اقتصادنا يا تعبنا.. الحلقة العاشرة
زرنا الهند وماليزيا وسنغافورة فى عام 2008 وبعدها فى المغرب والإمارات والبرازيل فى 2009.. وكانت ضمن زيارات مكوكية للترويج للاستثمار.. وأذكر هذه النماذج جيداً لأننا صاحبنا وزيرين من ذوى الهمة والنشاط والإنجاز ورؤساء هيئات ونوابها رجالاً وسيدات.. ما إذا أبهرنا فى الوزيرين وأصحاب المناصب من جانب.. وما إذا أبهرنا فى هذه الزيارات من تجارب هذه الدول..
سنغافورة البلد الصغير جداً.. الهادئ.. المليء بالعمل المنظم والمميكن رغم صغر البلد وشح الأراضى.. لكن تجده الأول على مدى السنوات العشر الماضية فى ترتيب بيئة ممارسة الأعمال Doing Business Report الذى يصدر سنوياً عن البنك الدولى.. فهى الدولة الأسهل فى أداء الأعمال.. دولة صغير جداً بها ميناء يعتبر مركزاً لوجستياً.. تدار فيه الخدمات الخاصة بالسفن والشحن والتفريغ بسلاسة وبتوقيتات زمنية محسوبة وبدقة ومراقبة بنظام مميكن يطلق عليه (Trade Net) فكل العمليات تتم متابعتها إلكترونياً منذ دخول السفن حرم الميناء وحتى خروجها لا مجال للخطأ، وحتى إن ظهر الخطأ يكتشفه النظام بسهولة من حيث النوع وموقعه وتوجيه إصلاحه والتأكد من إصلاحه فى وقت لا يحس به المتعامل مع هيئة الميناء تكاد لا ترى البشر نتيجة حركة الأوناش والآلات والمعدات والأنظمة المميكنة للتخليص والدفع والتحويل والتفريغ والتحميل.. لذا لا اندهاش من وجود معظم التوكيلات العالمية فى هذا الميناء المتطور.. وبحجم استثمارات مهولة وحجم عوائد تدخل الاقتصاد السنغافورى.. وهذا ما يثير حفيظتى اليوم وامتعاضى على ثلاث جهات مصرية منوط بها تسهيل حركة التجارة، هى وزارة التجارة والصناعة، ممثلة بهيئة الرقابة على الصادرات والواردات، ومصلحة الجمارك تحت مظلة وزارة المالية وهيئة الموانئ تحت مظلة وزارة النقل.. وأزداد امتعاضاً عندما أنظر إلى الجدول فى الأسفل الذى يبين ترتيب مصر فى مجال التجارة عبر الحدود وهو أحد المؤشرات العشرة الرئيسية لتقرير بيئة ممارسة الأعمال..
لماذا هذا الامتعاض لأن هذه الجهات الحكومية عندما عملت بتناغم وتناسق تحت مظلة وزارة الاستثمار النشطة آنذاك والمشرفة على تحسين ترتيب مصر فى التقارير الدولية وفى عهد حكومة ما قبل يناير 2011 حققت ترتيباً أفضل بمراحل مما وصل إليه الحال الآن فبعد أن كنا من الثلاثين الأوائل على العالم أصبحنا فى ترتيب متأخر جداً (157 حالياً) بعد أن ظللنا نتراجع بعد يناير 2011 دون أن نفعل شيئاً فى سباق تتبارى فيه الدول سنوياً لتخرج أفضل ما عندها، وتأتى بالجديد الذى ينقلها فى ترتيب أفضل..
