زيادة فى الأعداد النافقة.
وتنتج السوق المحلية نحو 15% من اللقاحات اللازمة لعلاج أمراض القطاع، وتستورد 85%، ما يجعل توفير العملة الصعبة أمراً ضرورياً للصناعة.
وطالب صولة، بتوفير العملة الصعبة لتلبية احتياجات الصناعة من الأعلاف والأدوية، حتى تنخفض تكلفة الإنتاج، ما يساهم فى استقرار أوضاع المزارع الصغيرة، والتى تعد المتضرر الأكبر فى المنظومة.
أوضح أن المزارع الصغيرة تمثل نحو 70% من الإنتاج السنوى للدواجن، والشركات التجارية تمثل النسبة المتبقية، لذا يجب الالتفات إليها وتذليل العقبات التى تواجهها قبل تدهور الأوضاع أكثر من ذلك.
وطالب بوضع خطة محكمة لتنمية الثروة الحيوانية فى مصر للحفاظ عليها، مشيراً إلى أن المشاكل التى تواجه الصناعة أصبحت صعبة لا يتحملها المربون، ما يتسبب فى تخارج نسبة كبيرة منهم خصوصاً فى أوقات الشتاء بسبب تفاقم أزمة الطاقة.
وأضاف أن موسم الشتاء يحتاج كميات غاز كبيرة لتوفير التدفئة اللازمة للدواجن، لكنّ المربين يواجهون مشكلات كثيرة فى توفير الغاز، ويلجأون للسوق السوداء التى يحكمها التجار، ويشترون الغاز بأسعار مضاعفة.