لا يوجد شارع فى كوبا باسم فيدل كاسترو الزعيم التاريخى للثورة ولا تمثال يخلد ذكراه لأنه رفض أى نوع من التكريم فكانت بلاده بالنسبة له أنفاس الحياة لكن أجمل ما سيكتبه التاريخ عنه كما يقول البعض أن قول لا لأمريكا لا ينقص عمرا ولا ينهى حكما ما لم يبلغ الكتاب أجله.
الدكتاتور الذى سوق لنفسه كمناهض للاستعمار العالمى ومتحدى أمريكا الأول اختار منهج الشيوعية لإدارة البلاد اقتصاديا وسياسيا، بيد أنه سلك بكوبا الى طريق الفقر ليس فقط بفعل الحصار الغربى الذى عوضه الدعم الاتحاد السوفيتى حتى انهياره وفنزويلا من بعده بل بسبب مركزية القرار وسيطرة الدولة على جميع الانشطة الاقتصادية مقابل تعليم ورعاية صحية مجانية.
وبعد 55 عاما من الثورة والحكم بات 11 مليون إنسان يعيشون فى فقر مدقع رغم تصنيف كوبا فى التعليم والصحة بين أفضل دول العالم، لكن حكم الحزب الواحد أضاع فرصة تحول كوبا إلى سنغافورة اللاتينية.
ساعدت السيطرة الإعلامية للحكومة على احتفاظ كاسترو بحب شعبه رغم معاناة نقص الغذاء والإسكان والبنية التحتية المتهالكة، لكنهم يعترفون أنه تسبب فى تأخير التنمية.
فى الملف التالى نستعرض تحولات مؤشرات الأداء الاقتصادى لكوبا طول 55 عاما والإصلاحات التى جرت فى العقد الأخيرة مع تولى راؤول كاسترو الحكم فى 2006 والفرص المتاحة للقطاع الخاص فى حال تحقق مزيد من تحرير السوق بعد نهاية عصر كاسترو الزعيم.
هل رحل نموذج تأميم شركات البترول والموارد الطبيعية مع كاسترو؟
مؤشرات الأداء ترسم التاريخ الاقتصادى لـ55 سنة من حكم “كاسترو”
“راؤول” يقود ثورته الحديثة: ميلاد جديد للقطاع الخاص
عصر ما بعد “كاسترو”.. الطريق مفتوح أمام التحول الاقتصادى