إقبال على سحب الإيداعات البنكية ورواج عمليات توظيف الأموال لدى تجار العملة
رشاد: متعاملون فى سوق الأوراق المالية اتجهوا للمضاربة على الدولار بدلاً من البورصة
واصلت أسعار الدولار تحطيم الأرقام القياسية للأسبوع الثانى على التوالى، مسجلة 17.75 جنيه بعد يومين من تجاوزها حاجز الـ17 جنيهاً للمرة الأولى على الإطلاق، وخلقت الأسعار المرتفعة سريعة التغير للدولار موجة تغييرات تشتد قوتها فى سوق الادخار البنكى مع استمرار تراجع قيمة المدخرات البنكية بوتيرة متزايدة.
وقال مسئولون فى القطاع البنكى لـ«البورصة»، إن بنوكهم تشهد عمليات سحب متزايدة للودائع بالجنيه لتحويلها إلى دولارات والماجرة بها فى السوق السوداء الذى بات يحقق مكاسب ضخمة مؤخراً، بعدما قفز الدولار من مستوى 14 جنيهاً إلى ما يقرب من 18 جنيهاً خلال 3 أسابيع فقط.
وقال إبراهيم الكفراوى مدير غرفة المعاملات الدولية بأحد البنوك الخاصة، إن هناك نشاطاً ملحوظاً فى عمليات الدولرة وهو ما دفع عدد كبير من العملاء لسحب الجنيه وتحويله فى السوق الموازى لدولار بهدف تحقيق هامش ربح سريع فى ظل التغير السريع للأسعار.
وأشارت مصادر فى بنوك عامة إلى تلقيها استفسارات عن موعد رفع سعر الفائدة فى حين يقوم عدد كبير من العملاء، خاصة خلال الاسبوع الماضى بتسييل محافظهم بالعملة المحلية وشراء الدولار من السوق السوداء أملاً فى ارتفاعات كبيرة ومكسب سريع.
واستبعد المسئول رفع البنوك لأسعار العائد على أوعيتها الادخارية قبل قرار البنك المركزى فى اجتماع لجنه السياسة النقدية فى السابع عشر من نوفمبر والذى يحدد مستويات السوق.
وقال مسئول بقطاع إدارة الأموال فى بنك مصر، إن الفروع وماكينات الصراف الآلى شهدت تزاحماً بغرض السحب النقدى للعملة المحلية، بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار فى السوق الموازى.
ورصدت «البورصة» معاملات تشير إلى زيادة جاذبية السوق غير الرسمية للعملة رغم ارتفاع مخاطرها وزيادة تحويل المدخرات من القطاع الرسمى إلى سوق المعاملات غير الرسمية.
وقال متعامل لـ«البورصة»، إنه سحب مدخراته من البنك وأعطاها لتاجر عملة ليقوم بتشغيلها له مقابل معدلات ربحية أعلى من سعر الفائدة التى كان يحصل عليها من البنك.
وقال شوكت المراغى، العضو المنتدب لقطاع الوساطة بشركة «إتش سى» للأوراق المالية والاستثمار، إن الارتفاعات المتنامية فى أسعار الدولار فى السوق السوداء من شأنها التأثير سلباً على سيولة سوق الأوراق المالية، بسبب اتجاه متعاملين افراد الى المضاربة على الدولار.
واضاف أن الارتفاعات المتتالية لسعر العملة الخضراء من شأنها إغراء متعاملين باللجوء اليها بعيداً عن البورصة، لكنها ليست قناة استثمارية بديلة عن البورصة.
وأرجع مسؤل بإحدى شركات الصرافة المهمة الارتفاعات الكبيرة فى اسعار الدولار إلى الطلب الكبير من جانب العملاء بمختلف الفئات على الدولار.
وأضاف أن هناك طلبات كبيرة من قبل مندوبى جهات سيادية وحكوميه تطلب العملة لإتمام عمليات استيراد معلقة، مشيراً إلى أن تسعير العملة حالياً يتم من خلال العملاء انفسهم وكثرة الوسطاء فى عملية تدبير الدولار السبب الحقيقى وراء الارتفاعات السريعة والكبيرة.
وقالت ريهام الدسوقى كبير المحللين الاقتصاديين ببنك الاستثمار أرقام كابيتال، إن أسعار السوق الموازى للدولار تدل على المضاربات الكبيرة التى تتم عليه.
وأضافت أنه من غير المعقول أن تفقد دولة فى العالم تلك القيمة فى عملتها خلال أسبوع واحد فقط فى ظل عدم وجود تغيرات جوهرية فى السوق تستدعى ذلك التغير.
وذكرت أن التأخر فى تنفيذ إصلاحات سعر الصرف أكثر من ذلك سيزيد من تكلفة الخسائر على الاقتصاد المصرى ككل وأن التحرك السريع سيقضى على المضاربات على العملة الأمريكية.
وفى سوق الأوراق المالية سجل المصريين صافى بيع خلال تعاملات الأسبوع الماضى بلغ نحو 90 مليون جنيه، كما سجل الأجانب مبيعات بصافى 49.16 مليون جنيه، بينما اتجه العرب للشراء بصافى 138.8 مليون جنيه.
وقال إيهاب رشاد الرئيس التنفيذى لشركة مباشر إنترناشيونال لتداول الأوراق المالية، إن متعاملين اتجهوا للمضاربة على الدولار كبديل عن البورصة منذ ارتفاع سعر العملة الخضراء اعلى مستوى 10 جنبيهات، والتى تمثل عاملاً نفسياً مهماً.
وتوقع أن يحقق المضاربين على الدولار وسط هذه السعار خسائر على استثماراتهم لأن الأسعار الحالية غير منطقية بصورة كبيرة.
واضاف أن طبيعة المضاربين على الدولار المحبة للمخاطر سوف تقودهم للعودة مرة أخرى لسوق الأوراق المالية بسب طبيعة المخارطر المرتفعة، والتى لا تقبل بالاستثمار البنكى وعوائده.