جمعية المنتجين تطالب بتوفير 300 فدان بديلة فى الخانكة
«أبوالعينين»: أسعار الغزول ارتفعت 100%
«الحوفى»: عدد المنشآت تراجع إلى 650 بدلاً من 1100
تعانى مصانع الغزل والنسيج بشبرا الخيمة، من مخاطر التوقف عن التشغيل، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، واتجاه عدد من أصحاب المصانع لبيع الأصول وتحويل المواقع الإنتاجية إلى عمارات سكنية.
وخاطبت جمعية منتجى الغزل والنسيج بشبرا الخيمة، اللواء عمرو عبدالمنعم محافظ القليوبية، فى 24 نوفمبر الماضي، لتخصيص مساحات فى الظهير الصحراوى للمحافظة، لإقامة منطقة صناعية جديدة بديلة لشبرا الخيمة.
قال حمدى أبوالعينين رئيس الجمعية، إن منتجى الغزل والنسيج بشبرا الخيمة، طلبت توفير مساحات تتراوح بين 200 و300 فدان فى مدينة الخانكة الظهير الصحراوى لمحافظة القليوبية، لكن لم يتم التوصل إلى نتائج حتى مع المحافظ الجديد.
وحددت الجمعية، المساحات المتوافرة بمنطقة الخانكة، والتى يمكن إعادة تخصيصها للمصانع، إذ تتوافر مساحة 17 فدانا أرض شركة الدواجن ومخصصة خدمات صناعية، و86 فدانا أرض الشركة الأهلية للحديد والصلب بأبوزعبل.. والشركة مغلقة منذ فترة طويلة.
كما توجد مساحة 50 فدانا أرض مصنع الورق وأرض الجزام وكانت مقلبا للقمامة، بالإضافة إلى 20 ألف متر أرض فائضة من مشروع انتاج الكتكوت، و60 ألف متر أرض بمنطقة الشروق الصناعية، و10 آلاف فدان أرض مصنع 18 الحربى خالية وغير مستغلة، و6 أفدنة يوجد جزء منهم تحت خط الضغط العالى، يمكن استخدامها خدمات صناعية وورش صغيرة.
أضاف أبو العينين، أن المحافظ يمكن أن يخاطب الجهات المسئولة عن تلك الأراضى لإعادة تخصيصها واستغلالها، لأنها الأقرب للمصانع والعمال، بدلا من طرح أراضٍ فى مدينة بدر أو غيرها من المدن، التى تطرح بها هيئة التنمية الصناعية، ولن يقدم عليها أصحاب المصانع نظرا لبعدها.
وأشار إلى أن ظروف المدينة الحالية، دفعت عددا من المصانع للانتقال إلى مدن العاشر من رمضان والعبور وأكتوبر.
وقدمت الجمعية، مقترح المشروع التوطينى المتكامل لصناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهز بالمنطقة الصحراوية فى محافظة القليوبية، بحيث تستحوذ مصانع الغزل (قطن وبوليستر) على 10% من المساحة، و60% لمصانع النسيج والتريكو الدائرى، و10% لمصانع الصباغة والطباعة والتجهيز، و20% لمصانع الملابس الجاهزة.
كما توجد منطقة الخدمات المعاونة للمشروع، وتضم ورش صناعية ومعارض ومحال تجارية، ومنطقة الخدمات العامة للمشروع وتشمل مدرسة فنية صناعية متخصصة فى الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، ونقطتى شرطة وإسعاف، ونقطة دفاع مدنى وحريق، ووحدة صحية ومقر للجمعية لخدمة أصحاب المصانع، وإدارة المشروع ونادى للعاملين، وحديقة عامة ومحال ومطاعم.
قال أبوالعينين: إن الفترة الحالية تشهد التعاون مع لجنة المهندس إبراهيم محلب الخاصة باسترداد أراضى الدولة وإعادة تقييمها، لإنشاء منطقة صناعية متكاملة من غزل ونسيج وصباغة وملابس جاهزة، واستعانت اللجنة بكليات الهندسة لوضع تخطيط وتصور للمنطقة وطريقة توزيع المنشآت.
وأضاف أن العشوائية تمكنت من المنطقة، وأصبح الوصول للمصانع صعب، فى ظل إنشاء أكشاك بجانب أسوار المصانع. وأصبحت المنطقة مزدحمة بالكامل بالباعة والسكان.
وكشف أن الجمعية تسعى نحو تنفيذ خطتها الرامية لإيجاد بديل للمصانع، بالإضافة إلى توفير تمويل مناسب بالتعاون مع بنك مصر لإقراض المصنع الواحد 2 إلى 20 مليون جنيه، ضمن مبادرة البنك المركزى لتمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
كما تساهم الجمعية فى توفيق أوضاع المصانع، وتمكينها من استيفاء الأوراق اللازمة للحصول على القرض.
وأوضح أبوالعينين، أن المصانع تعانى من ارتفاع أسعار الغزول، بنسبة 100%، إذ يبلغ سعرها حاليا 40 ألف جنيه للطن، بسبب الدولار، بعد أن كان 20 ألف جنيه.
وقال: إن نسبة القطن فى التصنيع لا تتعدى 40% سواء فى الصناعة المحلية أو على مستوى العالم، مشيرا إلى أن «البوليستر» ومشتقاته يستحوذ على 60% من إجمالى عمليات التصنيع.
وأضاف إن الهند واندونيسيا وأوزباكستان، تستحوذ على النسبة الأكبر من حجم صادرات الغزول المصرية، موضحا أن الفرق بين الغزل المصرى والمستورد، أن الأول طويل التيلة والمستورد قصير ومتوسط التيلة.. والأخير مطلوب فى صناعة الوبريات والبنطلونات الجينز و«الترينجات و«التى شيرتات».
