
الوكالة: موسكو ترد على محاولات السعودية اختراق السوق الأوروبية بالاستحواذ على مصفاة هندية
قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن دخول روسيا إلى السوق الهندى من خلال صفقة الاستحواذ على مصفاة «فادينار» التابعة لشركة «ايسار أويل» ثانى أكبر المصافى الهندية البالغ قيمتها 13 مليار دولار يهدد بإضعاف قبضة موردى الخام من الشرق الأوسط فى أسرع أسواق البترول نمواً فى العالم.
وأضافت الوكالة، أن شركة «روسنفت» الروسية وحلفاؤها من المستثمرين تغلبوا على نظرائهم من المملكة العربية السعودية وإيران لشراء مصفاة «فادينار» فى صفقة تمّ الإعلان عنها مطلع الأسبوع الجارى.
جاء ذلك فى الوقت الذى تنتهج فيه «روسنفت» أكبر منتج للبترول فى روسيا استراتيجية الشركات والدول الغنية بالموارد الطبيعية لتأمين منافذ لإنتاجهم وهو ما يمثل تحدياً للمصدّرين فى الشرق الأوسط الذين يوفّرون نحو ثلثى واردات الهند من البترول.
وقال نيل بيفيريدج، محلل لدى شركة «سانفورد بيرنشتاين» فى هونج كونج، إن الهند ستكون أهم أسواق المنتجات البترولية على مدى السنوات الـ25 المقبلة وهو ما يجعلها وجهة استثمارية مهمة بالنسبة لروسيا.
وتستهدف الشركة الروسية من خلال الصفقة الهندية سوقاً يضم حوالى 1.3 مليار شخص يستوردون أكثر من 80% من احتياجاتهم من البترول الخام فى وقت توقعت فيه وكالة الطاقة الدولية، أن تكون الهند الأسرع نمواً فى العالم لاستهلاك البترول خلال عام 2040.
وبرزت الهند باعتبارها نقطة مضيئة للطلب العالمى من خلال التوسع الاقتصادى الذى وصف بأنه الأسرع بين الاقتصادات الكبرى، حيث تحفز زيادة استخدام الشاحنات والسيارات والدراجات النارية.
وتشمل الصفقة الهندية أيضا الاستحواذ على 2700 محطة تجزئة تابعة لشركة «ايسار أويل» فى سوق جذب أكبر شركات البترول العملاقة مثل «رويال داتش شل» وشركة «بى بى» البريطانية.
وأشارت الوكالة إلى أن معظم انتاج شركة «إيسار» يتم بيعه محلياً سواء من خلال منافذها الخاصة أو محلات بيع الوقود المملوكة للحكومة.
وقال براشانت رويا، رئيس شركة «إيسار أويل» فى مقابلة مع الوكالة، إن الوصول إلى السوق الهندية جذب شركة «روسنفت» كثيراً حيث تعد البلاد واحدة من أكبر الأسواق فى العالم فى وقت يسعون فيه للحصول على نصيب من السوق.
وأعلنت «روسنفت» أنها تدرس أيضاً إمكانية التوسع فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال تزويد الوقود الى اندونيسيا وفيتنام والفلبين واستراليا.
وأوضح ابهيشيك كومار، المحلل لدى شركة «انترفاكس» فى لندن، أن الصفقة ستمكن روسيا من امتلاك تأثير أكبر على السوق الآسيوية.
وأضاف أن الصفقة ستكون بمثابة رد على محاولات السعودية لاختراق السوق الأوروبية الذى يهيمن عليه البترول الروسي.
وكانت الدول الغنية بالبترول قد كثّفت من عمليات الاستثمار فى المصافى فى الخارج لتأمين حصصها فى السوق وسط الوفرة العالمية.
وتجرى المملكة العربية السعودية عمليات شراء حصص فى شركات التكرير من خلال شركة «أرامكو» فى دول من إندونيسيا إلى الولايات المتحدة بينما تستثمر الكويت أيضاً فى مرافق المعالجة.
وكشفت الوكالة، أن مصفاة «فادينار» التابعة لشركة «إيسار أويل» فى ولاية جوجارات، الهندية يمكنها معالجة حوالى 400 ألف برميل يومياً وقد صممت لتعمل على خامات ذات جودة منخفضة من فنزويلا أو الشرق الأوسط.
وأوضحت بيانات الشحن التى حصلت عليها «بلومبرج»، أن فنزويلا قدمت ما يقرب من نصف إمدادات المصفاة فى الأشهر الستة الأولى من العام الجارى واحتلت إيران المركز الثانى بعدها فى توريد الإمدادات.
وقال توشار تارون بانسال، مدير لدى شركة «آى فى واى» العالمية للطاقة ومستشار الصناعة فى سنغافورة، إن جلب البترول الخام إلى الهند يساعد شركة «روسنفت» وروسيا كثيراً من خلال تأمين إمداداتهم للبترول الخام ولا يؤثر سلباً على سوقها فى أوروبا.
وأوضح دارمندرا برادهان، وزير البترول الهندى، أن المصدرين فى الشرق الأوسط بقيادة المملكة العربية السعودية والعراق قدموا أكثر من 65% من واردات البترول الخام الإجمالية فى الهند خلال الفترة من ابريل الى يونيو الماضيين.
وتسعى الهند لتعميق العلاقات فى مجال الطاقة مع روسيا وتناقش أيضاً سبل زيادة امدادات الغاز الطبيعى.
وأكدّ بيفيريدج، لدى «سانفورد بيرنشتاين» أن هذه الاتفاقات استراتيجية للغاية وتهدف إلى تعزيز أمن الطاقة فى الهند وتعزز فرص وصول روسيا إلى السوق الأكثر أهمية على المدى الطويل.