
«عبدالعال»: الخدمة متاحة منذ 10 سنوات و«ميرسك» تسعى للهيمنة على النقل البحرى
«عبيد»: بعض الخطوط الملاحية تنافس الوكلاء والشاحنين وتتعامل مباشرة مع العملاء
«سلطان»: اتجاه طبيعى لاستخدام التكنولوجيا فى تقديم خدمات متكاملة للعملاء
«صفوت»: الخدمة موجهة للشركات وتشجع على زيادة حصة التجارة الإلكترونية
«نصار»: قطاعات متعددة لديها رغبة استخدام منصات البيع الإلكترونى لعرض خدماتها
استبعد خبراء بالنقل الدولى تأثر نشاط الوكلاء والوسطاء الملاحيين بتعاقد شركة ميرسك ـ أكبر شركة لشحن الحاويات فى العالم ـ مع شركة على بابا لتقديم خدمة حجز مساحات شحن البضائع على متن سفن الأولى.
وبدأت الشركة تقديم الخدمة لمنفذى عمليات الشحن على موقع الحجز وان تاتش «One Touch» التابع لعلى بابا، والذى يستهدف شركات التصدير الصينية الصغيرة والمتوسطة الحجم بخدمات عبر الإنترنت مثل التخليص الجمركى والخدمات اللوجيستية، كما يسمح الموقع بحجز الشحن الجوى ويقدم خدمات توصيل الطرود اعتبارا من 22 ديسمبرالماضى، وفقا لمتحدثة باسم خط الشحن ميرسك.
قال عبدالعال على، نائب رئيس مجلس إدارة شعبة خدمات النقل الدولى، إن ميرسك تتيح خدمات الحجز الإلكترونى لعملائها من شركات الشحن منذ أكثر من 10 سنوات من خلال نظام إلكترونى مشترك يمكن شركات الشحن من حجز أماكن لحاوياتها على السفن.
أضاف أن ميرسك الدنماركية ـ أكبر شركة لشحن الحاويات فى العالم ـ تسعى للتوسع بشكل كبير فى مجالات النقل البحرى وزيادة حصتها بشكل مطرد فضلا عن تقديم خدمات متكاملة لعملائها.
وتسعى ميرسك الدنماركية لتوسيع حجم أعمال شركة دامكو إحدى أذرع المجموعة العالمية للشحن ـ عبر التعاقد مع شركة قناة السويس لتداول الحاويات وإبرام العديد من التحالفات مع شركات تداول الحاويات بالسوق المصرى بما يضمن لها الحصة الأكبر على الإطلاق بالسوق المصرى.
اعتبر نائب رئيس مجلس إدارة شعبة خدمات النقل الدولى، خطوة ميرسك لاتاحة خدمات حجز الاماكن على سفنها إلكترونيا عبر التحالف مع عملاق التجارة الإلكترونية بالعالم ـ على بابا ـ خطوة لتقليل العمالة لديها والحد من المصروفات فى ظل تراجع حركة التجارة العالمية بشكل عام، فضلا عن سعيها للاستفادة من قاعدة عملاء على بابا المنتشرة عالميا.
أكد عبدالعال أن نشاط شركات الشحن و وكلاء السحن لن يتأثر بتقديم تلك الخدمة عبر «على بابا»، حيث لا يقتصر نشاطهم على حجز الأماكن بالسفن.
وقالت ميرسك فى تصريحات صحفية، إن التعاقد مع على بابا يمثل جزءا من استراتيجية خط الشحن، التى تستهدف تقديم خدمات رقمية للعملاء، فضلا عن عزمها تدشين المزيد من البرامج التجريبية على مواقع إلكترونية تابعة لأطراف ثالثة.
من جانب آخر أشار فارس عبيد الشريك المؤسس بشركة الوطنية للشحن، والتى تتركز أعمالها مع موانى دمياط وبورسعيد وشرق التفريعة، إلى معاناة شركات الشحن فى الحصول على قائمة أسعار ونوالين الشحن من الوكلاء والخطوط الملاحية.
