منظر الفنادق المصرية، وهى خالية من السياحة منظر محزن. فى نفس الوقت الذى تستقبل فيه تايلاند 30 مليون سائح، وتركيا 36 مليون سائح، ودبى 14 مليون سائح، استقبلت مصر 9 ملايين سائح فقط فى عام 2015.
هل عندنا الميزة التنافسية؟ نعم.
ولكن ما هى المشاكل الرئيسية؟ مشكلتان. الأولى هى الناحية الأمنية بعد حادث الطائرة الروسية، وغير ذلك، ولكن نفس هذه المشاكل متكررة فى البلاد الأخرى. فتركيا بها العديد من الحوادث الإرهابية كذلك تايلاند. ولذلك فالإرهاب أصبح مشكلة عالمية وليس محلية فقط. المشكلة الثانية هى فى عدم وجود طائرات تمتلكها مصر لنقل السائحين. ففوق الـ97% من السياحة تذهب إلى مصر بالنقل الجوى. نحن نمتلك حوالى 70 طائرة (64 ملك للقطاع العام المتمثل فى مصر للطيران و6 طائرات تشارتر صغيرة ملك لشركات القطاع الخاص أو المشتركة مع مصر للطيران). فى نفس الوقت تمتلك الإمارات العديد من شركات الطيران. فطيران الإمارات بها حوالى 250 طائرة وطيران الاتحاد بها 128 طائرة وإير أريبيا التى نجحت شركة ترافكو المصرية فى عمل شراكة معها فى مصر لجلب السائحين واشترت 3 طائرات بها 44 طائرة.
ونفس الشىء فى تركيا التى عندها حوالى 350 طائرة فى شركة الطيران التركية وشركات طيران تشارتر قوية.
مشكلة عدم امتلاك وسائل النقل تعنى استسلامنا لشركات السياحة والطيران الأجنبية، فعندما تقرر أن مصر سوق خطر، وتلغى طائراتها إلينا تتوقف السياحة فوراً. وهذه فى نظرى أكبر مشكلة تواجه السياحة المصرية.
ما هو الحل؟
الحل هو أن نمتلك على الأقل 400 طائرة قبل عام 2025. فكل طائرة بها حوالى 200 كرسى أى ممكن أن تنقل حوالى 50 ألف سائح سنوياً (200 كرسى × 365 يوم × 70% = 51 ألف تقريباً). أى أننا نريد 20 طائرة لجلب مليون سائح أو 200 طائرة للـ10 ملايين سائح أو 400 طائرة للـ20 مليون سائح.
ما هى التكلفة؟
ثمن الطائرة حوالى 100 مليون دولار أى أن هذا البرنامج سيكلف مصر حوالى 33 مليار دولار لزيادة أسطولنا من 70 إلى 400 طائرة.
من سيدفع وسيمتلك هذه الطائرات؟ الحكومة لن تستطيع تحمل كل هذه التكلفة، ولذلك لا بد أن يكون عندها الرؤية لتشجيع القطاع الخاص للاستثمار فى هذا القطاع، وفى نفس الوقت العمل على تنمية مصر للطيران لتصل إلى نفس حجم الإماراتية أو التركية فى خلال 10 سنوات (على الأقل 200 طائرة).
ولكن ماذا يريد المستثمر المصرى؟ يريد حزمة حوافز تجعله مستعداً للمغامرة بماله وتجعله يقنع البنك بتسليفه لعمل ذلك المشروع. فنحن نعطى 40 دولاراً مساندة لكل كرسى خالٍ لطيران الشارتر الأجنبى، ولا نعطيه للشركات المصرية. ونفس الشىء القوانين والتشريعات والرؤية غير واضحة لتطوير القطاع السياحى.
ماذا ينقص الدولة لأخذ القرار بمساندة إنشاء شركات تشارتر مصرية؟ للأسف ينقصنا المخ قبل المال. بدون خطة بها أهداف واضحة للسياحة وبدون وزارة تخطيط قوية تتبع أعلى سلطة فعلية بالدولة وبدون وزارة سياحة بها كفاءات على نفس مستوى الدول المنافسة فلا يوجد أمل فى المنافسة مع الآخرين.
تحية وتعظيم سلام لطلعت حرب الذى أنشأ مصر للطيران وكان عنده الرؤية والجرأة لتطوير اقتصاد مصر.
إذا كنا نريد جذب السياحة فعلينا بتطوير النقل الجوى بزيادة عدد الطائرات التى يمتلكها المصريون من 70 طائرة إلى 400 طائرة قبل عام 2025. برؤية واضحة سيغامر المصريون بأموالهم لبناء مصر. أما بدون رؤية فلا نستطيع طلب من أى إنسان عاقل المغامرة بماله أو حتى وقته.