
تحرك واشنطن باتجاه الشرق يدفع بكين وموسكو إلى التحالف ضدها
3.6% نمو التجارة البينية فى الربع الأول من 2016
أصبحت بكين أكبر شريك تجارى لموسكو، فى وقت كانت بمثابة شريان الحياة لـ«بوتين»، من الناحية الاقتصادية بعد فرض العقوبات الأمريكية والأوروبية؛ بسبب الخلاف على شبه جزيرة القرم.
وساعد انتعاش أسعار البترول فى رفع التجارة البينية بنسبة 3.6% فى العام على أساس سنوى فى الربع الأول، بعد هبوطها 29% إلى 68 مليار دولار فى العام الماضي.
وشهدت الأشهر الأخيرة مزيداً من التعاون الأمنى بين روسيا والصين، حيث توصل الطرفان إلى أرضية مشتركة لتحالف فى مواجهة الولايات المتحدة.
وقالت سارة لاين، باحثة فى علاقات روسيا مع القوى العالمية، إن هذا التعاون ضرورى، ولكن بشكل أساسى فإن روسيا والصين سوف تضعان المصلحة أولاً.
وأضافت أن الدولتين سوف تدعمان بعضهما فى الأشياء ذات الاهتمام المشترك، التى تهدف عادة إلى توفير قاعدة بديلة للولايات المتحدة.
وأشارت «بلومبرج» إلى أن بناء العلاقات الأمنية مع روسيا يتطلب من الصين مراجعة مواقفها من جديد للأحداث الخارجية، حيث بدأت فى الوقت الراهن تعزيز دورها لحفظ السلام فى أفريقيا، والخوض فى قضايا الشرق الأوسط.
ووقعت الصين وروسيا بياناً مشتركاً، خلال زيارة بوتين، إلى بكين يونيو الماضى تعهدتا فيه بتعزيز الاستقرار العالمي.
ويبقى ما إذا كانت الصين ستكون على استعداد لإعطاء روسيا المزيد من الدعم فى المناطق التى تملك فيها عدداً قليلاً من المصالح مثل سوريا وأوكرانيا ومخاطر إغضاب الشركاء التجاريين الغربيين.
وأرسلت الصين أول بعثة خاصة للأزمة السورية فى مارس الماضى برئاسة مسئول عسكرى كبير لإجراء محادثات مع المسئولين السوريين والروس.
وأكدّ تشنج يو، باحث بارز فى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن البلاد ستواصل نهجاً متوازناً تجاه سوريا، مشيراً إلى أن الروس قد يرون أن الصين ليست سوى قوة اقتصادية عالمية، ولكنها ليست قوة جيوسياسية عظمى.
وحذر خبير السياسة الدولية جون ميرشيمر، الأستاذ بجامعة شيكاغو من أن الخلافات بين القوى النووية الثلاث ستكون له تداعيات خطيرة على العالم الذى ينوء بأزمات كبري.
وانتقد الخبير الدولى استغلال واشنطن عصر القطب الأوحد فى تحريك حلف شمال الأطلنطى «ناتو» أكثر وأكثر باتجاه الشرق دون تقدير جيد للقلق الأمنى الروسى، وهو ما اعتبره سياسيون حماقة أمريكية دفعت ببكين إلى أحضان موسكو، بحسب ما ذكر تقرير لوكالة سبونتيك الروسية.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج» أن البلدين عقدا أول التدريبات البحرية المشتركة الشهر الماضى فى بحر الصين الجنوبي، وكلاهما قد أدان خطط الولايات المتحدة لنشر درع صاروخية أمريكية فى كوريا الجنوبية.
وأشار تقرير سبونتيك إلى أن موسكو لديها ثلاثة خيارات، هى التحالف مع الولايات المتحدة أو التحالف مع الصين أو البقاء على الحياد فى المنافسة بينهما، وبطبيعة الحال فإن اشتعال الأزمات فى أوكرانيا وسوريا وغيرهما لم يجعل للحياد مجالاً إذ إنها باتت تواجه تهديداً أمنياً.
ولفت التقرير إلى أن عصر القطب الأوحد أوشك على التلاشى فى وقت تحكم فيه القوى الثلاث النووية العالم مع ميل فى الميزان لصالح الولايات المتحدة أكبر قوة اقتصادية وعسكرية فى العالم، ولو إلى حين فلا أحد يدرى أين سيتوقف الزحف الصينى اقتصادياً وعسكرياً.
ونقلت «بلومبرج» عن جنرال روسى، قوله الأسبوع الماضى، إن الجيش يعمل مع الصين لمواجهة التوسع فى الدفاعات الصاروخية الأمريكية فى آسيا التى يرون أنها تخل بالتوازن بين ثلاث قوى نووية.
وأوضح فاسيلى كاشين، زميل بارز فى الأكاديمية الروسية لمعهد دراسات الشرق الأقصى، أن حقيقة بدء كلا البلدين الحديث عن إجراءات مشتركة على المستوى العسكرى بمثابة تطور خطير جداً.
وتشير التحركات بين الرئيس الصينى ونظيره الروسى من خلال الزيارات المتكررة والهدايا الشخصية إلى العلاقات القوية بين الجانبين.
وتزامن تطوير تلك العلاقات مع تراجع علاقات كلا البلدين مع واشنطن، حيث قدمت روسيا دعماً قوياً لجهود الصين لوقف الهيمنة الأمنية للولايات المتحدة فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقال فيكتور بوزنشير، بهيئة الأركان العامة الروسية، إن البلدين قاما بمناورات دفاع صاروخى العام الجارى؛ لمواجهة نشر الدرع الصاروخية الأمريكية.
وأضاف: «نحن نعمل معاً فى سبيل تقليل الأضرار المحتملة لأمن بلادنا»، متوقعاً ممارسات أخرى العام المقبل.