أشار أبوالعينين إلى أن المجلس الأعلى للجامعات، وهو عضو فيه، شكل حاليا لجنة لعمل دراسة كاملة حول مقترح بزراعة مساحات تتراوح بين 10 و20 ألف فدان قطن متوسط وقصير التيلة، لتدشين مشروع زراعى صناعى متكامل يضم مصنعا لحلج القطن، ومآخر لعصر البذرة، وثالث للأعلاف من خلال مساهمة عدد من الشركات الكبيرة.
وأوضح أن اللجنة تعكف على دراسة حجم الاستثمارات المطلوبة والعائد من الاستثمار، وأى تربة تصلح للمشروع.
كما يمكن من خلال هذا المشروع زراعة أنواع أخرى من المحاصيل يتم تحديدها وفقا للأهمية.
وقال أسامة الحوفى مدير الجمعية: إن عدد المصانع فى شبرا الخيمة تقلص إلى 650 مصنعا بدلا من 1100 مصنع، نتيجة وضع السوق وصعوبة التشغيل، مضيفا أن أصحاب المصانع أصابهم الإحباط فى ظل عدم تقديم الحكومة حلولا جدية.
وأتهم الحكومة تبالسعى إلى اغتيال صناعة الغزل والنسيج، ولا تريد أن تعلنها صراحة، مضيفا: مصانع شبرا الخيمة قلعة صناعة النسيج تنهار، وتوقفها أصبح حتمى والمستهلك هو الذى سيدفع الثمن عندما يضطر لشراء منتجات رديئة مصنعة من المخلفات البترولية وتصيبه بأمراض.
كشف الحوفى، أن سعر الغزول بداية العام الحالى كان 23 ألف جنيه، فى حين يبلغ السعر حاليا 53 ألف جنيه، بارتفاع نسبته 150%، بالإضافة إلى أن الغزول تخضع لجمارك بنسبة 10% رغم أنها مستلزمات إنتاج، بخلاف ضريبة مبيعات 13%.
وتستغرق مدة تصنيع الغزول حوالى شهرين، وتبيع المصانع إنتاجها بالآجل وتحصل على مستحقاتها بعد 6 أشهر.
قال الحوفى: إن رئيس الوزراء عقد اجتماعا لمناقشة مشاكل صناعة الغزل والنسيج فى مايو الماضى، وأكد تثبيت سعر القطن عند 1250 جنيها.. لكن القرارات ضرب بها عرض الحائط وارتفع سعر القنطار إلى 3 آلاف جنيه.
وأضاف أن عددا كبيرا من المصانع، يفكر جديا فى هدم المنشأة، وبناء عمائر سكنية بدلا من تحمل أعباء التصنيع دون جدوى وتكبد خسائر، مشيرا إلى أن لديه مصنع غزل ونسيج به 16 ماكينة طاقته القصوى 7 آلاف متر يوميا، ويعمل حاليا وردية واحدة فقط بطاقة 1200 متر يوميا.
وقال أحمد الكرملى صاحب مصنع الأهرام للنسيج، إن مصنعه توقف منذ أسبوعين، بالإضافة إلى عدد كبير من المصانع على وشك التوقف نهائيا حال استمرار الوضع الحالى، من ارتفاع أسعار الغزول، وضعف القوى الشرائية، وزيادة التهريب، موضحا أنه يتم التهريب عن طريق ليبيا بدخول «الكونتينر» الواحد من الغزل مقابل 50 ألف جنيه.
وأضاف أن الغزول التى تدخل مصر عبارة عن مواد معاد تدويرها يتم تهريبها، ولا تستخدمها دول أخرى، مطالبا بالتوسع فى زراعة القطن قصير ومتوسط التيلة بدلا من استيراد أصناف سيئة الجودة، وغزل القطن طويل التيلة بدلا من تصديره خام.
وقال الكرملى: إن رقم عضوية مصنعه فى غرفة الصناعات النسيجية 360، ويعمل فى القطاع منذ سنوات إلا أن القطاع يحارب ولا يوفر له المناخ المناسب.
وقال رضا عبد الحليم، صاحب مصنع الشرق الأوسط للنسيج، إن المصنع يعمل بنصف طاقته، نتيجة ارتفاع أسعار الغزول بعد زيادة الدولار لتتراوح ما بين 40 و45 ألف جنيه، فى حين أنها كانت لا تتجاوز 30 ألف جنيه.
ويضم المصنع 20 ماكينة غزل تريكو، فى حين تبلغ طاقته الإنتاجية القصوى 6 أطنان يوميا، ويعمل حاليا بطاقة تتراوح بين 2 و3 أطنان يوميا.
وأضاف عبدالحليم، أن المصنع كان يصدر منتجاته لعدد من الدول قبل 2010 إلا أن الأوضاع تدهورت خلال السنوات التالية، وتوقف التصدير وتراجع حجم الإنتاج وارتفعت التكاليف الإنتاجية، وأصبح وضع السوق صعبا.
وأشار إلى إن المصنع يقع على مساحة 400 متر فى المنطقة الصناعية بشبرا الخيمة، والتى أصبحت مزدحمة بالسكان، مما يعرقل العمل، ونقل المنتجات واستقبال العملاء.
وأضاف: تمت مطالبة محافظ القليوبية، لتوفير مساحات بديلة لنقل المصانع.. لكن لا يوجد مسئول يهتم بوضع صناعة الغزل والنسيج فى شبرا الخيمة.
