
“حمدى” : طروحات شركات البترول والبنوك المزمعة فى الربع الأول أكثر إغراء
“عسران” : انخفاض مرات التغطية ضغط على المتعاملين لتوفير سيولة أو البيع فى اليوم الأول
“عبدالعزيز” : سعر الطرح مغالى فيه.. وأسهم قطاع الأغذية تعانى من الركود
“سعد” : توقيت الطرح خلال فترة إجازات المتعاملين الأجانب غير ملائم
اعتاد المتعاملون فى البورصة المصرية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، على انتهاز فرصة وجود طرح جديد لتحقيق ارباح قصيرة الاجل، فى بدايات تداول السهم، فيما يعرف بـ«Money on the table»، إلا أن طرح الشركة بالقيمة العادلة قد يتسبب فى عدم وجود إمكانية للصعود، وهو النموذج الذى طبقته طروحات «دومتى» و«كليوباترا» العام الحالي، وارجع خبراء الفتور الذى واجهه سهم «عبور لاند» بعد الطرح بالبورصة الى سوء التوقيت، وضعف الترويج، علاوة على المنافسة الشرسة من الطروحات الحكومية المعلن عنها.
وشهدت الطروحات الأخيرة صعوداً بنحو 10% خلال أول جلسات التعامل عليها، إلا أن بداية التداول على «عبور لاند» الخميس الماضى، عند سعر 9.68 جنيه شهدت أداءً مغايراً، حيث إرتفع السهم 1.24%، إلى مستوى 9.8 جنيه والأخيرة هى الاقل منذ طرح اعمار مصر للتنمية العام الماضي،، بتداولات 14.99 مليون سهم، بقيمة 146.8 مليون جنيه، لتأتى تداولات اليوم الثانى التى شهدت تنفيذات بقيمة 10 ملايين جنيه وكسر سعر الطرح وتسجيل 9.52 جنيه ثم التماسك قرب سعر الطرح عند 9.7 جنيه.
حدد هانى حمدى، العضو المنتدب لشركة الوطنى كابيتال لتداول الأوراق المالية، 3 أسباب وراء الأداء المخيب للآمال لشركة عبور لاند فى بداية مشوراها فى البورصة، مشيرا الى ان الطروحات التى أعلنت عنها الحكومة والمزمع تنفيذها خلال الربع الاول من العام المقبل كانت أكثر لمعاناً وإغراء فى وجه المتعاملين فى السوق، ولاسيما البنوك الكبرى مثل بنك القاهرة، وشركات البترول ومنها ايثدكو وإنبى.
وتابع لـ«البورصة»: مخاوف انتابت المتعاملين بشأن أداء الطرح الفترة الحالية فى السوق، والتى لا تشهد طفرات سعرية على مستوى الأسهم، مما قد يؤثر على محافظهم المالية وقدرتهم على الدخول فى الاكتتابات المقبلة.
ولف إلى شراسة المنافسة بين عبور لاند مع الشركات الاخرى القائمة فى البورصة التى أصبح لها منحيات أداء واتجاهات معروفة بالتوازى مع وجود مستهدفات فنية ومالية لأسهم قائمة، وذات حصص سوقية اعلى وخطط توسعية، مقابل ضخ استثمارات تحتمل جزءا عاليا من المخاطر.
وقال العضو المنتدب لشركة الوطنى كابيتال لتداول الأوراق المالية، إن توقيت الطرح لم يكن الأمثل، إذ تتمثل الطبيعة الموسمية لتعاملات نهاية العام بغياب نسبى للمتعاملين الأجانب فى السوق بسبب موسم الإجازات، إذ يرى حمدى أنه من الأفضل التريث لمطلع عام 2017، فى ظل توقعات الأداء الإيجابى للسوق ككل مع بداية العام المقبل.
فيما أرجع محمد عسران، العضو المنتدب لشركة ايفا للسمسرة فى الأوراق المالية السبب إلى انخفاض عدد مرات تغطية الشريحة العامة من طرح عبور لاند، ومن ثم ارتفاع نسبة التخصص، ما تولد عنه حاجة المتعاملين سواء لتغطية مراكزهم المالية بضخ سيولة جديدة، أو للبيع فى الجلسة الأولى باسعار السوق لتوفير سيولة.
وقال عسران إن الفترة الحالية فى البورصة لا تشهد انتعاشة قوية لأسهم شركات قطاع الأغذية، والدليل أداء أسهم جهينة، ودومتى فى السوق بسبب الوجود المؤسسى الكثيف.
