من الصعب أن ترى أداء على هذا النحو من حكومة شاء القدر أن يكون لها مقاليد إدارة مقومات بلد بحجم مصر، ومن المدهش بعد تغييرات لم تخطر على بال أحد أن يكون هذا هو الفكر وهذا هو التغيير وهذه هى العبقرية وتلك هى الرؤيا.
حبا الله مصر بثروات ومقومات عديدة وصناعات فريدة تعينها على التحمل والتحرك نحو الأمام ببسيط من الرؤيا والعزيمة على حل المشاكل والصعاب، وليس الهروب منها وهدم النجاحات.
استطاعت مصر ولسنوات طويلة منذ الثمانينيات أن تحقق الاكتفاء الذاتى من الدواجن ومنتجاتها بل نجحت فى تصدير الفائض عن إنتاجها لأكثر من 9 دول أفريقية وآسيوية ونجحت الصناعة فى استكمال كل حلقاتها الإنتاجية من جدود وأمهات تسمين وأمهات بياض ومصانع أعلاف ومعامل تفريخ ومجازر دواجن بأحدث المواصفات والتقنيات الحديثة.
استطاعت صناعة الدواجن أن تمد المواطن المصرى البسيط بالبروتين الحيوانى الرخيص لمدة أكثر من 5 عقود ولولا هذا لكانت أسعار اللحوم الحمراء أضعاف أسعارها اليوم.
لعدم وجود مميزات نسبية لنا فى إنتاجها (الأمطار ـ المراعى)
ثم تفاجئنا بالحكومة العبقرية التى تتغنى بنا ليلاً ونهاراً إنها تحمى وترعى وتشجع الصناعة المحلية الوطنية، وأن توجيهات السيد الرئيس/عبدالفتاح السيسى واضحة لهم بحماية الصناعة الوطنية وتشجيع الاستثمار فيها وحل مشاكلها.
ومن جهة أخرى تزعم الحكومة الموقرة بأنها تدرس رفع الحماية الجمركية (30%).
عن الدواجن المستوردة، هل هناك تضاد وتناقد أكثر من ذلك، هل هناك غياب للخطة والتخطيط بهذا الشكل.
بعض الحقائق على الحكومة الرشيدة أن تعلمها قبل اتخاذ أى قرار يخص الصناعة
أولاً: نصيب الفرد من البروتين الحيوانى ( دواجن) 10 كجم/ سنة، 80 بيضة/سنة – نصيب الفرد فى لبنان 38كجم/سنة وسوريا قبل الأزمة 27كجم/سنة – ورغم أن إنتاج مصر جاوز مليار و200 مليون دجاجة فإنها محتاجة على الأقل مضاعفة هذا الإنتاج خلال 5 سنوات.
(وهذا أمر سهل إذا كانت هناك إرادة ورؤية من الحكومة)
ثانياً: حجم الإنتاج المحلى يغطى أكثر من 90% من الاستهلاك لذلك يجب الإنتباه أن يكون دعم الدولة للإنتاج المحلى الكبير ولا يكون دعمنا للمستورد والذى سيؤدى بدوره إلى انصراف أصحاب المزارع عن الإنتاج وتنتهى وتموت الصناعة وتنضم لصناعة النسيج التى كانت مصر رائدة لها
ثالثاً: معالى رئيس الجمهورية الدواجن والغذاء أمن قومى واستراتيجى يجب أن نملك قوتنا ولا نفرط فيه، وهناك العديد من الدول سعت وتسعى لتدمير مصر اقتصادياً، وعلينا أن نقف جميعاً بالإنتاج والعمل فى وجه كل من أراد بمصرنا سوءاً.
رابعاً: الدول التى تستهدف الإنتاج والإقتصاد المصرى تدعم المزارعيين فيها مادياً وبكل الأساليب للحتلال أسواقنا على عكس المنتجين فى مصر يعملون فى صناعة غير مدعومة كثيفة العمالة (جاوزت 2.5 مليون عامل) وأيضاً صناعة دافعة للضرائب، علينا أن يكون لدينا رؤيا للحفاظ على منتجنا الوطنى قبل فوات الأوان وانتهاء صناعة كانت تتحمل العبء فى توفير البروتين الرخيص للمواطن وتستوعب ملايين الأيدى العاملة وتتحمل أعباء كثيرة عن الدولة.
يا رئيس الوزراء دعنا نتكاتف لنعمل بروح الفريق لزيادة نصيب المواطن من الدواجن، لقد سعدنا بلقائكم من خلال اتحاد منتجى الدواجن للسماع لرؤية القطاع وحل مشاكل الإنتاج وتعظيمه.
للأسف لقد غابت عن الحكومة فى خطتها (20/30) الحديث من قريب أو بعيد عن الإنتاج الداجنى ونصيب الفرد من الدواجن وبيض المائدة وخطة الدولة لها.
المزارعون والمنتجون فى قلق شديد يجب أن تكون هناك رؤيا واضحة لمزيد من الاستثمار والإنتاج، لابد وأن ننظر للصعوبات، التى تواجه الصناعة ولا نلجأ إلى الحلول السريعة الضعيفة، التى تفقدنا صناعة تفخر بها مصر وتؤمن للمواطن البسيط احتياجاته.
دكتور/ثروت الزينى
عضو مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجى الدواجن