ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية وراء انخفاض المبيعات.. والورش أكثر المتضررين
تراجع معدل دمغ المشغولات الذهبية 43% خلال الفترة من يناير حتى نهاية اكتوبر 2016، وفقا لمصلحة الدمغة والموازين، الأمر الذى أرجعه التجار إلى ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة خلال العام الحالى.
رصدت «البورصة» فى جولة على محال الصاغة فى مناطق حدائق القبة، وسليمان جوهر بالدقى، وشارع الجامع بمنطقة مصر الجديدة تخفيض المحال حجم أعمالهم بسبب ضعف الاقبال.
قال فاروق إبراهيم، رئيس شعبة المشغولات الذهبية بغرفة القاهرة التجارية، إن محال الذهب لا تستطيع تغيير نشاطها بسهولة، خاصة أن معظم التجار توارثوها عن آبائهم وأجدادهم.
تابع: أن الورش تقوم بتشكيل المشغولات الذهبية لاصحاب المحلات مقابل الهادر بجانب أجرة التشكيل، مشيرا إلى أن تراجع الطلب على المصوغات اجبر العديد منها على الاغلاق.
وأضاف أن محال الذهب بامكانها أن تعمل لفترة اطول وتحمل الاعباء أكثر من الورش، خاصة أن تكاليفها الشهرية لا تتعدى فواتير المياه والكهرباء والإيجارات القديمة على عكس الورش التى تحتاج الى مصاريف إضافية للعاملين بها.
قال محمد حنفي، رئيس مصلحة الدمغة والموازين، إن مدموغات الذهب بلغت 35 طنا من بداية العام الحالى حتى شهر اكتوبر الماضى بتراجع 43%.
وأوضح أن تراجع حجم المدموغات أثر على ايرادات المصلحة خلال العام الحالى ليسجل 50 مليون جنيه مقارنة بنحو 62.5 مليون جنيه خلال 2015، مرجعا هذا التراجع الى ارتفاع سعر الدولار وتأثيره على اسعار الذهب محليا.
تابع حنفى ان المصلحة تقوم بالتفتيش على محلات الصاغة بشأن الرقابة على المصوغات، والأحجار والمعادن الثمينة للتأكد من مطابقة المعروضات للمواصفات والمقاييس المصرية.
وأضاف محمد عبد السلام، رئيس شعبة المصوغات الذهبية بغرفة الإسكندرية التجارية، أن الركود ضرب الأسواق، وانحصرت المبيعات فى من يقبلون على الزواج، وتقتصر المشتريات على «الشبكة» التى لا تتعدى 15 جراما مكونة من خاتم ومحبس أو سلسلة خفيفة.
وأوضح ان وتيرة بيع المصوغات شهدت ارتفاعاً بعد التعويم، اتجاه المستهلك للإيداع بالبنوك للحصول على فائدة شهرية تصل إلى 20%، فضلاً عن اتجاه البعض لبيع مصوغات ثقيلة وشراء اخرى أقل وزناً مع الحصول على فارق السعر.
وقال نشأت تاضرس، تاجر ذهب فى منطقة شارع الجامع، إن العام الماضى شهد ركوداً غير مسبوق نتيجة ارتفاع الأسعار بصفة عامة، بالتزامن مع ثبات دخول المواطنين الشهرية.
وأشار إلى أنه باع نحو 10 كيلو ذهب لتجار الجملة وإيداع مقابلها فى البنوك للاستفادة من حجم الفائدة خلال العام الحالى، وهى ارباح لا تحققها المحال التجارية.
وأضاف ميلاد نجيب، تاجر ذهب بمنطقة حدائق القبة، أن الركود ضرب جميع مواسم بيع الذهب مثل فصل الصيف والاجازات، أو الاعياد الدينية، التى يزيد فيها الاقبال على الزواج، مؤكدا أنه لجأ الى خفض العاملين لترشيد النفقات وتكثيف العمل خلال الاعياد.
ولفت إلى أن مبيعاته تراجعت خلال العام الحالى إلى 15 جراماً فى اليوم مقابل 100 قبل عامين، ما دفعه للتفكير فى تعليق ورق على المحل بأسعار الذهب وأوزان المصوغات المعروضة كمحال الملابس، نتيجة كثرة التساؤلات على السعر دون الشراء فى مشهد متكرر.
وطالب ناجى منير، الحكومة بإلغاء الرسوم الجمركية على واردات الذهب المقدرة بنحو 10% حاليا، لجذب المستثمرين إلى مصر بدلا من تركيا التى لا تفرض أى رسوم جمركية على واردات الذهب.
وأضاف أن القرار من شأنه تحويل منطقة مثل الجونة او شرم الشيخ إلى مركز عالمى لتجارة الذهب، والاستفادة من توفير فرص عمل وضريبية قيمة مضافة وغيرها.
كتب: بسمة ثروت
بسمة رجب
أمانى راضوان