فرص الصعود لن تعوض تعويم الجنيه.. والأرباح الحقيقية للأجانب والسيولة الجديدة فقط
10600 نقطة مستهدف الحركة التصحيحية.. والشراء متوسط الأجل «طوق نجاة»
“التجاري” و”هيرميس” و”مدينة نصر” و”مصر الجديدة” و”OTMT” المحفظة الاستثمارية الفضلى للمحللين فى 2017
أظهر استطلاع رأى أجرته «البورصة» عن مستقبل مؤشرات البورصة المصرية خلال العام الحالي، تحفظ 85% من المحللين الفنيين على قدرة مؤشر السوق الرئيسى «EGX30» لاختراق مستوى 14500 – 15000 نقطة خلال العام الحالي، مرجحين أن يكتفى المؤشر بصعود بنسبة 20% من مستواه الحالى «12300 نقطة».
وشمل الاستطلاع 15 محللاً فنياً من أكبر 15 شركة سمسرة فى الأوراق المالية العاملة فى السوق المصرى، وفقاً للترتيب العام للشركات الذى تصدره البورصة المصرية، وتفاءل 54% من العينة بقدرة السوق على الذهاب بعيداً صوب مستويات 15000 نقطة خلال الشهور الستة الأولى من 2017، فيما رأى 31% أن السوق على بعد 700 نقطة فقط من بدء حركة تصحيحية واسعة.
ورفض محللون لـ«البورصة»، مقارنة سلوك مؤشر البورصة فى 2008 حين كسر قمته التاريخية، مع الوضع الحالى للسوق؛ لأن الأزمة المالية العالمية اغتالت وقتها فرص صعود السوق، لكنَّ الظروف الحالية للبورصة لا تمثل تسجيلاً لقمة تاريخية حقيقية بسبب تراجع العملة المحلية بعد تعويم الجنيه، والذى مثّل المحرك الرئيسى لصعود الأسهم، ومن ثم جاءت النظرة للسوق متحفظة، باستثناء 15% تفاءلوا بقدرة بورصة مصر على بلوغ 16500 نقطة.
وارتفع مؤشر البورصة الرئيسى 76% خلال 2017، وارتفع مؤشرا EGX70 وEGX100 بنسبة 22% و39% على التوالي، بينما ارتفع مؤشر EGX20 Capped بنحو 74%، وصعد مؤشر EGX50 متساوى الأوزان بنحو 60%.
وشمل الاستطلاع آراء المحللين بشأن الأسهم التى تشكل المحفظة المثالية خلال العام الجديد، وفازت أسهم البنك التجارى الدولي، والمجموعة المالية هيرميس، ومدينة نصر للإسكان والتعمير، ومصر الجديدة للإسكان، وأوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا، بنصيب الأسد من توقعات المحللين.
وقال محمد الأعصر، مدير التحليل الفنى بشركة الوطنى كابيتال لتداول الأوراق المالية، إن أسس التحليل الفنى تحتم التعامل بحذر مع سوق يكسر قمته التاريخية، بالعملة المحلية، ويهوى فى الوقت ذاته لقاع تاريخى مقوماً بالدولار تحت رعاية تحركات الدولار التى تمثل الوقود الرئيسى للسوق.
وحدد مستهدفاً مبدئياً للسوق المصرى خلال العام الحالى عند مستويات 16006 آلاف نقطة، منها 13700 – 14000 نقطة خلال الربع الأول من العام الحالى قبل الحديث عن موجات تصحيح، ربما قد تكون عنيفة.
وحددت وحدة البحوث الفنية لبنك الاستثمار سيجما كابيتال، مستهدف السوق خلال الفترة الحالية قرب مستويات 12900 نقطة، بعد أن تمكن السوق من كسر مستويات 12000 نقطة.
وقالت «برايم القابضة»، إنه على عكس المتوقع لم يحدث التصحيح، وواصل المؤشر الرئيسى للسوق الصعود مخترقاً حاجز 12000 نقطة، وهى القمة التاريخية المكونة عام 2008، ومن ثم يكون مستوى 13000 نقطة هو المستهدف الأول على المدى المتوسط بنسبة صعود 161.80% من نسب تصحيح فيبوناتشى.
