“البورصة” تنشر دراسة جدوى إنشاء مجمع صناعى متكامل للخلايا الشمسية


2.3 مليار دولار تكلفة تدشين 7 مصانع على مساحة 3.5 مليون متر مربع
إبراهيم: المشروع يستهدف تحقيق عائد اقتصادى وتنموى لمصر فى الحاضر والمستقبل
1000 ميجاوات القدرة الإنتاجية لمصنع إنتاج الألواح سنوياً
خط إنتاج للزجاج الخالى من الحديد والشوائب لضمان عدم عكس أشعة الشمس
مصنع كامل لإنتاج لدائن البلاستيك اللاصقة والمعروفة تحت اسم «ايفا»
«العربى الاستشارى» يقترح موقعين فى جنوب سيناء أو «محور قناة السويس»
تعظيم المنتج المحلى وتصدير الإنتاج وتوفير فرص عمل.. أبرز الإيجابيات
تعتزم الحكومة تدشين مصنع لإنتاج الخلايا الشمسية ومحطة فوتوفولتية بالتعاون مع الصين بقدرة 1000 ميجاوات، وقدم المكتب العربى الاستشارى دراسة جدوى متكاملة لإنشاء مشروع مجمع صناعى متكامل لإنتاج الخلايا الشمسية.

 

