تحويله إلى قطار مكهرب لم يتجاوز حد التصريحات
.. و«السكك الحديدية» تبدأ تحويله إلى قطار مميز بسعر 5 جنيهات
25 دقيقة تاخيرات بالرحلة الواحدة تصل لـ3 ساعات فى حالة الحوادث
المواطنون: نعانى من تدنى مستوى الخدمة وانخفاض معدلات الأمان
على الرغم من الوعود المتتالية من قبل وزراء النقل على مدى العامين الآخرين بتطوير قطار أبوقير ودعمه بوحدات مكهربة، بالإضافة إلى مد خط القطار ليصل إلى برج العرب، فإن تلك الوعود لم تتجاوز حد التصريحات.
وعملت هيئة السكك الحديدية شهر ديسمبر الماضى على تشغيل 4 رحلات مميزة على قطار خط أبوقير ـ محطة مصر بعربات مُجددة بسعر خمسة جنيهات مسافة موحدة، مقابل تذكرة القطار العادى الذى تتراوح ما بين جنيه وحتى 1.50 جنيه، ورفض مواطنون خطوة التطوير المحدودة بسبب ارتفاع تكلفة الخدمة، والتى ما زالت متدنية، على حد وصفهم.
وكانت بداية البحث عن تطوير قطار أبوقير الفعلية عندما عرضت شركة «دونج فانج» الصينية تنفيذ مشروع تطوير الخط وتحويله للعمل بنظام الجر الكهربائى بدلاً من الجر الميكانيكى «الديزل»، عبر تمويل من بنك التصدير والاستيراد الصينى «China Exim Bank» بقيمة 700 مليون دولار، قرض ميسر يتم سداده على 20 عاماً وفترة سماح 5 سنوات.
ووقعت محافظة الإسكندرية بروتوكول تعاون مع وفد من المجموعة الهندسية للسكك الحديدية الكهربية الصينية واتحاد شركة دونج فانج بحضور ممثلى الهيئة القومية لسكك حديد مصر لتنفيذ مشروع قطار إسكندرية ـ أبوقير المكهرب السريع ليحل محل القطار الحالى بطول 22 كيلومتراً لنقل وخدمة 18 مليون راكب سنوياً.
وتضمن البروتوكول الاتفاق على إنهاء الدراسات وإزالة كل المعوقات لبدء التنفيذ الفعلى فى أوائل يناير 2016، على أن يتم تجهيز بدائل وتحويل مسارات القطار الحالى خلال ثلاثة أشهر، وهو ما لم يتم إلى الآن.
وذهبت «البورصة» فى جولة بقطار أبوقير لترصد آليات تطويره وأبرز مشكلاته.
قال مصدر مسئول بهيئة السكة الحديد بالإسكندرية ـ رفض ذكر اسمه ـ لـ«البورصة»: إنه تردد الحديث كثيراً عن إدخال وحدات مكهربة لقطار أبوقير تقلل من زمن الرحلة التى يقطعها القطار منذ محطة القيام وحتى الوصول، بالإضافة إلى إعداد الجانب الصينى دراسات لتطوير القطار ومد الخط إلى برج العرب، ولكن تم تقديم تكلفة مرتفعة، الأمر الذى أدى إلى وقف العمل بالمشروع، لافتاً إلى أنه حتى الآن لم يدخل المشروع حيز التنفيذ.
وأشار إلى أن الهيئة انتهت مؤخراً من تطوير قطارات أبوقير من حيث تغيير التصميم الداخلى للقطار وشكل المقاعد والمظهر الخارجى، والمنافذ الزجاجية، موضحاً أنه نظراً لتغيير تصميم القطار الداخلى تم تقليص عدد المقاعد إلى نحو 55 مقعدا فى العربة بعد أن كان يتجاوز الـ80 مقعدا.
وأوضح أن الشكاوى التى تتلقاها الهيئة من قبل ركاب قطار أبوقير تتعلق بتأخير القطار عن موعد فترة تزيد على 25 دقيقة، مرجعاً أبرز أسباب التأخير إلى حالات الدهس، وإلقاء قمامة على جانبى القضبان، بالإضافة إلى وقوع عطل فى جرار القطار، لافتاً إلى أنه يتم تشكيل لجان تفتيش على المزلقانات للتأكد من ملاءمتها لسير القطار.
