أعلن «البنك الدولى» أن وتيرة النمو العالمى سوف ترتفع العام الجارى بدافع انتعاش الاقتصادات الناشئة المصدرة للسلع ومزيد من التعافى فى الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة.
ومع ذلك تضمنت أحدث توقعات البنك تحذيرا من قرارات الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، والانتخابات المقررة فى أوروبا هذا العام التى تبرز تساؤلات حول اتجاه السياسة الاقتصادية وموجة جديدة محتملة من الحمائية.
ومن المتوقع أن يرتفع النمو العالمى إلى 2.7% هذا العام مقارنة بنمو بلغ 2.3% فى 2016، وهو أسوأ أداء له منذ الأزمة المالية العالمية فى 2008.
ومن المتوقع أن تنمو الاقتصادات المتقدمة بنسبة 1.8% هذا العام ارتفاعًا من 1.6% فى 2016.
وقال جيم يونج كيم، رئيس البنك الدولى إنه بعد سنوات من النمو العالمى المخيب للآمال توقعنا أن نرى آفاقا اقتصادية أقوى تلوح فى الأفق.
وأضاف أيهان كوس، المشرف الرئيسى على إعداد التقرير أن الخبر السار يتمثل فى وجود انتعاش وأن هذا الانتعاش يأتى بعد الوقوع فى القاع.
وتابع: «علينا أن نبقى متنبهين، كل الأنظار متجهة إلى صانعى السياسات فى الولايات المتحدة والطريقة التى سيحددون بها سياساتهم».
ومن المتوقع أن يتوسع الاقتصاد الأمريكى بنسبة 2.2% فى عام 2017 ارتفاعًا من 1.6% فى العام الماضى.
وتأتى هذه الزيادة المتوقعة قبل التخفيضات الضريبية، والإنفاق على البنية التحتية التى وعد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بتنفيذها لتعزيز النمو.
وعلى حد سواء فمن المتوقع أن تنمو منطقة اليورو واليابان بوتيرة أضعف العام الجارى، حيث توقع البنك نمو بنسبة 1.5% و0.9% على التوالى.
أشار التقرير إلى أنه المرجح أن يساعد ارتفاع النمو فى الولايات المتحدة فى دعم أجزاء أخرى من الاقتصاد العالمى.
ومن المرجح أن يكون النمو الأمريكى مصحوبًا بالزيادة فى الاقتصادات الناشئة والنامية المصدرة للسلع الأساسية التى من المتوقع أن تتوسع بنسبة 2.3% خلال 2017.
وقال البنك: إن الركود فى دول مثل البرازيل وروسيا، التى أعقبهما انهيار فى أسعار السلع الأساسية من المرجح أن ينتهى هذا العام، وذلك بفضل الانتعاش المتواضع فى الأسعار.
ومن المتوقع نمو روسيا والبرازيل التى وقعت فى الانكماش فى 2016 نموًا متواضعًا فى 2017.
وينطبق الأمر على نيجيريا، أكبر اقتصاد فى افريقيا التى توقع البنك الدولى أن تنمو بنسبة 1% فى عام 2017 بعد انكماشها بنسبة 1.7% العام الماضى ومن شأن ذلك أن يقدم الإغاثة للبلدان، التى شهدت العديد من الأزمات خلال العام الماضى.
ولكن أفاد أيهان كوس بأنه رغم التفاؤل بشأن العديد من الاقتصادات النامية المصدرة للسلع الأساسية ونموها بأفضل مما كانت عليه قبل عام لا يزال الكثير منها عرضة للتقلبات فى الأسعار العالمية وربما انكماش جديد.
وقال البنك الدولى، إنه ما زال قلقًا بشأن حدوث تباطؤ فى نمو الاستثمارات العالمية رغم تراجعها من نسبة 10% فى عام 2010 إلى أقل من 3.5% خلال 2016.
وكان البنك أكثر تفاؤلاً حول آفاق التجارة العالمية، التى عانت من تباطؤ الاقتصاد العالمى على مدى السنوات الخمس الماضية.
ومن المتوقع أن يرتفع حجم التجارة العالمية بنسبة 3.6% العام الجارى مقارنة بنسبة 2.5% فى 2016.
وأكد أن الفضل فى ذلك سيعود إلى ثروة البلدان المصدرة للسلع الأساسية وانتعاش الاقتصادات النامية الكبيرة الأخرى.