
سجلت تدفقات التجارة العالمية انتعاشاً جزئياً فى الربع الثالث من العام الجارى، حتى بدأت المخاوف من زيادة محتملة فى الحمائية يقودها استياء الناخبين ضد فقدان الوظائف وضعف نمو الأرباح.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، تعهد خلال حملته الانتخابية، برفع الرسوم الجمركية على الواردات من الصين والمكسيك، وإعادة تقييم العلاقات التجارية الأخرى.
وأعلن مكتب هولندا لتحليل السياسات الاقتصادية، أن حجم الصادرات والواردات العالمية تراجع فى سبتمبر بنسبة 0.4%، مقارنة بمستويات أغسطس. ولكن شهد إجمالى الربع الثالث تدفقات تجارية بنسبة 0.5%.
وأوضحت الصحيفة، أن الزيادة فى الربع الثالث تعنى أن التدفقات التجارية قد ترتفع خلال العام، ولكن أى زيادة من المحتمل أن تكون متواضعة، وستحافظ على وتيرة التوسع الضعيفة التى تبعتها منذ عام 2011.
لكن صناع السياسة الاقتصادية فى جميع أنحاء العالم قلقون من سياسة ترامب، الحمائية التى يمكن أن تفضى إلى مزيد من تباطؤ النمو فى السنوات المقبلة.
وقال نائب رئيس البنك المركزى الأوروبى فيتور كونستانسيو، إن تنفيذ رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، مقترحات رفع الرسوم الجمركية على بعض الشركاء التجاريين سوف يتبعه بعض الآثار السلبية.
وأضاف: «هذا خطر جداً فى الحالة التى تكون فيها التجارة العالمية هى بالفعل ضعيفة للغاية، الأمر الذى سيزيد معاناة التجارة العالمية والنمو».
وكانت منظمة التجارة العالمية قد خفضت توقعاتها لنمو التجارة العالمية فى عام 2016، معلنة أن العام الجارى سيكون أبطأ توسع منذ الأزمة المالية العالمية، ويمكن أن يضعف النمو الاقتصادى على المدى الطويل.
وقالت المؤسسة التى تتخذ من جينيف مقراً لها، إن الإجراءات الحكومية التى تقيد التجارة ستستمر فى الارتفاع فى جميع أنحاء العالم، وحثت أعضاءها على إزالة الحواجز أمام الواردات.
وقال جون لوري، كبير الاقتصاديين فى «اترادوس» شركة توفر تأمين الائتمان التجارى، إن التطورات السياسية هى ما تجعل أمور التجارة أسوأ بكثير.
وأضاف أن التجارة العالمية لم تضرر فقط بسبب تصويت بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبى، ولكن أيضاً من توقف جهود تحرير التجارة الإقليمية.
وأكد أن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال الحملة الانتخابية يجعل الأمور أسوأ، وسوف تغير مناخ البيانات التجارية فى المستقبل.
وفى مواجهة العداء المتزايد نحو العولمة فى الاقتصادات المتقدمة، اعترف أنصار التجارة الحرة، بأن تحرير التجارة والاستثمار قد أسيء التعامل معه منذ الثمانينيات.
وأوضح يواكيم رايتر، نائب الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «نحن نعرف منذ البداية أن التجارة تخلق رابحين وخاسرين، ونحن أعطينا التركيز الأكبر للرابحين وأهملنا الخاسرين».