أضاف أن الهيئة تجرى عمليات صيانة دورية لعربات القطار للتأكد من سلامتها.
وقال المصدر: إن قطار أبوقير يسير بسرعة 90 كيلو فى الساعة، ولكن فى المنطقة التى تتوسط محطتى المعمورة والإصلاح تتم تهدئة السرعة إلى 8 كيلو؛ نظراً لزيادة منسوب المياه الجوفية والصرف الصحى بالمنطقة عن المعدل الطبيعى، مما استدعى أن يُوقف المهندس أحمد حامد رئيس هيئة السكة الحديد الأسبق العمل بالمنطقة لحين إصلاحها، لافتاً إلى أنه جارى الانتهاء حالياً من تطوير المنطقة واستبدال السكة الحديد القديمة بأخرى جديدة.
وأشار إلى أنه يتم تسيير يومياً 56 رحلة قطار من محطة مصر متجهة إلى محطة أبوقير، بالإضافة إلى 55 رحلة عودة، بإجمالى عدد ركاب يتراوح ما بين 800 و1000 راكب، لافتاً إلى أن الفترة الزمنية بين الرحلات تتراوح ما بين 20 و25 دقيقة.
وقال المصدر: إن أبرز المشكلات التى تواجه سائقى قطار أبوقير تتمثل فى ظاهرة «التسطيح» الأشخاص، الذين يجلسون فوق العربات وجرار القطار، مما يعرضهم للدهس، لافتاً إلى أن شرطة المحطة تعمل على الحد من ذلك، ويتم إلقاء القبض على من يخالف ذلك، وتحرير محضر ضده بتهمة التسطح وتعريض حياته للخطر.
ورصدت «البورصة» فى جولتها بقطار أبوقير ضعف التأمين داخل القطار وخارجه، فالأبواب تظل مفتوحة أثناء سير القطار، مما يعرض الركاب للخطر، بالإضافة إلى أن هناك مواطنين يتسطحون القطار، وتكدس البعض الآخر أمام الأبواب، فضلاً عن تراكم القمامة على جانبى الطريق فى عدد من المزلقانات، وينتظر القطار فى محطة مصر فترة طويلة حتى ينطلق بالرغم من امتلائه بالركاب وانقضاء موعد تحركه.
وقالت رانيا أحمد، طالبة، إن أبرز المشكلات التى تواجهها أثناء ركوبها قطار أبوقير تعطله المستمر بسبب إشغالات الطريق من قبل الباعة الجائلين، حيث يفترشون بضائعهم على أطراف القضبان، وذلك بخلاف الميكروباصات التى تعمل على خط الساعة ـ باكوس، وتقف دائما على القضبان بسبب ازدحام الطريق، مما يعرض الركاب والمشاه لخطر الدهس باستمرار.
وقالت سعاد أحمد، ربة منزل، إنها تفضل ركوب قطار أبوقير نظراً لقربه من محل سكنها، بالإضافة إلى انخفاض ثمن التذكرة مقارنة بوسائل المواصلات الأخرى التى عمل سائقيها إلى رفع أجرتها بنسبة تصل إلى 30% فى بعض الأحيان عقب تعويم الجنيه، لافتة إلى أن أبرز المشكلات التى تعانى منها أثناء ركوب القطار تعرضها للسرقة خاصة فى أوقات الذروة التى يزدحم بها القطار.
وأضافت أنها تذهب إلى منزلها يومياً خلال 10 دقائق بالقطار مقارنة بأكثر من ساعة عند استقلالها وسائل مواصلات أخرى؛ نظراً لازدحام الطرق، لافتة إلى أن أغلب المواطنين يفضلون ركوب القطار والترام باعتبارهما أبرز وسيلتى مواصلات من حيث توفير الوقت وقلة ثمن التذكر، ويعدان شريان الإسكندرية.
وقال محمد السيد، موظف، إن القطار يتأخر لما يزيد على 25 دقيقة فى بعض الأحيان، بالإضافة إلى أن فترة التأخير قد تصل إلى ثلاث ساعات فى حالات وقوع حوادث بالقطار.