جراف1 جراف2 جراف3
قال صلاح إبراهيم رئيس مجلس إدارة المكتب العربى الاستشارى، إن تكلفة إنشاء المجمع الصناعى تبلغ 2.350 مليار دولار، وتتضمن 200 مليون دولار لمصنع السيليكون، و750 مليون دولار لمصنع البولى سيليكون، و750 مليون دولار لمصنع تقطيع الرقائق، و150 مليون دولار لمصنع وحدات الخلايا، و80 مليون دولار لإنشاء مصنع الزجاج، و400 مليون دولار لانشاء محطة كهرباء، و20 مليون دولار لإنشاء مصنع لدائن البلاستيك.
ويستغرق إنشاء المجمع الصناعى فترة تتراوح بين 5 و6 سنوات، فى حين يحتاج إلى قطعة أرض مساحتها 3.5 مليون متر مربع، ومن ضمن المواقع المقترحة لإنشاء المشروع محور قناة السويس، وجنوب سيناء.
أوضح إبراهيم، أن المشروع يمتلك فرصة كبيرة ليكون ركيزة أساسة من ركائز التنمية الاقتصادية فى مصر، مما سيكون له تأثير مباشر على العناصر الاقتصادية والتنموية فى الدولة حالياً ومستقبلاً.
ووفقاً للنتائج الايجابية المتوقعة للمشروع، فإنه سيساهم فى توفير منتج محلى عالى الجودة، يكون بديلاً للمنتجات المماثلة المستوردة، ويزيد الفرص التصديرية، ويساهم فى توفير وزيادة الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية فى مصر.
كما يساهم فى توفير منتج أساسى لإنتاج الطاقة المتجددة بالاعتماد على الطاقة البديلة، ويخفض استهلاك مصر من المواد البترولية والغاز الطبيعى، مما يعود بالنفع على باقى عناصر التنمية الاقتصادية والصناعية، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة فى مجالات الصناعة والتجارة والتصدير والتعليم والتطوير.
وتعتمد فكرة المجمع الصناعى، على صناعة الخلايا الشمسية ثم معالجتها وتجميعها فى صورة ألواح شمسية قابلة لإنتاج الكهرباء، وهى صناعة تحتاج إلى طاقة تشغيل عالية تبدأ من استخدام المياه فى غسيل الرمال الصالحة للإنتاج، ثم عملية الفرز لحجم الرمل ونوعها، ثم عملية صهر الرمال فى أفران، خاصة التى تعمل بالغاز ـ وهو المفضل ـ أو بالكهرباء.
كما تحتاج إلى طاقة مستمرة دون انقطاع، وينتج ما يسمى السبيكة الخاصة بإنتاج الخلايا بمواصفات عالمية خاصة، وتباع كما هى على هيئة كتل مستطيلة مستوية يتراوح وزنها ما بين 220 و240 كيلو جرام، وتقطع بعد ذلك إلى ألواح مربعة الشكل بمقاس نهائى وهو المعروف عالمياً بمقاس 156 X 156 مم، وهو ينتج من الطاقة فى حدود 4 وات، حسب الجودة والتقنية المستخدمة.
وبعد تقطيع الألواح تبدأ عملية المعالجة وهى عملية تتم تحت تقنية علمية غاية فى التعقيد والعناية، من معالجة كيميائية، إلى معالجة كهربية، وتمر باختبارات عديدة حتى يخرج منها المنتج النهائى من الخلايا الصالحة لإنتاج الطاقة الكهربية من أشعة الشمس.
وتجمع هذه الخلايا على ألواح من الزجاج الخاص الخالى من الحديد، وهذا يستدعى أيضاً إنشاء خط إنتاج للزجاج الخاص باستخدام الخلايا الشمسية، وهو نوع خاص من الزجاج خالى من الحديد ومن أى شوائب قد تعكس أشعة الشمس، وهذا يلزم إنشاء مصنع كامل لإنتاج الزجاج من ضمن منظومة مجمع مصنع الخلايا الشمسية، وتتكون الألواح الشمسية من عدة طبقات، وهى القاعدة.
واما ان تكون من الزجاج أو من أحد لدائن البلاستيك المقاوم للحرارة وعوامل التعرية، ثم طبقة لاصقة ترص عليها الخلايا الشمسية بجانب بعضها فى صفوف متوازية، وتوصل مع بعضها على التوالى لتجميع القدرة المرادة من الإنتاج الكهربى من مجموع الخلايا، وعادة تبدأ من 4 وات إلى 400 وات لمجمع اللوح الواحد.
وتغطى بطبقة لاصقة أخرى، ثم بطبقة أخيرة من الزجاج الخاص غير عاكس لأشعة الشمس ثم توضع الوحدة الكاملة داخل فرن خاص لإذابة المادة اللاصقة، تحت ضغط مخلخل معين لضمان التصاق الطبقات المذكورة بطريقة سليمة، ثم يوضع برواز من الألمونيوم حول الأطراف، ثم يوضع بالخلف مجمع للطاقة المولدة من جميع الخلايا فى الوحدة، وتخضع كل عملية بعد الانتهاء منها للاختبارات والكشوف لضمان كفائه المنتج وخلوه من العيوب.
وأوضح إبراهيم، أن انشاء هذا المجمع الصناعى الضخم يتطلب وجود محطة كهرباء ذات أحمال كبيرة، حتى تغطى استهلاك المصانع الملحقة، وتتضمن وحدة غسيل الرمال وفرزها، وفرن خاص لإنتاج الخامة الأصلية من الرمال والخالية من أى شوائب.
كما سيتم إذابة الخامة ومعالجتها فى أفران خاصة لاستخراج السبيكة التى تستعمل فى جميع أغراض ما يتم صناعته من السليكون الخالص والنقى بدرجة 99.9999، وأهمها الصناعات الإلكترونية الخاصة بصناعة الحاسبات الآلية والترانزيستور، ومنها ما يمر بأكثر من 300 عملية معالجة حتى يصل الى المنتج النهائى مثل معالجات وحدات الكمبيوتر والتليفون المحمول.
وسيتم إنشاء وحدة تقطيع السبيكة النقية إلى رقائق، يتم معالجتها كميائياً وكهربياً ثم تطبع عليها شبكة موصلة للكهرباء على كل جانب، ثم تختبر وتكون معدة للتجميع لإنتاج ألواح الخلايا الشمسية.
وأشار إبراهيم، إلى إنشاء مصنع للزجاج الخاص الخالى من معدن الحديد والشوائب الأخرى، والذى يتمتع بدرجة كبيرة من النقاء، لعدم انعكاس أشعة الشمس ويسمح بنفاذ ضوء الشمس بكامل قوته إلى الخلية الشمسية التى توجد مباشرة تحت أول طبقة.
كما سيتم إنشاء مصنع كامل لإنتاج لدائن البلاستيك اللاصقة والمعروفة تحت اسم «ايفا»، وكذلك إنتاج ألواح البلاستيك الخاص لخلفية ألواح الطاقة الشمسية كبديل للزجاج حال احتياج السوق.