المؤشر / السنة | فى تقرير
2007 175 دولة |
فى تقرير 2008
178 دولة |
فى تقرير
2009 181 دولة |
فى تقرير
2010 183 دولة |
فى تقرير
2011 183 دولة |
فى تقرير
2012 183 دولة |
فى تقرير
2013 185 دولة |
فى تقرير
2014 189 دولة |
فى تقرير
2015 189 دولة |
ظل هذه المدة لم تتغير ولم ينافسها احد |
التجارة عبر الحدود ..الترتيب العام | 83 | 26 | 24 | 29 | 21 | 64 | 70 | 83 | 157 | سنغافورة (1) |
عدد مستندات التصدير | 8 | 6 | 6 | 6 | 6 | 8 | 8 | 8 | 8 | 4 |
عدد الأيام اللازمة للتصدير | 20 | 15 | 14 | 14 | 12 | 12 | 12 | 12 | 12 | 5 |
تكلفة التصدير ( $ /كونتينر) | 1014 | 714 | 737 | 737 | 613 | 613 | 625 | 625 | 625 | 456 |
عدد مستندات الاستيراد | 8 | 7 | 6 | 6 | 6 | 9 | 9 | 10 | 10 | 4 |
عدد الأيام اللازمة للاستيراد | 25 | 18 | 15 | 15 | 12 | 12 | 13 | 15 | 15 | 3-4 |
تكلفة الاستيراد ( $ /كونتينر) | 1049 | 729 | 823 | 823 | 689 | 755 | 755 | 790 | 790 | 439 |
المؤشرات بعد تغيير المنهجية تقرير 2016 بقى الترتيب 157 ايضا | 48 | 12 |
التصدير: الوقت اللازم للامتثال لقوانين الحدود (ساعات) | ||
تكلفة التصدير: الامتثال لقوانين الحدود (دولار) | 203 | 335 |
الوقت اللازم للامتثال للمتطلبات المستندية للتصدير (ساعات) | 88 | 4 |
تكلفة الامتثال للمتطلبات المستندية للتصدير (دولار) | 100 | 37 |
الاستيراد: الوقت اللازم للامتثال لقوانين الحدود (ساعات) | 120 | 35 |
تكلفة الاستيراد: الامتثال لقوانين الحدود (دولار) | 1383 | 220 |
الوقت اللازم للامتثال للمتطلبات المستندية للاستيراد (ساعات) | 192 | 1 |
تكلفة الامتثال للمتطلبات المستندية للاستيراد (دولار) | 650 | 37 |
ملاحظة: تم تغيير منهجية هذا المؤشر بداية من تقرير عام 2015، وذلك بتغيير مؤشراته الفرعية كما هو مبين.
- كل تقرير يعكس التطورات من يولية الى يونية سنويا اي سنة ميلادية ويصدر التقرير فى الربع الاخير من كل سنة ..
- والتقرير المسمى على سبيل 2011 صدر فى سبتمبر 2010 اي قبل يناير 2011، وذلك ينطبق على كل التقارير الصادرة قبل او بعد ها التقرير..
- الترتيب يعبر عن الترتيب الفعلى فى التقرير وقت الصدور.. لانه التقرير الجديد سوف تجد الترتيب تغير قليلا .. والافضل التعامل مع التقرير السنوى كل على حدة بما جاء به من ترتيب للدول.
تأملوا فى تطورنا أدائنا على مستوى هذا المؤشر لأنه لا يحتاج إلى كلام.. بل فعل.. لاشك أن ما مرت به مصر من أحداث جسام خلال السنوات الخمس الماضية خلق تحديات عديدة أثرت على كل مفاصل وأذرع الدولة وضرب اقتصادها ومؤسساتها فى مقتل.. ولكن لا أشك للحظة أننا قادرون على العودة من جديد عندما يأتى الفريق الجيد المتناسق المتناغم.. فالموضوع يحتج إلى فهم جيد للمنهجية واللعب بنفس قواعد اللعبة التى يلعب بها الآخرون ولسنا فى حاجة إلى اختراع العجلة من جديد.. وما زال للحديث بقية..
وما نبغى الا إصلاحاً…
إبراهيم مصطفى
[email protected]