
500 ألف مهاجر غادروا القارة السوداء خلال 3 سنوات
تتسارع جهود الساسة الأوروبيين لمعالجة أزمة الهجرة التى تتكشف على الشواطئ الجنوبية للقارة.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إنه على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، وصل ما يقرب من نصف مليون شخص، معظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلى إيطاليا، بعد عمليات إنقاذ قبالة السواحل الليبية، فى حين وصل عددهم لما يقرب من 160 ألف شخص العام الحالي.
وأوضحت الأمم المتحدة، أنه رغم انخفاض عدد الأشخاص الذين يعبرون البحر محاولين الوصول إلى أوروبا هذا العام مقارنة بالعام الماضى، فإن عددا من لقوا حتفهم أعلى بكثير.
وكشفت البيانات غرق أكثر من 200 مهاجر فى منطقة البحر الأبيض المتوسط الأسبوع الماضى، ليصل مجموع الوفيات هذا العام إلى ما يقرب من 4 آلاف شخص.
وزاد تدفق المهاجرين من أفريقيا إلى إيطاليا العام الماضى، بدافع موجة من اللاجئين قارب عددهم مليون شخص ومعظمهم من الشرق الأوسط، عبر تركيا وأوروبا الوسطى مستخدمين ما يسمى بـ«طريق البلقان».
وتباطؤ تدفق المهاجرين على طول هذا الطريق بعد توصل الاتحاد الأوروبى الى اتفاق مع الحكومة التركية على إغلاقه.
ولكن قد يصبح الطريق الذى يقع وسط البحر الأبيض المتوسط، مرة أخرى، طريق الهجرة الرئيسى إلى أوروبا، أمام معظم الفارين من الفقر بدلا من الحرب.
وتحت ضغط من إيطاليا التى تتحمل عبء إنقاذ ورعاية المهاجرين، يتجه ماتيو رينزى، رئيس الوزراء الإيطالى والاتحاد الأوروبى إلى التفاوض على اتفاقات مماثلة مع الدول الأفريقية، التى تشكل مصدر الهجرة غير الشرعية.
وبدأت المحادثات بين بروكسل ونيجيريا الأسبوع الماضى، إذ يعطيها الاتحاد الأوروبى أولوية قصوى لأنها تمثل إلى حد كبير نقطة رئيسية بالنسبة للأشخاص الذين يصلون إلى إيطاليا.
وقال باولو ماجرى، لدى معهد دراسات السياسة الدولية فى ميلانو، إنه وبعد سنوات من النقاش حول الهجرة سنتوصل أخيرا إلى الحل، إذ نبحث فى جذور عميقة مثل التخلف والتفاوت الاقتصادى.
وأشارت الصحيفة إلى أن أساس المحادثات بسيطة إذ ستعمل بروكسل على زيادة المساعدات والاستثمارات مقابل التعاون من الدول الأفريقية على مراقبة الحدود وإعادة قبول المواطنين عند ترحيلهم.
وأضافت أن الأمل يكمن فى تراجع أعداد المهاجرين من خلال إيقاف من يحاولون الهجرة، وأولئك الذين سيصلون إلى أوروبا سيتم إرجاعهم بنجاح.
وأشار لوت كنودسن، المدير فى «إى إى إيه إس»، وهو السلك الدبلوماسى للاتحاد الأوروبى إلى وجود اعتراف بالمسئولية الجماعية. فهى ليست مجرد مشكلة الاتحاد الأوروبى أو مشكلة أفريقية.
وكان الاتحاد الأوروبى قد وافق فى قمة مالطا، العام الماضى على إنشاء صندوق إنمائى لأفريقيا بقيمة أولية تبلغ 1.9 مليار يورو فى صورة مساعدة مباشرة للبلدان الأفريقية لأجل التعامل مع التكاليف المتعلقة بالهجرة.
وزاد هذا المبلغ العام الحالى بقيمة إضافية بلغت 500 مليون يورو حتى الآن. وقد أضافت الدول الأعضاء ما يزيد قليلا على 82 مليون يورو للصندوق.
وبالإضافة إلى ذلك، قدمت المفوضية الأوروبية حوالى 3.4 مليار يورو فى صورة ضمانات للاستثمارات المباشرة مدعومة بأكثر من 3.4 مليار يورو من الدول الأعضاء للبلدان المستعدة للدخول معها فى شراكة على اتفاقات الهجرة. وقد يرتفع هذا المبلغ إلى 88 مليار يورو.
ويصر دبلوماسيون أوروبيون على أن المبادرات الأفريقية لن تكون فقط حول المال.. لكن ينبغى وضع التعاون فى مجال الهجرة فى صلب العلاقات الدبلوماسية.
وقال بينيديتو ديلا فيدوفا، وكيل الشئون الخارجية الإيطالية، إن الشعور بهذه المشكلة يتم بإجراء مناقشة تصل إلى مستوى سياسى وأن نظهر وجود مصلحة متبادلة ونحن على استعداد للتدخل.
ولكن ينظر إلى النهج مع عدم الثقة فى كثير من البلدان الأفريقية وبين بعض وكالات الاغاثة. وهناك انتقادات من كيفية معاملة المهاجرين بمجرد وصولهم إلى القارة العجوز.
وينظر العديد من الأفارقة أن لم تكن حكوماتهم، على أن الهجرة أمر إيجابى لأنها تخفف الضغط الاجتماعى عن طريق تقليل عدد الأشخاص، الذين يبحثون عن عمل فى الداخل وجنى فوائد كبيرة من خلال التحويلات المالية.
وأكد مسئول إيطالى بارز، أن الدول الأفريقية لن تستطيع حل مشكلة الهجرة بمفردها، مشيرين إلى أنه لا يمكن السيطرة على تدفقات الهجرة دون وجود شراكة بين أوروبا وأفريقيا إذ إنها لم تعد خيارا بل ضرورة أولوية مطلقة.