الاستقرار السياسى يجعل الأنشطة الثقافية والأدبية مصدراً للتنمية
27 ألف زائر حضورا معرض آرت دبى الفنى
أدى خفض الإنفاق فى القطاعين العام والخاص فى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى فقدان الوظائف فى خدمات البترول والمصارف والبناء وموردى الخدمات، ومع ذلك فقد استمرت الجهود من قبل الحكام لتنويع قاعدتها الاقتصادية خلال العام الماضى.
وتعتبر دبى وأبوظبى إماراتين رائدتين فى الاستثمار فى الفنون والمعالم الثقافية لتعزيز السياحة وكذلك الشارقة ورأس الخيمة حيث تقود الدولة هذه الجهود.
ومن المقرر ان تستضيف دبى المعرض الدولى المقبل، معرض اكسبو 2020، ومجموعة كبيرة من مشاريع البنية التحتية الجديدة الجارية لخدمة ذلك الغرض بما فى ذلك خط المترو الجديد. ويقع المعرض على مساحة 4.4 كيلومتر مربع، ويضم عددا من المعارض والأحداث اليومية وستضم قرية المعرض منطقة سكنية بها 2100 شقة سكنية.
وتستغل دولة الإمارات العربية المتحدة فصلى الشتاء والربيع بسبب المناخ الأكثر اعتدالا للفعاليات وآخرها كان النسخة الثامنة من معرض فنون أبوظبى واستمر أربعة أيام، حيث ضم مهرجانا على مستوى المدينة لعرض الفنون الدولية والشرق اوسطية.
ومن الفعاليات الهامة مهرجان دبى السينمائى لشهر ديسمبر لعرض 150 فيلما بمشاركة 57 شركة رائدة لاول مرة من جميع انحاء العالم.
وفى مارس المقبل، يأتى معرض آرت دبى لاظهار الفن المعاصر بينما فى أبوظبى سيكون هناك مهرجان للموسيقى فى نفس الشهر والمخطط له على شكل سلسلة من حفلات الموسيقى الكلاسيكية تحت عنوان «الثقافة والتسامح».
وفى مارس المقبل، ايضا تقيم شركة طيران الإمارات مهرجانا للآداب فى دبى يضم محادثات وقراءات من الكتاب الدولية والإماراتية وقد بدأ هذا المهرجان فى عام 2009 وشارك فيه 65 كاتبا واستمر ثلاثة أيام لكنه تطور بشكل مطرد وصولا الى 2017 حيث يحضره 160 كاتبا لستمر أكثر من 10 أيام.
وتقول إيزابيل أبوالهول الرئيس التنفيذى والأمين العام لمؤسسة أدب الإماراتية ومديرة المهرجان إن فكرة الفاعلية كانت قائمة على البحث المقام الأول على جمهور إقليمى مهتم بهذا النوع من الثقافة وليس الهدف هو تحويله الى برنامج سياحى لجذب الزوار.
وأضافت ان الجميع نظر إليه على انه مبادرة عظيمة للقراءة والتعليم ولا يمكن النظر الى السياحة وحدها كمصدر للتنمية، فالثقافة فى الإمارات العربية المتحدة هى جزء حقيقى جدا من التنمية كما يجب ان يكون عليه الحال فى أى بلد.
واشارت الى انها فى الانطلاقة الاولى للمهرجان الثقافى كانت الفاعليات تركز على الطرق والمدارس والبنية التحتية بهدف إشعار الناس بالترابط بين الثقافة والتنمية لتصبح جزءا ملموسا من بناء الأمة.
وتقول صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية ان انخفاض أسعار البترول خلال العامين الماضيين قلص الإنفاق فى جميع انحاء دول الخليج وهو ما تبعته تخفيضات من الشركات الخاصة ومغادرة العمال المغتربين الأثرياء، وترك وحدات سكنية فارغة ومساكن فندقية شاغرة. وكان التأثير على السياحة حادا بشكل خاص مع وفرة المعروض من الغرف الفندقية فى كل من دبى وأبوظبى.
ويخشى مارتن كوبلر الرئيس التنفيذى لشركة اس بى اس وهى شركة استشارات للأعمال فى دبى أن الدفعة التى سيقدمها المعرض العالمى اكسبو 2020 قد تكون قصيرة العمر حتى لو حضر 25 مليون زائر فمن الصعب التكهن بما سيحدث بعد المعرض. وأضاف ان تساؤلات كثيرة تحوم حول زيادة المعروض من الفنادق وإمكانية ان تكون هناك طفرة مؤقتة وحتى خلق الوظائف الناجم عن النشاط قد يتبعه تسريح للعمالة.
فى المقابل تقول ميرنا عياد، مدير آرت دبى أنه على الرغم من تراجع السياحة فإن الإمارات شهدت نموا لا يصدق فى عروضها الثقافية، التى لا تظهر أى علامة على التباطؤ.
وتأسس معرض آرت دبى فى عام 2007 فى شراكة مع 40 صالة عرض وحضر دورة العام الماضى أكثر من 90 صالة عرض و27 الف زائر. وتشير إلى العدد الهائل من البرامج المقبلة فى جميع أنحاء البلاد وهو مؤشر واضح على نضوج قطاع الفنون.
ولفتت النظر الى زخم الانشطة فى 2017 بداية من بينالى الشارقة فى مارس كما شهدت دبى هذا العام افتتاح دار أوبرا دبي.
وأكدت أنها كانت تعيش فى دولة الإمارات العربية المتحدة لمدة 35 عاما كمقيمة وتستطيع أن ترى كيف انها باتت ملاذا آمنا من الاضطرابات الإقليمية وأصبحت أرضا للفرص ومدينة التجارة. وعلى نحو متزايد يتطور الامر بنفس الطريقة لتتحول إلى مكان للثقافة والاستكشاف.