وتوقع أن تولد القوى الشرائية بكثافة فى السوق بعد أن يسعره السوق بصورة عادلة على غرار أسهم إعمار مصر ودومتى، كما أنه لا يوجد زخم بين المتعاملين المؤسسات لضخ استثمارات قوية فى السهم، ما نتج عنه ضعف رغبة الأفراد فى اقتنائه.
وكانت شركة «سى أى كابيتال» قد أعلنت عن تغطية الطرح الخاص لطرح شركة «عبور لاند للصناعات الغذائية» على 56 مليون سهم بنحو 7.38 مرة، بإجمالى طلبات 412.2 مليون سهم بقيمة إجمالية 3.998 مليار جنيه، حيث حددت الشركة السعر النهائى لطرح «عبور لاند» عند 9.68 جنيه للسهم.
يرى كريم عبد العزيز المدير التنفيذى لصناديق الأسهم بشركة الأهلى لادارة صناديق الاستثمار، أن تقييم السهم غير عادل ما أدى الى تراجع الطلب عليه فى اليوم الثانى للطرح، إضافة الى انخفاض أحجام التداولات على الرغم من التغطية القوية للسهم.
وأشار عبد العزيز الى تأثر قطاع الأغذية سلبا لعدم وصول أداء سهم عبور لاند للمستوى المرجو ما ساهم فى تراجع الشركات المشابه خلال تعاملات مستهل الاسبوع.
وتوقع مواصلة قطاع الأغذية الأداء العرضى فى ظل وجود قطاعات أكثر نشاطا بالوقت الراهن أبرزها قطاع الإسكان والكيماويات.
ومن ناحية أخرى قال محمد سعد متداول اول لأدارة الاصول بشركة النعيم للاستثمارات، إن توقيت الطرح لم يصب فى صالح شركة عبور لاند، فأداء السوق بالوقت الراهن يتميز بالحركة العرضية دون تحقيق طفرات سعرية،
فضلا عن انخفاض السيولة لدى المستثمرين ما أدى الى تراجع الطلب عن السهم.
كما أن تعاملات المستثمرين الأجانب بالوقت الراهن منخفضة نظرا لموسم الإجازات لديه بسبب عطلات نهاية العام، بحسب سعد.
وأوضح سعد أن أداء الشركات المماثلة جاء مشابها لأداء السهم، ما ساهم فى تخوف المستثمرين من القطاع بصفة عامة، اضافة الى تراجع سهم دومتى وجهينة الفترة الماضية ما يجعلهم فرصة للاقتناص، فضلاً عن خلفية المتعاملين عن الأسهم القائمة، ومستهدفاتها.
ولفت إلى أن نظرة المستثمر للاكتتابات الأخيرة والتى حققت نموا بنسبة 5-10% ساهمت فى الإعراض النسبى عن السهم خاصة أن عددا كبيرا من الأسهم بالوقت الراهن لديها فرص نمو تفوق تلك النسب، خلال فترات نسبية قليلة، ولا سيما مصر الجديدة.
وأشار سعد إلى ترقب المستثمرين طرح بنك القاهرة والاحتفاظ بالسيولة الكافية للاكتتاب به من أفراد ومؤسسات، بسبب الأداء المالى القوى للأسهم المزمع طرحها.
ومن المتوقع أن يشهد العام المقبل طرح 10 شركات بالبورصة الرئيسية، أبرزها شركة إم إم جروب للصناعة والتجارة، ودى بى كى للصناعات الدوائية، وشركة «بى بى آى القابضة» ـ بلتون كابيتال سابقاً، وراية لخدمات مراكز الاتصالات، والعالمية للطباعة، والمتطورة لخدمات البترول، ومصر للاستثمارات المالية والتوفيق للتأجير التمويلى، وسكاى لايت، بالإضافة إلى «الفراشة للتعبئة والتغليف»، والتى تنتظر الموافقة على القيمة العادلة لبدء الطرح.
إضافة إلى 4 شركات ببورصة النيل، هى الاتحاد الصيدلى للخدمات الطبية، والصخور العربية للصناعات البلاستيكية، وجالينا البريطانية، ونيوكاسل.
وشهد العام الحالى طرحين بالبورصة الرئيسية، هما مستشفى كليوباترا، وشركة دومتى للصناعات الغذائية، وطرح ببورصة النيل شركة إم بى للهندسة، فيما شهد إلغاء قيد 4 شركات، أبرزها شركة مصر السلام للتنمية، واى تى سنرجى، وانتركايرو لصناعة الألومنيوم، واكسبريس للحلول المتكاملة، واعتبار قيدها كأن لم يكن.