أضاف: «شركات الشحن الصينية مثلا توافينا بأسعار نوالين الشحن لكل الموانى المصرية بشكل شهرى والتى باستمرار فى ظل ظروف السوق الحالية».
تابع، أن بعض الخطوط الملاحية بدأت بالفعل فى منافسة شركات الشحن واختطاف العملاء منهم عبر إدارات التسويق لدى تلك الخطوط وتقديم الخدمة بشكل مباشر للعملاء بعيدا عن شركات الشحن.
واعتبر تقديم تلك الخدمة إلكترونيا وبشكل مباشر للعملاء بعيدا عن شركات الشحن سيؤثر سلبا على حجم أعمال تلك الشركات فضلا عن تخطى تلك الخدمة لنقل السلع المبيعة إلكترونيا إلى التعاقد على حجز اماكن للحاويات والبضائع.
وقال أحمد سلطان خبير النقل الدولى واللوجيستيات، إن حجز مساحات لشحن البضائع على متن السفن إلكترونيا لن يقلل من دور وكلاء الشحن التقليديين.
أضاف لـ«البورصة»: إن اتفاقا مثل المبرم بين ميرسك وشركة على بابا من شأنه ان يسهم بشكل كبير فى تسهيل حركة التجارة الإلكترونية ويتماشى بشكل طبيعى مع استخدام أساليب التكنولوجيا مثل حجز تذاكر الطيران وخلافه.
لفت سلطان إلى احتياج النقل البحرى إلى العديد من الوسائل التكنولوجية لخدمته، حيث يتم نقل 90% من إجمالى التجارة العالمية سنويا عبر البحار ما يتطلب إجراءات تسهم فى تسهيل وسرعة تقديم خدمات الشحن المختلفة.
واستبعد سلطان تراجع دور الوكلاء الملاحيين مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا فى التجارة وعمليات الشحن، حيث لا يقتصر دور وكيل الشحن على حجز أماكن بالسفن بل يتعدى ذلك إلى استقبال السفن فى الموانئ والتعامل مع هيئات الموانى المختلفة وغيرها من الخدمات.
وتتم عمليات الشحن من خلال وسطاء يقومون بحجز مساحة على سفن الحاويات، كما تسمح خطوط الشحن، مثل ميرسك لأصحاب البضائع بحجز الشحنات مباشرة عبر الإنترنت.
من جانب آخر قال هشام صفوت الرئيس التنفيذى بشركة «جوميا مصر» للتسويق والبيع الإلكترونى، إن الخدمة التى أتاحتها «ميرسك» عبر منافذ «على بابا» الإلكترونية تستهدف الشركات من المصدرين والمستوردين أكثر من الأفراد، حيث تمتلك «على بابا» تعاقدات كبيرة مع العديد من الشركات الصينية.
وتوقع الرئيس التنفيذى لجوميا مصر، أن تلغى تلك الخدمة دور وسطاء الشحن فى المستقبل وتقلل من اعتماد المستوردين عليهم فى حجز أماكن لبضائعهم على متن سفن ميرسك التى تتحرك من الصين والتى ستشجع حركة التجارة الإلكترونية لتشمل حصة أكبر من التعاقدات التى تتم بشكل مباشر بين العملاء والموردين.
وأوضح شريف نصار من شركة «نفسك دوت كوم» للتجارة الإلكترونية، إن منصات البيع الإلكترونى العالمية مثل «على بابا وأمازون» تتيح العديد من الخدمات بجانب خدمات البيع الإلكترونى التى تجريها عبر دول العالم مستفيدة من قدرتها على الوصول لأكبر عدد من مستخدمى الإنترنت.
أضاف أن خدمة الحجز الإلكترونى لمساحات على متن سفن شركات النقل البحرى ما هو إلا خدمة وسيطة فى عمليات البيع سواء تمت إلكترونيا أو بالطرق التقليدية مثل حجز تذاكر الطيران أو نقل الطرود جويا.
وتابع أن العديد من العملاء والموردين لديهم الرغبة بشكل مستمر فى عرض الخدمات والسلع، التى يقدمونها عبر منصات البيع الإلكترونى، التى تتيح الوصول لشريحة مميزة من العملاء مستخدمى شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى.