القطاع يدعم الاقتصاد العالق فى الركود ويُسهم بـ20% من الناتج المحلى
جذبت المياه الزرقاء والشواطئ الجميلة فى اليونان، أعداداً قياسية من السياح الصيف الماضى.
وكشفت بيانات صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، ارتفاع أعداد الوافدين بنحو 21.3 مليون سائح فى الأشهر التسعة الأولى من العام الحالى.
ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 25 مليون سائح بحلول نهاية العام، وهو ما يلعب دوراً رئيسياً فى الحفاظ على الاقتصاد واقفاً على قدميه.
وفى الوقت الذى ارتفعت فيه أعداد السياح بنسبة 3.5% العام الماضى على أساس سنوى، انخفض الإنفاق العام بنسبة 5.5% إلى 12 مليار دولار فى الأشهر التسعة حتى سبتمبر.
ومن المتوقع أن يتراجع بنسبة 4% العام الحالى لتكون السنة الرابعة من فشل الإيرادات فى زيادة أعداد الوافدين.
وقال رئيس رابطة الشركات السياحية باليونان، أندرياس اندراديس، إن السياح ينفقون، حالياً، أقل من المتوسط وخفضوا مدة عطلتهم بسبب انعدام الأمن فى البلدان المجاورة ومنها تركيا.
وأضاف أن هذا الاتجاه العام سائد فى بلدان البحر الأبيض المتوسط، وليس اليونان وحدها.
فقد واجهت إسبانيا انخفاضاً فى نصيب الفرد من الإنفاق، رغم ارتفاع إجمالى عائدات السياحة.
وخلال موسم الذروة من يوليو وحتى أغسطس، انخفض متوسط مدة الإقامة فى اليونان بمقدار الربع خلال السنوات الـ12 الماضية.
وتراجع إنفاق الفرد بنسبة 22% من 746 يورو إلى 580 يورو خلال الفترة نفسها وفقاً لأحدث البيانات.
وأشارت الصحيفة إلى أن آفاق النمو فى 2017، تبدو أكثر إشراقاً، إذ تبرز اليونان كوجهة آمنة وسط عدم الاستقرار فى المنطقة. وزادت الحجوزات المبكرة إلى حد كبير.
وأعلنت وزيرة السياحة، إيلينا كوتورا، الشهر الماضى، أن قطاع السياحة أسهم فى دعم الاقتصاد العالق فى الركود، وأسهم بنسبة 20% من الناتج المحلى الإجمالى، وقام بتوظيف حوالى 1.2 مليون شخص بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وزادت الإيرادات من قطاع السياحة رغم أزمة اللاجئين التى أثرت على هذه الصناعة بشكل كبير. فقد تراجعت الحجوزات فى بعض الجزر، ومنها ليسبوس، وكوس، وساموس التى تلقت ضربة خطيرة.
وفى جزيرة كوس، كان هناك انخفاض بنسبة 11.2% فى عدد الزوار فى الأشهر العشرة الأولى من 2016.
وفى ساموس انخفضت الأرقام بنسبة 23% فى الوقت الذى سجل الانخفاض 57% فى جزيرة يسبوس.
وكان لأزمة اللاجئين أثر واضح فى الحجوزات المبكرة من هذا العام، إذ كشفت الأرقام فى الفترة من يناير إلى مارس التراجع بصورة بطيئة للغاية.
ولكن زادت الحجوزات مباشرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ومحاولة الانقلاب الفاشلة فى تركيا.
واعترف رواد الصناعة، أيضاً، بأن اليونان أصبحت المقصد الأكثر تكلفة هذا العام؛ بسبب زيادة ضريبة المبيعات على السكن والخدمات الغذائية، وارتفاع تكاليف النقل، الأمر الذى أسهم فى تراجع معدل الإقامة والإنفاق.
وحذر يانيس روتسوس، رئيس اتحاد أصحاب الفنادق اليونانى من زيادة ضريبة القيمة المضافة على قطاع السياحة والسفر، إذ سيتجنب السياح الوجهة أو سيقللون عملية الإنفاق.
وفى الوقت الذى أدار فيه السياح ظهورهم للجزر القريبة من تركيا التى تضررت من أزمة اللاجئين، فقد سجلت جزر البحر الأيونى زيادة بنسبة 13% فى عدد الوافدين على أساس سنوى فى أكتوبر الماضي.
وتوقع اندراديس، أن يكون عام 2017 عاماً قياسياً آخر للوافدين، حيث تبدو اليونان مشجعةً للغاية؛ بسبب وجود بعض الأساسيات، كونها وجهة آمنة، وتقلص تدفق اللاجئين إلى حد كبير، والوضع السياسى المستقر، مستغلة الصعوبات التى تواجهها بعض الدول مثل تركيا.