بقلم: يشا جوبالان
يبدو أن علاقة حب قصيرة بين الصين وصفقات الاستحواذ العدائية اقتربت من نهاية مفاجئة، حيث تتعقب الجهات الرقابية الحكومية الشركات النشطة فى هذا المجال، خاصة شركات التأمين، وسعت لتقييد المصدر الرئيسى لقوتها وهو مبيعاتها الخارجية فى مجال التأمين على الحياة التى تدر عائدًا كبيرًا.
وأوقفت هيئة تنظيم التأمين الصينية، هذا الأسبوع، عمل شركة «فورسى» للتأمين على الحياة المحدودة، التابعة لمجموعة «باونينج» لمدة ثلاثة أشهر فى عقود التأمين على الحياة الادخارية خارجيًا.
وقد ساعدت مثل هذه العقود على دفع الشركات الحديثة، بما فى ذلك «آنبانج» للتأمين مالكة فندق «والدورف استوريا» فى نيويورك إلى صفوف كبار شركات التأمين فى الصين على أساس حجم الأقساط هذا العام.
وتصاعدت وتيرة «آنبانج لايف» لتصبح شركة التأمين الصينية رقم ثلاثة من حيث أقساط التأمين، فى حين وصلت وحدة «هيكسى لايف» إلى المرتبة الخامسة.
وتهدد القيود التنظيمية ليس فقط آفاق النمو فى شركات التأمين، ولكن أيضًا تهدد بإفساد متعة صغار المستثمرين الصينيين الذين شاركوا فى البحث عن الكنز فى أسواق الأسهم التى ينظر إليها على أنها أعظم فرصة للاستحواذ على الشركات.
وأنفقت شركتا «آنبانج» و«فورسى» مليارات الدولارات لابتلاع أصول قادرة على المساعدة فى تمويل العوائد الكبيرة التى ضمنتها لمنتجات التأمين على الحياة العالمية.
وشملت أهدافها كلاً من العقارات فى الخارج والأصول التأمينية للشركات الصينية المدرجة فى البورصة التى تعانى انخفاض العائدات أو التى تريد الحصول على سيولة كبيرة، حيث يمكن للشركات المستحوذة زيادة توزيع العائدات على المساهمين.
ودخلت «باونينج» عبر وحدة «فورسى» إلى شركة «فانك» أكبر شركة بناء منازل صينية لتصبح أكبر مستثمر حامل أسهم فيها، وكذلك شركة «شنزهين جوشنجيو».
وانتقدت الشركة العقارية هذا النهج، واعتبرته غير مرغوب فيه، حيث وصفه رئيس شركة «فانك» بأنها عملية استحواذ عدائية.
لكن هذا النهج لا يقتصر على «باونينج» وحدها، فالعديد من شركات التأمين الأخرى مثل «آنبا نجوتشينا» و«إفرجراند» أشترت أسهمًا فى «فانك».
واشترت وحدة «فورسى»، أيضًا، أسهمًا فى شركة الأجهزة الكهربائية «جريى نت»، وهى فرع لشركة «شنتشن» لصناعة مكيفات الهواء وأجهزة طهى الأرز المعروفة بتوزيعات أرباحها العالية مع مخزون نقدية 134 مليار يوان (19 مليار دولار ) قابل للزيادة.
وحققت أسهم الشركتين صعودًا كبيرًا العام الماضى فارتفعت، «آنبا» أكثر من 40% و«جريى» 27%، وهما من بين الشركات التى قال بنك «كريدى سويس» إنها تواجه مطاردات هائلة من شركات التأمين الباحثة عن صفقات استحواذ.
فى حين أن معظم شركات التأمين التى طالتها تحقيقات الجهات المنظمة قد أفلتت من العقوبات، لكنَّ المزيد من المحاولات لكبح جماح هذا القطاع تبدو محتملة.
فقبل أشهر من فحص الرقابة لـ«فورسى»، بدأت السلطات بالفعل فى جعل بيع منتجات التأمين على الحياة العالمية أكثر صعوبة.
وعلاوة على ذلك هناك علامات عدم ارتياح رسمى بشأن تزايد سلسلة عمليات الاستحواذ، حيث يتم تمويل صفقاتها عن طريق الاقتراض.
وانتقد أحد مسئولى هيئة سوق المال وهم عادة قليلو الظهور هذا الأسبوع المشترين الذين يحصلون على المال بطريقة غير سليمة لإجراء عمليات استحواذ ممولة بالدين ووصفهم بأنهم «لصوص هذا القطاع».
ولم يشأ رئيس لجنة تنظيم الأوراق المالية «ليو شيو»، أن يحدد الشركات لكن ربما ليس من قبيل المصادفة أن تعليقاته جاءت بينما يتم التحقيق فى ممارسات التداول لشركة «شنتشن» فى شركات مثل «فانك».
وتصدر الجدل الدائر حول «فانك» عناوين الصحف على وجه التحديد بسبب عمليات الاستحواذ العدائية النادرة جدًا فى الصين، وإذا استمر المنظمون فى طريقهم، فإن هذه العمليات ستظل قليلة وعلى فترات متباعدة.
المصدر: بلومبرج
إعداد: ربيع البنا