
مسئول بوزارة البيئة: 106 دولارات سعر طن الفحم بالميناء
«أسوان»: السحب من المخزون لعدم توافر سيولة دولارية
«العربية»: نستهدف الاعتماد على المخلفات بنسبة 20%
«سيمبور العامرية»: إنفاق 60 مليون يورو للتحول إلى الوقود البديل
طالبت مصانع الأسمنت، الحكومة ممثلة فى وزارتى الصناعة والبيئة، بتوفير الحوافز الاستثمارية لاستخدام المخلفات ضمن مزيج الطاقة بجانب الفحم، بسبب عدم توافر السيولة الدولارية بالسوق المحلى.
وقالت مصادر حكومية إن مصانع الأسمنت تبحث مع شعبة الأسمنت باتحاد الصناعات ووزارة البيئة، الحوافز الاستثمارية التى ستساهم فى تشجيعهم للاعتماد على المخلفات كمصدر أساسى فى عملية مزيج الطاقة.
وأضافت أن شركات الأسمنت قلصت حجم استيرادها من الفحم خلال الفترة الأخيرة، بسبب عدم توفير الدولار بالسوق المحلى.
وأوضح مسئول بوزارة البيئة لـ«البورصة»، أن سعر طن الفحم الواحد حتى وصوله إلى «الميناء» يقدر بنحو 106 دولارات، مشددا على ضرورة الاتجاه للاعتماد على مصدر من الوقود المحلى خلال الفترة المقبلة، تجنباً للاضطرابات الاقتصادية التى ظهرت فى مصر خلال الآونة الأخيرة.
وأضاف أن المخلفات من أبرز المصادر المحلية التى يمكن الاعتماد عليها كوقود بديل، لاستخدامها ضمن مزيج الطاقة فى الصناعات الثقيلة، خصوصا مصانع الاسمنت، مطالبا بتوفير الكميات المطلوبة لمثل هذه الصناعات.
وقال برعى حسن مدير قطاع البيئة بشركة أسمنت أسوان، إن مصنعه حصل على رخصة استخدام الفحم من وزارة البيئة منذ فبراير الماضى ولمدة عامين، إذ يعتمد على الفحم ضمن مزيج الطاقة بمصنعة بنسبة 100%.
أوضح أن المصنع توقف عن استيراد الفحم منذ أسابيع نتيجة عدم توافر السيولة الدولارية، ويعتمد على كميات مخزونة لديه تكفى 3 أشهر فقط لحين استقرار لوضع.
أشار حسن إلى الزيادة فى أسعار شحنات الفحم المستورد، ليسجل الطن 2000 جنيه حاليا مقابل 800 جنيه فى إبريل الماضي.
وأضاف: «المصنع يدرس حالياً الاعتماد على المخلفات كوقود بديل، وسيتم التواصل مع وزارة البيئة لاتخاذ الإجراءات اللازمة».
أوضح مدير قطاع البيئة بشركة أسمنت أسوان، أن شركته استعانت بأحد المكاتب الاستشارية الهولندية لوضع الدراسة اللازمة للكميات التى يحتاجها المصنع من المخلفات لاستخدامها كوقود بديل مساعد مع الفحم وليس بديلاً عنه.
قال حسن إن الاعتماد على المخلفات ضمن مزيج الطاقة يتطلب توفير الكميات المطلوبة. وعلى الدولة تحسين منظومة تدوير المخلفات.
وكشف مصدر بشركة العربية للأسمنت، أن الشركة تخطط للاعتماد على المخلفات ضمن مزيج الطاقة فى المصنع بنسبة 20% بنهاية 2017.
وأشار إلى التواصل المستمر مع وزارة البيئة، لاتخاذ الإجراءات الازمة لتطوير منظومة المخلفات والحصول على الكميات المطلوبة للمصنع، مشيرا إلى موافقة مجلس إدارة الشركة على بناء طاحونة جديدة للفحم البترولى بتكلفة 80 مليون جنيه.
وأوضح أن «العربية للأسمنت»، تستهدف من بناء الطاحونة، مضاعفة الكميات المستخدمة فى طحن الفحم البترولى، وزيادة التعاون مع شركات التكرير المصرية، وتقليل استيراد الفحم الحجرى وخفض تكلفة التشغيل بالنسبة لمصنع الشركة.
وقال مصدر بمصنع أسمنت سيمبور العامرية، إن المصنع يعتمد على المخلفات كمصدر بديل للوقود بجانب الفحم، إذ تقوم خطة المصنع على توليد 30% من الطاقة من المخلفات بحلول 2018.
وأوضح أن المصنع أنفق نحو 60 مليون يورو العام الماضى للتحول إلى استخدام الوقود البديل، عبر إنشاء طاحونة الفحم على درجة عالية من الجودة وبأحدث التكنولوجيا.
وأشار إلى أن المصنع يستخدم التكنولوجيا الحديثة فى معالجة المخلفات كوقود بديل فى صناعة الأسمنت، مشدداً على ضرورة اتجاه جميع المصانع لاستخدام المخلفات كوقود بديل والتغلب على أزمة استيراد الوقود الأحفورى.
ولفت إلى أن المصنع يمتلك 3 خطوط إنتاج، واحدا منها فقط يعتمد على المخلفات ضمن مزيج الطاقة، وجارى التواصل مع وزارة البيئة لتأهيل الخطين الآخرين للعمل بالمخلفات وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى فى عملية مزيج الطاقة.
ووفقاً للمؤشرات والإحصائيات فإن صناعة الأسمنت من أكثر الصناعات استهلاكاً للطاقة، إذ إن إنتاج طن أسمنت واحد يستلزم حرق 100 كجم من الوقود الأحفورى (فحم، ومازوت، وغاز طبيعى)، مما ينتج عنه حوالى 650 كجم انبعاثات من غاز ثانى أكسيد الكربون.