وقال إنه سيتم إنشاء مجمع لمكونات الألواح الشمسية، وهو المنتج النهائى الذى يتم فيه تجميع الألواح واختبارها لتكون جاهزة للاستعمال وتوليد الطاقة الكهربية حين تعريضها لأشعة الشمس.
ويضاف على المجمع الصناعى مصنع للبطاريات اللازمة لتخزين الطاقة الكهربائية المنتجة من الالواح الشمسية بقدرات مختلفة، واهمها استعمالات إنارة الشوارع والمناطق النائية التى لا يوجد بها اتصال مباشر على الشبكة العامة.
وذكر أن مقترح مجمع المصانع المذكور بمكوناته خاضع للتعديل حسب المكان والخامة وجودتها وبعدها عن مكان الإنتاج، وتوفر العمالة، ودراسة كل العوامل المؤثرة والمحيطة لتوفير أنسب الحلول البيئية والاقتصادية.
واقترح إبراهيم،أن يكون المكان المراد إنشاء مجمع صناعى به قريباً من مصدر للمياه، لاستعمالها فى التبريد، مما قد ينتج عنه عملية معالجة للمياه الصالحة للشرب كمنتج جانبى يخدم البنية التحتية.
واشار إلى أن الاسعار تشمل البنية التحتية بمواصفات طبيعية، وكذلك المبانى والتدريب والتقنية وخاضعة للمواصفات العالمية، وجميع الشهادات الرسمية المطلوبة لضمان استمرارية مواكبة التقدم والتطوير طوال العمر الافتراضى للمجمع الصناعى.
ويتوفر فى مصر العنصر الاساسى لتصنيع الخلايا الشمسية وهو الرمال «السليكا» والذى يعتبر عنصراً رئيسياً فى العديد من الصناعات والاستخدامات، وتتوفر الرمال الصالحة لتصنيع الخلايا الشمسية فى موقعين هما «الزعفرانة» و«أبوزنيمة».
أما تطبيقات واستخدامات رمل «السيليكا» فتدخل فى العديد من الصناعات، ومنها الإلكترونيات والترانزيستور وأجهزة الاتصالات والحاسبات والعوازل الكهربائية، والمعادن المتطورة مثل الألمونيوم والنحاس المقوى والأوانى الزجاجية ومواد صناعة الخزف والطوب وفلاتر تنقية المياة والبلاستيك والدهانات.
وله استخدامات طبية متعددة مثل السيليكا التى تستخدم فى عمليات التجميل والسيلسيوم، والسيلينيوم وهو مكمل غذائى مهم وبعض هذه المنتجات يصل ثمنها إلى 30 ألف دولار للطن.
وتتميز مصر بموقعها الجغرافى المتوسط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، مما يعطيها ميزة تنافسية من حيث توفير تكاليف النقل والشحن، كما تعتبر مصر من الدول المحورية الموقعة على مجموعة من اتفاقيات وبروتوكولات التجارة الحرة مثل اتفاقية الكوميسا والشراكة المصرية الأوروبية ومنظمة التجارة الحرة العربية «الجافتا».
ووقعت الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولى، واللواء محمد سعيد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربى، و«شن بن» نائب رئيس مجلس إدارة شركة (TBEA) الصينية، والتى تعد من أكبر الشركات بمجال الطاقة فى العالم، مذكرة تفاهم حول إنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميجاوات، فى شهر يوليو الماضى.
وتهدف المذكرة لتبادل الخبرات والمساعدة فى الإنتاج المحلى ونقل التكنولوجيا والمعرفة لتصنيع وإنتاج الطاقة بواسطة الخلايا الشمسية المصنعة من مادة السليكون، وذلك بالتعاون مع الشركة الصينية، التى لها خبرة فى إنشاء محطات الطاقة الشمسية الكبرى، وقامت بعمل أكثر من 5 آلاف محطة طاقة شمسية فى العالم.
وأوضحت نصر، أن هذه المذكرة تأتى وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتنويع مصادر الطاقة، وذلك باستخدام الطاقة المتجددة، كما أن وزارة التعاون الدولى ستساهم فى توفير التمويل اللازم لإجراء دراسة الجدوى وبناء المحطة، بالتنسيق مع الشركاء فى التنمية.
وأوضحت أن هذا المصنع يعد طفرة فى إنشاء مصانع إنتاج الطاقة الشمسية محليًا بداية من استخراج مادة السليكون من الرمل وصولًا إلى تصنيع الألواح الشمسية داخل مصنع واحد فقط، وتتولى الشركة الصينية تطوير ونقل المعرفة وتدريب العاملين وتقديم الاستشارات الهندسية لهم، وتدريبهم على تشغيل وصيانة مصانع الطاقة الشمسية والتعاون فى مجال البحوث والتطوير.
وذكرت أن المشروع سيتم تنفيذه على مرحلتين، بواقع 500 ميجاوات للطاقة الشمسية فى كل مرحلة، مشيرة إلى أن أهمية هذا المشروع تأتى فى الوقت الذى تحرص فيه الدولة على إحداث نقلة نوعية فى مجال تصنيع الطاقة الشمسية لأول مرة فى مصر، والذى سيمكنها من فتح آفاق جديدة من مختلف الدول الأخرى، والمشاركة فى المشروعات التنموية للدولة.
وأكد وزير الدولة للإنتاج الحربى، أن هذا التعاون يحقق نقلة نوعية فى مجال التصنيع المحلى من خلال إنشاء مصنع لإنتاج ألواح من الخلايا الشمسية، بالإضافة إلى الصناعات المساعدة التى ستدخل فى هذا المجال مثل مصنع البولى سليكون والسليكون، ومصنع الخلايا الشمسية، ومصنع ألواح الطاقة الشمسية، ومصنع الزجاج المصقول، ومصنع بطاريات الفانديوم، ومحطة توليد الكهرباء بالغاز.
وتعهد العصار بتقديم جميع أشكال التعاون من جانب وزارة الإنتاج الحربى من خلال ما تمتلكه من إمكانيات بشرية وصناعية ضخمة تمكنها من الدخول فى هذا المجال.
كما أكد أهمية البدء فورًا فى اتخاذ الإجراءات والتسهيلات التى ستقدمها وزارة التعاون الدولى لبدء المشروع.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

نرشح لك


https://www.alborsanews.com/2017/01/09/955383