وحددت مستويات المقاومة لمؤشر البورصة الرئيسى فى الأجل المتوسط قرب مستويات 13000 نقطة، ثم 15000 نقطة.
وسلّط عامر عبدالقادر، رئيس قطاع السمسرة للتطوير بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، الضوء على محطة 14800 نقطة التى يستعد السوق لبلوغها قبل نهاية الربع الأول من العام الحالي، قبل الحديث عن موجة الهبوط التصحيحي.
وشدد على إيجابية الأسهم المصرية التى تملك أصولاً مرتفعة القيمة خاصة بعد تعويم الجنيه، لكنّ التضخم لم ينعكس بصورة مباشرة فيها، حيث ستمثل قيمة مرتفعة طبقاً لمعيار تكلفة الاستبدال بالنسبة للمستثمرين الاستراتيجيين.
وقال هشام حسن، رئيس التحليل الفنى بشركة أكيومن للوساطة فى الأوراق المالية، إن السوق فى اتجاه صاعد طويل الأجل، إذ سجل «قيعان أعلى من قيعان، وقمم جديدة»، ومن ثم يستهدف مستويات 15000 نقطة تمثل قمة القناة السعرية طويلة الأجل.
وشدد على أن السلوك الأمثل للسوق خلال الفترة الحالية هو الشراء ثم الاحتفاظ، وعدم المجازفة بكامل المحفظة فى عمليات متاجرة سريعة ربما تكون عالية المخاطر بسبب حساسية المرحلة التى يمر بها السوق على الأجل القصير التى تشهد ارتباطاً وثيقاً بسعر الدولار، والاتجاه الى المواءمة بين السهم متوسط الأجل، ونظيره للأجل الطويل.
ولفت أدهم جمال الدين، مدير التحليل الفنى بشركة كايرو كابيتال للوساطة فى الأوراق المالية، إلى احتياج السوق لجنى أرباح من خلال حركة تصحيحية صوب مستويات 10500 نقطة، حتى تتحفز مؤشرات العزم فى البورصة لحركة صاعدة جديدة.
وتفاءل هيثم عبدالسميع، مدير التحليل الفنى بشركة التوفيق بقدرة السوق على بلوغ مستويات 16 ألف نقطة، ثم 17500 نقطة، شريطة استمرار تدفق استثمارات الأجانب، حتى تتمكن البورصة من إحداث توازن فى قيمتها قبل التعويم، وبعده.
وتحتاج البورصة لبلوغ مستويات 17850 نقطة، حتى تتمكن من معادلة انخفاض قيمة الجنيه بنسبة 120% بعد التعويم من مستويات 8.8 جنيه إلى 18.5 جنيه، ما ينعكس فى صعود البورصة 120% من مستويات 8500 نقطة.
أبدى محمد سعد، متداول أول لإدارة الأصول بشركة نعيم، تخوفه من تأثيرات ارتفاعات الدولار على المراكز المالية للشركات، ومن ثم على قيمها العادلة، فيما عدا الشركات التى تملك رصيداً دولارياً ولاسيما هيرميس.
وبذلك، يرى المتشائمون من خبراء التحليل الفنى فى البورصة المصرية ممن شملهم استطلاع الرأى، عدم قدرة السوق على مجاراة ارتفاعات الدولار، ومن ثم تكون الأرباح الحقيقية لأصحاب السيولة الجديدة Fresh money، وتسمى ارتفاعات قيم محافظ قدامى المستثمرين فى البورصة «تقليص خسائر».
ونصحوا، بتوجيه نسبة مرتفعة من استثمارات المحفظة صوب أسهم قيادية مرشحة لطفرات سعرية على المدة المتوسط، إذ انتصر السوق لمن استثمر فى الأجل المتوسط فى الأسهم الكبرى خلال العام 2016.