شركات الأدوية الكبرى لا تساعد الدول الفقيرة بما يكفى

مطلوب بسرعة إشراكها فى البحث والتنازل عن حق الملكية
فشلت بعض أكبر شركات الأدوية فى العالم فى أن تقوم بدورها بما يكفى لتوفير الأدوية للدول الفقيرة، ولم يقم القطاع ككل تقريبا بتطوير جهوده على صعيد توفير العلاج بأسعار معقولة أكثر بحسب ما كشف أحدث مؤشر «الحصول على الأدوية».
وتعتبر شركات روس السويسرية وباير الألمانية وفايزر، وبريستول- مايرز وسكويب وايلى ليللى فى الولايات المتحدة 8 شركات كبرى فشلت فى تحقيق تقييم مناسب فى القيام بمجموعة من التدابير مثل البحث والتطوير، وبراءات الاختراع وترتيبات الترخيص وتبرعات المنتجات التى تعتمد عليها مؤسسة حق الحصول على الدواء فى مؤشرها لقياس اداء الشركات التى تساعد فى توفير العلاج للمحتاجين.
وبحسب تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، فإن المؤشر يصدر كل عامين من قبل هذه المؤسسة برعاية الحكومتين البريطانية والهولندية جنباً إلى جنب مؤسسة بيل وميليندا جيتس. ويبحث هذا المؤشر فى الكيفية التى تعمل بها أفضل 20 شركة أدوية فى العالم لمساعدة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتصدرت شركة جلاكسو سميث كلاين البريطانية الترتيب للمرة الخامسة، تليها شركة جونسون آند جونسون من الولايات المتحدة وشركة نوفارتس السويسرية.
قال جايسر آير، مدير المؤسسة، إن الجميع بحاجة إلى ما هو أفضل ويبقى القدرة على توفير الدواء بسعر مناسب بالنسبة للبلدان الفقيرة قضية حق فى هذا القطاع. وأضاف أنه فى حين لا يزال قطاع الدواء متنوعاً جداً، فإن تلك الشركات التى تقع فى الترتيب من 11 الى 20 بحاجة فعلاً إلى تحسين ادائها على هذا الصعيد.
ولفتت المؤسسة إلى أن هناك جهوداً تبذل لكنها غير كافية لتحسين فرص الحصول على الأدوية وخصوصا حول تطوير الأدوية شائعة الاستخدام وكذلك زيادة معدلات التنازل عن براءات الاختراع لصالح الدول الفقيرة ومنح التراخيص للشركات لتصنيع الأدوية بدون حقوق ملكية.
ولكن يوجد العديد من المناطق لا تزال محلك سر من ناحية التحسن دعم الحصول على الدواء وخاصة فى وضع خطط تأخذ فى الاعتبار قدرة المرضى على الدفع. ويمكن أيضا أن تبذل المزيد من الجهود لتحسين الوصول للدواء فى مرحلة البحث والتطوير من خلال مشاركة الدول الفقيرة فيها لضمان أن يتم توفير العلاجات للمرضى بسرعة بعد خروجها للسوق مباشرة.
وتمتلك شركات الأدوية 850 منتجاً فى السوق لـ51 مرضاً هى الأكثر إرهاقاً فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وهناك 420 دواء أخرى يجرى تطويرها. ومن بينها دخل 100 منتج فى مرحلة الإصدار منذ عام 2014 كما تضم هذه الأدوية 151 منتجا بهامش ربح محدود. ويجرى تطوير أكثر من ثلثى هذه الأدوية ذات الأولوية العالية والأرباح المنخفضة بالتعاون مع منظمات وشراكات أخرى تعمل بشكل جيد حالياً.
ورداً على هذا الترتيب أعلنت شركة فايزر أنها ستعمل على «تحسين ومراجعة مؤشرات أدائها ومنهجياتها لضمان أن تؤدى مهمته على نحو ملائم وتقديم برامج افضل وموضوعية لتحسين الحصول على الدواء».
وأشارت الشركة أيضاً إلى أنها توسعت فى برنامجها الإنسانى لتوسيع نطاق سهولة الحصول على دواء بريفينار 13 وهو قارورة متعددة الجرعات تهدف إلى محاربة البكتيريا الرئوية.
من جانبها، أكدت روش انها تشعر «بخيبة أمل» بعد الحصول على ترتيب متأخر، مشيرة إلى أن المؤشر لا يشمل أدوية السرطان والتى كانت الشركة تركز معظم جهودها فيها.