
%62 من «المستوردين» طلبوا دولارات من البنوك و33% منهم حصلوا على احتياجاتهم
عزوف 38% عن طلب العملة للالتزام بمبادرة «اتحاد الغرف» أو لارتفاع تكلفة الاستيراد
تعليمات شفهية للبنوك بمنح أولوية توفير الدولار لقطاعات معينة
أظهر مسح أجرته «البورصة» على عينة من المستوردين ضمت 34 شركة فى قطاعات مختلفة، أن 62% من الشركات طلبت الحصول على الدولار من القطاع المصرفى و33% من العينة المستطلع رأيها حصلت بالفعل على احتياجاتها الدولارية.
وضم الاستطلاع شركات تعمل فى قطاعات «المواد الغذائية واللحوم والدواجن والسيارات والأخشاب والأدوات المكتبية والحبوب والعطارة والنظارات والمستلزمات الطبية».
وذكر 38% من العينة أنهم رفضوا تقديم طلبات للحصول على الدولار من البنوك واختلفت دوافعهم ما بين الالتزام بمبادرة الاتحاد العام للغرف التجارية وهى عدم شراء الدولار لمدة أسبوعين وترشيد الاستيراد للاحتياجات الأساسية لمدة 3 شهور فقط، بينما لم يتقدم عدد من المستوردين بطلبات فى ظل ارتفاع سعر الدولار فى السوق الرسمى ليتجاوز 18 جنيهاً.
قال محمود نور الدين، رئيس مجموعة شركات نور الدين للاستيراد، إنه تقدم بطلب لبنك القاهرة للحصول على 500 ألف دولار لاستيراد شحنة لحوم من البرازيل والهند، ووافق البنك على توفير الدولار فى الأسبوع الحالى للشحنات الموجودة بالفعل داخل الموانئ فقط.
وذكر مصدر فى إحدى الشركات المستوردة للحبوب، أنها طلبت الحصول على الدولار من 6 بنوك مختلفة، وكان الرد واحداً تقريباً وهو ان الأولوية لتوفير الدولار لعدد من السلع الغذائية والمنتجات الموجودة فى الموانئ، وعندما طلبت معرفة هذه القائمة أو المنشور الخاص بها قال موظف البنك، إن التعليمات شفهية.
وقال رجب العطار، رئيس شعبة العطارة بغرفة القاهرة «حاولت الحصول على الدولار من ثلاثة بنوك – رفض تسميتها، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، وتم اللجوء إلى السوق السوداء مرة أخرى، والتى عجزت أيضاً عن توفير كامل المبلغ الذى تحفظ عن ذكره.
وأوضح انه طلب الحصول على مبالغ كبيرة، لتعويض التوقف عن الاستيراد طيلة الشهر الماضى، ما أثر على المعروض من بعض الأصناف، وحصل على الدولار من السوق الموازى بسعر 18 جنيهاً، فى الوقت الذى وصل فى البنوك 17.30 جنيه.
وقال شريف عاشور، رئيس شركة الجزيرة لاستيراد اللحوم المجمدة، إن الشركة لم تطلب دولارات بعد قرار تعويم الجنيه، فى ظل الارتفاعات الكبيرة فى أسعاره بالبنوك، بينما سوق اللحوم تعيش ركوداً كبيراً حالياً.
وأضاف أن ارتفاع سعر الدولار فى السوق الرسمى دفع الشركات لزيادة أسعار الكميات الموجودة حالياً ليصل سعر كيلو اللحوم الهندية 49 جنيهاً، والبرازيلية 52 جنيهاً.
وقال نبيل شلبى، رئيس شركة الشروق لاستيراد الحديد، إن الشركة طلبت الدولار من ثلاثة بنوك، ورفض طلبها لأن السيولة الدولارية يتم توفيرها لاستيراد المواد الخام للحديد فقط وليس المنتج تام الصنع.
وقال أحمد أبوجبل صاحب شركة أبوجبل ورئيس شعبة الأدوات المكتبية، إن الشركة لم تطلب دولار من البنوك فى الوقت الحالى، فى ظل عدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل سعر صرف الدولار.
وقال إن زيادة أسعار الدولار الجمركى بنسبة 100% بعد قرار تعويم الجنيه ستؤدى إلى عزوف الكثير من المستوردين عن التعاقد على أى شحنات جديدة، ومن ثم سيتأثر المعروض من الأدوات المكتبية خلال النصف الثانى من العام الدارسى.
وأضاف محمد رستم، رئيس مجلس إدارة شركة ماركو للمواد الغذائية، مستورد خامات، إنه تقدم بطلب للبنك التجارى الدولى “CIB” للحصول على الدولار والبنك وافق بالفعل على تدبير كامل المبلغ، ولكن ارتفاع السعر فى البنوك لأرقام تجاوزت السوق الموازى قبل التعويم جعله يعيد تكلفة الاستيراد وتأثيرها على سعر المنتج النهائى وهل يتقبل السوق أى زيادات جديدة فى الأسعار.
وذكر عدد من أعضاء شعبة البصريات، أنهم ملتزمون بالمبادرة التى أطلقها الاتحاد العام للغرف التجارية، لحين استقرار الأوضاع، ومنح القطاع المصرفى الفرصة لجمع الدولار من السوق الموازى.
قال إبراهيم المغربى، رئيس الشعبة العامة للبصريات إنه لم يتقدم بطلبات لتوفير الدولار من البنوك وأجل فتح اعتمادات مستندية جديدة للأسبوع الثانى من التعويم التزاماً بمبادرة الغرف التجارية، وتضيع الفرصة على المضاربين الذين يحاولون الحفاظ على مكاسبهم.
وأضاف محسن التاجورى، نائب رئيس الشعبة العامة للمستوردين، مستورد أخشاب، إن غالبية مستوردى الخشب ممتنعون عن فتح اعتمادات مستندية طيلة أسبوعين بدأت منذ الإعلان عن مبادرة الغرف التجارية، الأسبوع الماضى، من أجل وقف السوق السوداء والقضاء على المضاربين.
وقال جمال عبدالرحمن، رئيس مجلس إدارة شركة جلوبال ميديكال، إن الشركة لم تطلب العملة الصعبة من البنوك انتظاراً لاستقرار سعر صرف الدولار بعد تفاوت معدلات صعوده عقب قرار تعويم الجنيه.
وقال مدحت رزيق، مدير عام الشركة الطبية الهندسية، إنه سيتقدم خلال الأسبوع المقبل بطلب للبنك للحصول على 80 ألف دولار لشراء احتياجاته من المستلزمات الطبية، ويأمل فى انخفاض الأسعار.
أضاف: “إذا لم توفر البنوك احتياجات المستوردين من الدولار سيلجأ المستوردون للسوق السوداء لارتباطهم بالتزامات مالية، ما يؤدى لعودة السوق الموازى من جديد”.
وقال علاء السبع، رئيس مجموعة السبع أوتو موتيف، إن الشركة طلبت الحصول على 240 ألف دولار، بعد صدور قرار تعويم الجنيه مباشرة، والبنوك لم تستجب بعد.
كتب : أماني رضوان و أحمد صبري