
تتهيأ القيمة الدولارية لصادرات الأسواق الناشئة، للصعود فى 2017، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2014، بدعم من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وزيادة الطلب بشكل متواضع.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن الانتعاش قد يساعد على تبديد بعض أجواء الكآبة فى جميع أنحاء بلدان الأسواق الناشئة، إذ من المقرر استخدام النمو القوى للصادرات كنقطة انطلاق للنهوض الاقتصادى السريع.
وتوقع رئيس استراتيجية الأسواق الناشئة فى بنك «يو بى إس»، بانو باويجا، أن ترتفع الصادرات من هذه الأسواق بمعدل يتراوح بين 8 و13% على أساس سنوى فى النصف الأول من العام الحالى.
وأضاف: «سنرى كثيراً من التقارير حول نمو الصادرات فى الأسواق الناشئة وانتعاشها فى النصف الأول».
يأتى ذلك بعد أن سجلت قيمة التدفقات المالية التى خرجت من الأسواق الناشئة خلال شهر نوفمبر الماضى نحو 75 مليار دولار، لتصل إلى أعلى مستوى لها فى 10 أشهر، وفقاً للبيانات الصادرة عن مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس».
وقال مارك وليامز، كبير الاقتصاديين الآسيويين فى «كابيتال إيكونوميكس»، إن أداء الصادرات للأسواق الناشئة سيستمر فى التحسن عام 2017 مع انتعاشها تدريجياً على مدار السنوات القليلة المقبلة.
وكانت صادرات الأسواق الناشئة قد تراجعت منذ أكتوبر 2014، وكادت تصل إلى معدلات الأزمة المالية العالمية فى 2008.
وأشارت الصحيفة، إلى أن تعافى أسعار معظم السلع الأساسية منذ فبراير 2016 أدى إلى تخفيف حدة التراجع فى الصادرات بنسبة 5%.
ونتيجة ذلك، تراجع الانخفاض فى قيمة صادرات الأسواق الناشئة بالدولار للأشهر الـ10 الأولى من عام 2016 بنسبة 6.6% فقط، مقارنة بانكماش بلغت نسبته 11.6% لنفس الفترة عام 2015، وفقاً لحسابات مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس».
وأوضح «وليامز»، أن بيانات نوفمبر الماضى لبعض الدول، ومنها البرازيل وفيتنام وتايوان وتشيلي، تشير إلى استمرار تحسن الصورة منذ أكتوبر.
وبعد تراجع معدل الصادرات من الأسواق الناشئة خلال العام الماضي، توقعت «كابيتال إيكونوميكس» انتعاشها بنسبة قد تصل إلى 20% خلال 2017.
وتنبأت المؤسسة، أيضاً، بأن النمو الاقتصادى العالمى سيرتفع العام الحالى ليصل إلى 2.8%، مقارنة بنسبة 2.5% فى 2016.
وسيؤدى ارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى زيادة أسعار السلع المصنعة كثيفة الاستهلاك للموارد، ومنها صناعة الصلب، الأمر الذى سيحسن الأداء التصديرى لبعض الدول خصوصاً كوريا الجنوبية.
ولكن رغم التنبؤ بتعافى الصادرات فى الربع الأول من 2017، فإنَّ المحللين قللوا من شأن نشوة استمرار التعافى.
وتوقع «باويجا»، أن نمو الصادرات سيضعف، وربما يتحول إلى سلبى فى النصف الثانى من 2017 نظراً إلى تأثير قاعدة أسعار السلع الأساسية الضعيفة فى العام الماضي.
واستند «باويجا»، فى تحليله على الطبيعة المتغيرة للعولمة، وضعف وتيرة نمو التجارة العالمية وتباطؤ الاستثمار.