مؤشرات الأداء ترسم التاريخ الاقتصادى لـ55 سنة من حكم “كاسترو”


الصحة والتعليم الأفضل وضعف النمو يشوه التجربة
عزل حصار الولايات المتحدة وحلفائها، الاقتصاد الكوبى خلال حكم كاسترو، فاعتمد اعتماداً كبيراً على ما تجود به روسيا وسط نضال النظام للبقاء على قيد الحياة، ولو على حساب قمعه حقوق مواطنيه.

لكنه فى الوقت نفسه، استثمر بكثافة فى مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية. وعرض موقع كوارتيز، مؤشرات الأداء الأهم خلال 55 عاماً من حكم فيدال كاسترو، وجاءت النتيجة كالتالى:
1- فشل التخطيط المركزي
أفسح اقتصاد كوبا تاريخياً مجالاً ضيقاً جداً لعمل القطاع الخاص، وبموجب هذا النظام حصل الكوبيون على التعليم المجانى والرعاية الصحية، لكن دون حرية اقتصادية تذكر.

وارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى تقريباً فى خط مواز للناتج المحلى الإجمالى على مدى سنوات حكم كاسترو. ويظل الأداء فقيراً جداً، مقارنة بالولايات المتحدة التى كان نصيب الفرد فيها من الناتج المحلى الإجمالى 55800 دولار فى عام 2015، وفقاً لبيانات البنك الدولي.
وبعد سقوط النظام الشيوعى فى روسيا فى عام 1989، فقدت كوبا المساعدات السوفييتية والشركاء التجاريين، وبقيت الآثار الكارثية التى وضعت الناس فى الجزيرة على شفا مجاعة واسعة النطاق.
2- النظام يحقق بعض الإيجابيات
ظهرت بعض الإيجابيات للخطط الاقتصادية بمرور الوقت، حيث اشتهرت كوبا بالتركيز على الرعاية الصحية، مع معدل إنفاق عليها يقترب من 12% من الناتج المحلى الإجمالى بحلول نهاية فترة كاسترو قبل تسليمه الواجبات السياسية لشقيقه راؤول كاسترو، فى عام 2006 بسبب سوء حالته الصحية وتولى راؤول الرئاسة رسمياً فى عام 2008.
وعلى الرغم من أنها صغيرة الحجم، فإن كوبا باتت معروفة عالمياً كعاصمة للتدريب الطبى العالمي. وهذا ما أدى إلى ارتفاع نسبة الطبيب الواحد إلى عدد المرضى لمعدلات مذهلة، مقارنة بالبلدان الأكثر تقدماً.
وكانت معدلات الوفيات فى كوبا أقل فى عام 2013 من تلك الموجودة فى الولايات المتحدة للرجال والنساء، والأطفال دون سن الخامسة من العمر. بينما كانت معدلات معرفة القراءة والكتابة الكوبية من بين المعدلات الأفضل فى العالم فأكثر من 99.8% من البالغين يعرفون القراءة والكتابة وفقاً لكتاب حقائق العالم.
3- إرث من الاضطهاد
بقيت الحريات المشكلة الكبيرة، فبحسب تقرير هيومن رايتس ووتش، وهى منظمة غير حكومية تعنى بحقوق الإنسان فى 2015، فإن الحكومة الكوبية لا تزال تعتمد على الاعتقال التعسفى لمضايقة وتخويف الناس الذين يمارسون حقوقهم الأساسية.
وقال التقرير، إن هناك أكثر من 6200 شخص قيد الاعتقال التعسفى بين يناير وأكتوبر 2015. وكان ذلك معدلاً منخفضاً عن نفس الفترة من عام 2014، ولكنه لا يزال أعلى من العدد السنوى من الاعتقالات قبل عام 2012.
وتشير التقديرات إلى أن هناك عشرات من السجناء السياسيين فى البلاد لكن المعلومات المتاحة عن أعداد المعتقلين شحيحة، ومن الصعب الحصول عليها، خصوصاً أن الحكومة الكوبية تسيطر على وسائل الإعلام، التى تضيق على حرية التعبير.
4- تقدم متواضع
من مبادئ الشيوعية المزعومة تعزيز المساواة بين الجنسين، فلم يكن ذلك دائماً واضحاً فى كوبا. ولكن فى القرن الـ21 حققت البلاد قفزات حقيقية باتجاه التكافؤ بين الجنسين فى عضوية البرلمان، وفقاً لبيانات البنك الدولي.
ومن الناحية الديموجرافية، فإن كوبا شهدت هجرة كبيرة من الريف إلى المدن تحت حكم كاسترو، وبحلول الوقت الذى تنحى عن منصبه رئيساً للبلاد فى 2006، كان أكثر من 75% من الكوبيين يعيشون فى المراكز الحضرية فى البلاد.
لكن زيادة كثافة السكان فى المناطق الحضرية لم يتبعها تطور كبير فى استخدام وسائل الاتصال؛ بسبب تراجع الحريات، ما أخرها عن دخول عصر التكنولوجيا الحديثة، لكن الأعوام الأخيرة شهدت تطوراً طفيفاً فى استخدام الهاتف المحمول وانتشار الإنترنت نسبياً.
وسجلت كوبا أرقاماً متدنية، مقارنة بالدول المتقدمة الأخرى، فيما يخص ملكية الهاتف المحمول الذى يفوق فى كثير من الأحيان إجمالى عدد السكان بالدول المتقدمة. (فى الولايات المتحدة يدخل 75% من الناس على الإنترنت، وهناك أكثر من هاتف محمول لكل شخص).

 

مؤشرات الاداء (2) مؤشرات الاداء (3) مؤشرات الاداء (4)

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

نرشح لك


https://www.alborsanews.com/2016/12/01/937709