كم منا يسمع عن شركة فوكسكون Foxconn؟ شركة فوكسكون، هى أكبر شركة فى العالم لتصنيع الإلكترونيات للغير، فهى تصنع الأى فون والأى باد لشركة أبل والنينتندو لشركة سونى وغير ذلك. هذه الشركة يعمل بها 1.3 مليون موظف منهم مليون فى الصين. كم تبلغ صادرات شركة فوكسكون من الصين؟ ثلاثة أضعاف كل صادرات مصر البترولية والزراعية والصناعية. نعم هذه الشركة تصدر سنوياً 60 مليار دولار من الصين وهى تعتبر أكبر شركة مصدرة من الصين.
هذه الشركة يجب أن يسعى فريق العمل فى منطقة محور قناة السويس وفرق العمل داخل الوزارات المصرية للسعى لجذبها للعمل فى مصر. لماذا؟ لأن تكلفة الإنتاج فى الصين ارتفعت فى السنوات الماضية ومديروها يفكرون الآن فى فتح مصانع فى دول أخرى. ففى حديث لى مع رئيس لشركة من شركات فوكسكون لتصنيع المحمول والذى درس معى بنفس الجامعة قال لى إنهم يدرسون الآن التصنيع بأفريقيا ومصر دائماً من الدول التى تتم دراستها لذلك، ولكنه سألنى هل الوقت الآن ملائم؟ قلت له نعم.
يوجد فرصة حقيقية لنا فى جذب هذه الشركة. ولكن نفس هذه الفرصة موجودة لكل الدول النامية مثلنا فالهند وإندونيسيا وغيرها تحاول جاهدة لجذب هذه الشركة. لذلك علينا إقناعهم بأن المكسب فى مصر سيكون أكبر وهذا يجب أن يكون بالأرقام وليس بالكلام.
يوجد عائق واحد فقط: هذه الشركة أصلها من دولة تايوان ونظراً إلى الخلاف بين الصين وتايوان فمصر وقفت بجانب الصين ولم تعترف بتايوان ولذلك لن تجد حكومتنا متابعة لهذه الشركة أو تضعها على رادار الشركات التى يجب العمل على جذبها. ولكن إذا كانت تايوان مختلفة مع الصين فكيف نجحت هذه الشركة ونجحت الصين فى خلق مليون وظيفة داخل الصين لهذه الشركة؟ الصين فى زمن دنج شياو بنج أعادت العلاقات الجزئية مع تايوان فى حوالى عام 1987، ومنذ ذلك الوقت دخلت فوكسكون بمصنع أولى فى مدينة شينزن ثم عملت توسعات به حتى صار يعمل بهذا المصنع فقط 300 ألف موظف يأكلون ويشربون وينامون ويعملون فى نفس المكان. ثم توسعت الشركة وفتحت 13 مصنعاً فى أماكن مختلفة فى أنحاء الصين. آخر هذه الأماكن كان فى مدينة شنجدو داخل أعماق الصين، وتم التعاقد فى خلال شهرين فقط وقبل نهاية العام كان مصنع بـ20 ألف موظف قد بدأ فى الإنتاج، وبالتالى فى دفع ضرائب للدولة.
لماذا يوجد فرصة لمصر لجذب هذه الشركة؟ لأن تكلفة العامل الآن فى الصين اقتربت من 3000 جنيه شهرياً بينما ما زالت فى مصر قرب الـ1200 جنيه شهرياً، ولكن فى نفس الوقت ما زال يوجد العديد من المميزات فى الصين أهمها أن المادة الخام تصنع معظمها عندهم وبالتالى توفر الشركة فى التكلفة وفى الوقت.
هل ممكن أن ينجح المصريون فى صناعة الإلكترونيات الحديثة؟ نعم. فإذا نجح المصريون فى صعيد مصر فى تصنيع الإلكترونيات مع شركة سامسونج وفى فترة بسيطة أصبح المصنع المصرى ترتيبه السادس من 17 مصنعاً للتليفزيونات لهذه الشركة، فلا يوجد ما يمنع أن ننجح مجدداً. العامل المصرى يحتاج إلى المنظومة الصحيحة لكى ينجح. وكما قال الرئيس فى مؤتمر الشباب «تحيا مصر بالعمل». فنعم تحيا مصر بالعمل ولكن علينا بالعمل أولاً لجذب شركة فوكسكون أو غيرها لمصر لكى ينفتح الباب للعديد من المصريين للعمل.
الفرصة أمامنا. ولا نريد أن نكون بلد الفرص الضائعة. تحيا مصر بالعمل وبجذب الفرص التى تفتح باب العمل والأمل.
خبير اقتصادى